بكين تخطط لعقد قمة خليجية إيرانية.. هل يتغلب النفوذ الدبلوماسي الصيني على الأمريكي؟

عمر رأفت

سيكون عقد قمة بين دول مجلس التعاون الخليجي وإيران برعاية صينية بمثابة خطوة جديدة لتخفيف التوترات بين الخليج وطهران، وتأكيد لدور الصين الدبلوماسي.


تخطط الصين لعقد قمة تضم دول مجلس التعاون الخليجي وإيران في بكين، حسبما ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، أمس الأحد 12 مارس 2023.

وكانت الصين توسطت في اتفاق لاستعادة العلاقات بين السعودية وإيران، يوم الجمعة الماضي، 10 مارس 2023، بعد 7 سنوات من انقطاع العلاقات بين الرياض وطهران. وتتوقع إيران فوائد اقتصادية من تقاربها مع السعودية، وفقًا لما ذكرته وول ستريت جورنال.

اقرأ أيضًا: كتاب سعوديون: سلوك إيران سيكون تحت المجهر في الأشهر المقبلة

قمة جديدة

عندما التقى القادة العرب مع الرئيس الصيني شي جين بينج في قمة إقليمية بالرياض في ديسمبر الماضي، طرح فكرة غير مسبوقة: اجتماع رفيع المستوى لقادة دول الخليج العربية والمسؤولين الإيرانيين في بكين في عام 2023، حسب تصريحات أشخاص مطلعون للصحيفة.

وأشارت وول ستريت جورنال إلى أن الصين لم تعد تركز فقط على قضايا الطاقة والتجارة، بل أنها تريد أن تلعب دورًا دبلوماسيًّا في منطقة تعتبر استراتيجية بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية، وتريد بكين منافسة واشنطن بها.

قمة خليجية إيرانية جديدة برعاية صينية .. خطوة جديدة لتخفيف حدة التوترات وتأكيد دور الصين الدبلوماسي

قمة خليجية إيرانية جديدة برعاية صينية .. خطوة جديدة لتخفيف حدة التوترات وتأكيد دور الصين الدبلوماسي

 نجاح الاتفاق

وترى وول ستريت جورنال أنه من غير المرجح أن إعادة فتح السفارات وتجديد العلاقات الدبلوماسية يمكن أن يؤدي إلى الحد من التوترات خاصة الأمنية، بل إن بعض المحللين الغربيين والإيرانيين قالوا إن الصفقة لن تتحقق بدون موافقة الحرس الثوري الإيراني.

وأشارت الصحيفة، في تقريرها، إلى أنه كانت هناك العديد من المحاولات لعودة العلاقات السعودية الإيرانية منذ عام 2016، موضحة أن مسؤولين أمريكيين وسعوديين، لم تذكر الصحيفة هوياتهم، قالوا إن إيران هذه المرة متحمسة لعودة العلاقات في ظل الأزمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد.

قمة خليجية إيرانية جديدة برعاية صينية .. خطوة جديدة لتخفيف حدة التوترات وتأكيد دور الصين الدبلوماسي

قمة خليجية إيرانية جديدة برعاية صينية .. خطوة جديدة لتخفيف حدة التوترات وتأكيد دور الصين الدبلوماسي

خطوة تكتيكية

في عام 2021، كانت السعودية وإيران قريبتين من إعادة العلاقات بعد شهور من وساطة بغداد، وأرسل الجانبان وفودًا لدراسة إعادة فتح السفارات، لكن المحادثات توقفت بعد أن غيرت الانتخابات الحكومة العراقية واندلعت الاحتجاجات في إيران العام الماضي.

وأبرزت الصحيفة الأمريكية تصريحات المستشار الإيراني للشركات الأجنبية العاملة في طهران، مصطفى باكزاد، إن الصفقة مع المملكة بمثابة خطوة تكتيكية من جانب إيران، في ظل العزلة الدولية التي تمر بها وانهيار الاقتصاد.

التأثير الصيني

قالت وول ستريت جورنال إنه خلال قمة الرياض في ديسمبر الماضي، رحب قادة دول مجلس التعاون الخليجي الـ6 باقتراح الرئيس الصيني لقمة تهدف لتخفيف حدة التوترات بين الدول الخليجية وإيران.

وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن المسؤولين السعوديين يأملون في أن تتمكن الصين من استخدام علاقاتها الاقتصادية للتأثير على سلوك إيران، وهو أمر حاولت فيه واشنطن بكثير من الحلول ما بين العقوبات والتهديد العسكري، ولكن شكك المسؤولون في نجاح بكين بهذا الأمر.

تنامي نفوذ بكين

أوضحت الصحيفة أنه في مؤشر على تنامي نفوذ الصين، لم يجرى استخدام اللغة الإنجليزية في المفاوضات الأخيرة في الخطب والوثائق، واستخدمت اللغات العربية أو الفارسية أو الماندرين.

وأشارت تقارير أبرزتها وول ستريت جورنال إلى أن الاتفاق الأخير يمنح السعودية وإيران مهلة شهرين للتوصل إلى كافة التفاصيل قبل إعادة فتح السفارتين، ومن المفترض أن يجتمع وزيرا الخارجية السعودي والإيراني بعد ذلك لإبرام الاتفاق.

 

ربما يعجبك أيضا