بلينكن في جولة شرق أوسطية.. والأنظار تتجه نحو السلام وتثبيت الهدنة

محمود طلعت

محمود طلعت

يغادر وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، اليوم الإثنين، واشنطن، في جولة خارجية إلى منطقة الشرق الأوسط، تشمل كلا من القدس المحتلة ورام الله والقاهرة وعمّان، وذلك بعد أيام على إعلان وقف إطلاق النار بين الاحتلال الإسرائيلي والفصائل الفلسطينية.

جولة بلينكن الممتدة حتى 27 مايو الجاري، يجري خلالها محادثات مع كل من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والرئيس الفلسطيني محمود عباس ونظيره المصري عبدالفتاح السيسي، والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني.

إعادة بناء علاقات واشنطن بالقادة الفلسطينيين

من جانبه أصدر البيت الأبيض بيانا بشأن جولة وزير الخارجية الأمريكي، موضحا أن «بلينكن سيعمل على منع تجدد الصراع، وإعادة بناء علاقات واشنطن بالقادة الفلسطينيين، والتأكيد على التزام الولايات المتحدة بأمن إسرائيل».

واعتبر وزير الخارجية الأمريكي أن حل الدولتين هو الوسيلة الوحيدة التي تمنح إسرائيل الأمن والفلسطينيين دولة يستحقونها، «بحسب تعبيره».

ودخل وقف إطلاق النار في غزة حيز التنفيذ فجر الجمعة الماضية، إثر وساطة مصرية، بعد 11 يوما من الضربات العنيفة التي شنتها قوات الاحتلال الإسرائيلية على القطاع المكتظ بالسكان، فيما أطلقت كتائب القسام وحركة الجهاد آلاف الصواريخ باتجاه مدن إسرائيلية.

b3970025 5d4d 43a1 9d0c c0d222eb3fe5

تثبيت الهدنة بين الفلســـطينيين والإســرائيليين

وفي تعليقه على جولة بلينكن الشرق أوسطية، أعلن دبلوماسي أمريكي رفيع المستوى، أن هدفها تثبيت الهدنة بين الفلسطينيين والإسرائيليين وليس لإحياء عملية السلام بين الجانبين.

وقال «نركز على أولوية ضمان تنفيذ وقف إطلاق النار واتخاذ خطوات رامية إلى تحسين نوعية حياة الناس، وتوطيد حريتهم وسلامتهم وازدهارهم وتحقيق ذلك ممكن بلا شك في الأفق القريب».

وشدد الدبلوماسي الأمريكي على أن «الأهم أن نظام وقف إطلاق النار يبقى قائما.. إنه أمر بالغ الأهمية.. ونحن ببساطة لا نريد تكرار إراقة الدماء.. كان هذا الوضع مدميا للقلب وبالطبع سنبحث عن سبل تحسين حياة الإسرائيليين والفلسطينيين».

إيصال المساعدات إلى غزة «بعيدا عن حماس»

من جانبه شدد الرئيس الأمريكي، جو بايدن، على أن الولايات المتحدة ستعمل على إيصال المساعدات إلى غزة «بطريقة تفيد الناس وليس حماس»، مضيفا «سنعمل على إشراك حلفائنا في المنطقة في جهود إعادة إعمار غزة».

وفي وقت سابق أشار بلينكن إلى سعي الإدارة الأمريكية، للمشاركة في إعادة إعمار قطاع غزة، لكنه أوضح خلال مقابلة مع شبكة «إي بي سي نيوز»، أن تلك المشاركة ستكون عن طريق السلطة الفلسطينية والهيئات المستقلة، وليس عبر حركة حماس «التي دمرت القطاع».

وبحسب صحيفة «وول ستريت جورنال» تتمسك حماس بحصولها على الأموال ساعية إلى توجيه كافة المساعدات التي قد تأتي من الخارج عبر قنواتها، ما يعطي مؤشرا مبكرا، على مدى صعوبة عملية إعادة إعمار غزة.

جدير بالذكر، أن خالد مشعل، أحد كبار مسؤولي حماس ورئيس الحركة في الخارج، قال -في تصريحات سابقة- «نحن نفضل أن يتم توجيه مساعدات إعادة إعمار غزة من الدول إلى قنواتنا مباشرة».

8b8ef17b 4322 4a53 b904 1811e5e6d15d 16x9 1200x676

الأمم المتحدة: وضع إنســـاني خطير داخل غزة

منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية، لين هاستينجز، أكدت في تصريحات صحفية أمس الأحد، أن التصعيد الأخير بين إسرائيل وحركة حماس تسبب بوضع إنساني خطير داخل قطاع غزة.

وذكرت أن المواطنون في غزة تحملوا معاناة قاسية، وقد تكبدت العائلات أضرارا بشرية ومادية، مشيرة إلى أن «سكان القطاع تعرضوا لصدمة، وهم في حالة إحباط بعد جولة العنف الأخيرة».

بدورها أعلنت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى «الأونروا» أن المعاناة في غزة تزداد بسبب عدم معالجة جذور المشكلات، مشيرة إلى أن الوكالة تدعم 1.4 مليون شخص في القطاع.

ولفتت الأونروا إلى أنه تم إطلاق نداء عاجل للمجتمع الدولي من أجل المساعدة، وأن الوكالة بدأت في تلقي المساعدات لسكان القطاع.

وأودت جولة التصعيد الأخيرة بحياة ما يقارب من 248 فلسطينيا، بينهم العشرات من الأطفال، فيما سقط 13 قتيلاً من الجانب الإسرائيلي.

ربما يعجبك أيضا