بـ 41 أداة.. الصين تتهم أمريكا بالتجسس الإلكتروني على جامعة حكومية

رنا أسامة

بكين اتهمت واشنطن بسرقة معلومات بشأن إدارة شبكة جامعة "نورث وسترن بوليتكنيكال" وتقنيات أساسية أخرى.. فلماذا استهدفت أمريكا تلك الجامعة؟


اتهمت الصين الولايات المتحدة باختراق حواسيب جامعة يزعم مسؤولون أمريكيون أنها تجري أبحاثًا عسكرية، ضمن سلسلة اتهامات متبادلة بشأن التجسس الإلكتروني.

ولدى الولايات المتحدة والصين باع طويل من الاتهامات بشأن الهجمات الإلكترونية. واتهمت إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، العام الماضي، بكين باختراق أنظمة البريد الإلكتروني لشركة “مايكروسوفت”، في حين وصفت الصين أمريكا بأنها “إمبراطورة القرصنة”.

الصين وأمريكا.. اتهامات متبادلة

بحسب شبكة سي “بي إس نيوز” الأمريكية، أفاد المركز الوطني للاستجابة لحالات الطوارئ لفيروسات الكمبيوتر، بأن جامعة “نورث وسترن بوليتكنيكال” بالصين أبلغت عن عمليات اقتحام لأجهزة كمبيوتر في يونيو الماضي.

وزعمت الجامعة أن المركز الذي يعمل مع مزود الأمن التجاري “كيهو 360” للتكنولوجيا، تتبع هجمات إلكترونية إلى وكالة الأمن القومي الأمريكي (إن إس آيه)، من دون تفاصيل بشأن كيفية حدوث ذلك.

وتعد الصين والولايات المتحدة، إلى جانب روسيا، رائدات أبحاث الحرب الإلكترونية عالميًّا. وفي حين أن بكين تتهم واشنطن بالتجسس على جامعات وشركات طاقة وأهداف أخرى، تتهمها الولايات المتحدة بسرقة أسرار تجارية، ووجهت اتهامات جنائية لضباط عسكريين صينيين.

جامعة نورثرويسترن

تنصت على هواتف ورعاية قراصنة

قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، ماو نينج، إن تصرفات الولايات المتحدة تهدد على نحو خطير الأمن القومي الصيني، متهمة إياها بالتنصت على هواتف محمولة وسرقة رسائل نصية، وحثتها على الكف فورًا عن مهاجمة دول أخرى، والمساعدة في الحفاظ على الأمن السيبراني التي قالت إن الحفاظ عليه مسؤولية مشتركة على عاتق المجتمع الدولي.

ولم ترد السفارة الأمريكية في بكين على طلب “سي بي إس نيوز” للتعليق، ولكن يقول خبراء أمنيون إن الجناح العسكري للحزب الشيوعي الحاكم في الصين، وجيش التحرير الشعبي ووزارة أمن الدولة، يرعون قراصنة خارج الحكومة.

41 أداة هجوم إلكتروني

حسب الشبكة الأمريكية، فإن جامعة “نورث وسترن بوليتكنيكال” التي تمولها وزارة الصناعة وتكنولوجيا المعلومات الصينية بمدينة شيان، غربي الصين، مدرجة في قائمة الكيانات الحكومية الصينية ما يحد من وصولها إلى التكنولوجيا الأمريكية. وتقول واشنطن إن الجامعة تساعد جيش التحرير الشعبي الصيني في تطوير تكنولوجيا صواريخ وطائرات مقاتلة ومسيرات جوية وزوارق غير مأهولة.

واتهمت بكين، يوم أمس الأول الاثنين، واشنطن بسرقة معلومات بشأن إدارة شبكة الجامعة و”تقنيات أساسية أخرى”. وقالت إن محللين صينيين وجدوا 41 أداة هجوم إلكتروني على الشبكة، زاعمين ارتباطها بوكالة الأمن القومي الأمريكي، في حين بدأت السلطات التحقيق في الأمر بعد أن أبلغت الجامعة في إبريل الماضي بالعثور على آثار لهجمات إلكترونية في نظامها.

استخبارات الإشارات

في العام الماضي، عاقبت محكمة فدرالية أمريكية في بوسطن رجلًا صينيًّا يدعى شورين تشين بالسجن لمدة عامين، بعد أن أقر بأنه مذنب لتصدير تكنولوجيا بحرية وتحت مائية إلى جامعة “نورث وسترن بوليتكنيكال”، من دون تقديم التراخيص المطلوبة، وفق وكالة رويترز.

ووكالة الأمن القومي، جزء من وزارة الدفاع الأمريكية ومسؤولة عن جمع معلومات استخباراتية عن طريق اعتراض الإشارات، في ما يعرف بـ استخبارات الإشارات”، في حين يصف مركز الاستجابة للطوارئ فيروسات الكمبيوتر الذي أنشأته إدارة الشرطة بمدينة تيانجين الشرقية الصينية عام 1996، نفسه بأنه وكالة صينية معنية بفحص واختبار منتجات مكافحة فيروسات الكمبيوتر.

نورث ويتسرن

هجمات شبكة خبيثة

حسب تقرير صادر عن “كيهو 360” للتكنولوجيا في العام 2020، فإن أدوات القرصنة المستخدمة في الهجمات على شركات ووكالات حكومية صينية منذ أواخر التسعينات حتى 2008، جرى تتبعها إلى وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، بمقارنتها مع التعليمات البرمجية في أدوات “سي آي إيه” التي كشفت عنها مجموعة ويكيليكس.

مركز الفيروسات اتهم وكالة الأمن القومي الأمريكي، في بيان، بتنفيذ “هجمات شبكة خبيثة” أخرى في الصين، ولكنه لم يذكر تفاصيل، مشيرًا في الوقت نفسه إلى أنه حدد هوية 13 شخصًا مشتبهًا في ضلوعهم بالهجمات.

ثغرة «يوم الصفر»

أفاد البيان بأن متسللين استهدفوا ثغرة تعرف بـ”يوم الصفر” لم يبلغ عنها من قبل في حواسيب الجامعة الصينية، زاعمًا أن عمليات الاختراق جرت من خوادم في 17 دولة، بما في ذلك اليابان وكوريا الجنوبية والسويد وبولندا وأوكرانيا وكولومبيا.

وادعى البيان أن وكالة الأمن القومي الأمريكي استخدمت أدوات برمجة بأسماء مثل “اللقاء الثاني” و”شرب الشاي”، لكنه لم يذكر أيها جرى استخدامه في اختراق حواسيب الجامعة الصينية.

اختراق ليس مفاجئًا

ادعت صحيفة “ساوث تشاينا مورنينج بوست” الصينية أن واشنطن سرقت في السنوات الأخيرة أكثر من 140 جيجابايت من البيانات عالية القيمة، في هجمات إلكترونية خبيثة استهدفت شبكات صينية تسيطر على عشرات الآلاف من أجهزة الشبكة من خوادم الإنترنت إلى جدران الحماية.

ورأى كبير الباحثين في مركز الصين والعولمة، وهو مؤسسة فكرية خاصة في بكين، آندي موك، أن الاختراق المزعوم ليس مفاجئًا بالنظر إلى ما وصفه بـ”السجل السابق لواشنطن في عمليات القرصنة”. وقال إنه يعتقد على نطاق واسع أن الولايات المتحدة إحدى أكثر الجهات الفاعلة عدوانية في فضاء الحرب الإلكترونية.

ربما يعجبك أيضا