بكين ترفض استثمارات كبيرة في إسلام آباد وتغضب الباكستانيين

إبراهيم جابر

رؤية

إسلام آباد – يبدو أن مصطلح “الصداقة في جميع الأحوال” بين باكستان والصين، قد يتعرض لهزة قوية قد تصدعه بعد رفض بكين استثمارات كبيرة في باكستان، بما في ذلك في الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني، وبرج اتصالات تابع لشركة تشاينا موبايل باكستان، وهو ما اعتبرته إسلام أباد بمثابة إذلال لها.

وبحسب الباحث والكاتب الإيطالي، سيرجيو ريستيللي، أمس (الثلاثاء)، فإن الشقوق بين باكستان والصين ظهر أنها “أعلى من الجبال” و”أعمق من المحيطات”، تلك التشبيهات التي كانت تتباهى بها الدولتين في وصف مستوى صداقتهما غير المسبوقة، إذ أن الوضع على الأرض يبين أن علاقة الدولتين بعيدا عن هذه الصداقة، وفق ما نقل موقع “ريبابليك وورلد” في تقرير له يوم 14 نوفمبر الجاري.

وأوضح ريستيللي، في تقرير، أن باكستان رحبت بالممر الاقتصادي الذي يربط كاشغر في شينجيانغ الصينية، إلى جوادر، على الساحل العربي، في باكستان، بتكلفة 62 مليار دولار، حيث اعتقد الشعب الباكستاني أنه سيجلب لهم الرخاء والثروة، ولكن الآن، يبدو أن الممر الاقتصادي الباكستاني الصيني، يتحول إلى حبل يطوق “عنق” باكستان، موضحا أنه منذ اليوم الأول لتوقيع الاتفاق لإنشاء هذا الممر الاقتصادي، أثيرت تساؤلات حول افتقار هذا الاتفاق إلى الشفافية، وكذلك الشروط والأحكام الخفية للقروض المقدمة بواسطة الصين لباكستان لتنفيذ المشروع، إضافة إلى تدفق العمال الصينيين إلى باكستان، وتزايد الديون.

وبعيدا عن مشروع الممر، هناك ملف آخر يصدع العلاقة بين الدولتين خلال الفترة الأخيرة، فوفق لسيرجيو ريستيللي، فإنه تم تدمير برج اتصالات تابع لشركة “تشاينا كابيتال موبايل باكستان”، في منطقة وزيرستان الشمالية المضطربة، خلال هجمات بالمتفجرات، مبينا أنه قد حان الوقت لباكستان أن تدرك أن الصين تستغل مصطلح “صداقتها في جميع الأحوال” مع باكستان، من أجل تعزيز أهدافها الاستراتيجية الجيوسياسية على حساب إسلام أباد.

لم تتوقف قائمة المشكلات الطويلة التي يسببها مشروع الممر لباكستان عند هذا الحد، فقد طلبت الحكومة الصينية مؤخرا، من باكستان، دفع 38 مليون دولار كتعويض للعمال والمهندسين الصينيين الذين لقوا حتفهم في انفجار قنبلة الذي وقع في 14 يوليو 2021.

وبالنسبة لباكستان، فإن حبل “العبء المالي” يزداد ضيقا على رقبتها مع مرور الأيام، فالصين ترفض ضخ استثمارات كبيرة في باكستان بحجة المخاوف الأمنية وكذلك تأخر عوائد الاستثمارات، كما ترفض تمويل 3 مشروعات طرق سريعة رئيسية في باكستان، وهم مشروع طريق ديرا إسماعيل خان- جوب بطول 210 كلم، ومشروع طريق خوزدار – بسيمة بطولة 110 كلم، وكذلك مشروع ملحق بطريق كاراكورام السريع بطول 136 كلم.

ورغم التكلفة المتصاعدة لهذه المشروعات بسبب عمليات التأخير، إلا أن الصين ترفض اتخاذ أي خطوة والبدء في تمويل هذه المشروعات، تحت ذريعة الفساد الصارخ الذي لمسته لدى باكستان.

للاطلاع على النص الأصلي.. اضغط هنا

ربما يعجبك أيضا