بنات المهجر ضحايا تشويه السينما المصرية ‎

سحر رمزي

رؤية – سحر رمزي

منذ أيام قامت الصديقة إيمان وهمان من أمريكا بعمل مبادرة جميلة تعيد للأذهان فكرة زواج الصالونات أو “الخاطبة”، الفكرة جاءت بناء على رغبة إيمان في البحث عن زوج مناسب عبر “فيس بوك” لابنة صديقة لها، من منطلق أن هناك شباب في أمريكا لا يجد عروسة مناسبة في محيط الأصدقاء والمعارف، وقالت وهمان نوفق “راسين بالحلال”، وطرحت على صفحتها بوست وصفته بالغريب، وفيه طلب لعله غير معتاد ولكنه ليس بالغريب، حيث طلبت ترشيح زوج لابنة صديقتها، الفتاة الجميلة المرحة المثقفة، والتي لا تتاح لها فرص مناسبة لزوج المستقبل.

وجاءت ردود الأفعال غير متوقعة حيث رحب الجميع بالفكرة وأعجبت بها كل الصديقات، واكتشفت إيمان أن هناك أزمة حقيقية في أن تحصل الشابة المصرية على عريس مناسب ليس فقط في أمريكا بل في الغربة بشكل عام وحتى في مصر.

المطالب كانت عديدة بضرورة عمل جروب يعرف الشباب بالشابات ويجمع بينهما ويكون هناك تجمعات تتيح فرص للتعارف بشكل محترم.

بالنسبة لإيمان الأمر كان جديدا عليها فهي جدة ولديها أحفاد صغار، ولا تستوعب تحمل مسؤولية عمل جروب لوحدها، وكان الحل الاستعانة ببعض الشباب لعمل “الجروب”.

وعندما أعلن عن الجروب الخاص جدا بالجيل الثالث والرابع من أبناء مصر بأمريكا، حدث صدام غريب، بعض الشباب من خارج أمريكا طلب الانضمام للجروب وبشكل عشوائي، وهاجم بعضهم أدمن الجروب عندما حاولوا توضيح أهداف الجروب وليه حدد أبناء مصر في أمريكا من الشباب، وأنه للتعارف وهذا ليس عيبا.

العنوسة انتشرت بين بنات مصر في المهجر والسبب أن الشباب يبحث عن العروسة المختلفة من أي جنسية حتى لو صينية لا يفهمها ولا تفهمه المهم يبتعد بدون مبرر عن المصرية، والأهل يرغبون في أحفاد مصريين وهذا حق ولا يقلل من قيمة أحد.. نحترم جميع الجنسيات.. ولكن التجربة أثبتت أن الزواج من أبناء الجنسية الواحدة أكثر نجاحا في كثير من الأحيان.

وهذا رأي الكثيرين ولكن وللأسف بعض الشباب بمجرد السماع عن الجروب حاول الدخول وبدون رغبة الأدمن، وكان هناك اعتداء لفظي وتطاول وشتائم غير مبررة تم توجيهها للقائمين على الجروب، وكل هذا من منطلق أنها فرصة للحصول على إقامة في دولة أجنبية مش مهم البنت ترفض أو توافق.. مش مهم تكون جميلة أو لا.. المهم ينتهز الفرصة ويتزوج أي واحدة وبعد الحصول على الإقامة يتركها ويكمل حياته.

للأسف السينما المصرية شاركت في ذلك بتشويه صورة الفتاة المصرية المغتربة، التي تظهر في الأفلام وأيضًا في المسلسلات تحمل السيجارة وكوب البيرة، حتى تظهرها بشكل مستهتر، يجعلها مطمعا للشباب، وكأنها سلعة رخيصة، وفي الحقيقة بنات مصر في المهجر غلابة، من سن ١٦ عاما الفتاة تبحث عن عمل في السوبر ماركت أو في محل ملابس أو أدوات منزلية تنزل من بيتها للمدرسة ثم تذهب للعمل وتعود مسرعة لواجباتهاالمدرسية وتجتهد في فهم المواد الدراسية، بمجهود مضاعف عن غيرها حتى تتفوق، علما بأنها تفعل ذلك دون الاعتماد على المدرس الخصوصي.

بنت المهجر ليس لديها الكثير من الوقت لتهدره، تنتهز أي فرصة أو وقت فراغ ولو دقائق حتى تتحدث مع زميلاتها، ويوم الراحة تقسم وقتها بين المذاكرة والخروج للتمشية مع الأهل أو الأصدقاء، ثم العودة بعد ذلك للبيت مسرعة، وليس عيبا أن تصرف على نفسها يعني لا تنتظر أبا أو أما تشتري لها ما ترغب من ملابس، فهي تتحمل تكاليف احتجاجاتها الخاصة والضرورية.

بنات ليس لديهن وقت للنادي ولا للدلع ولذلك من حق كل منهن أن تختار شخصا مسؤولا يقدر أسلوب المعيشة في بلد لا تحترم العاطل سواء كان شابا أو فتاة حتى لو كان عمر أي منهما ١٦ سنة.

بمعنى آخر ترغب في من يستوعب طريقتها في الحياة في الغربة ويكون تربى بنفس الطريقة وفي نفس المناخ، هي ليست متطلبة ولا متكبرة بل ترغب أن يشاركها شخص قريب من طريقة تفكيرها ويحترم عملها وشخصيتها.

وترفض أن يقتحم حياتها شخص ينظر إليها على أنها فيزا أو تأشيرة تحقق أحلامه للسفر والعيش في دولة أجنبية.

إيمان ما زالت مؤمنه بالفكرة ولكن الشباب ترك الجروب ومسؤولية تحمل سخافات بعض المتطفلين.. نحن نؤكد أن الفكره جديدة  وجميلة، ويمكن تطبيقها في كل مكان لو قدرنا نفهم متطلبات بعض ونترك للبنت في المهجر  حرية الاختيار و نبتعد عن الأنانية.

لا بد وأن نغير تفكيرنا ونعطي للأم الحق في أن تبحث عن عريس لأبنتها ومن حقها تستفيد من  وسائل التواصل الاجتماعي بطريقة تعتقد أنها صح.. وعلينا أن نتعلم احترام  خصوصية بعضنا البعض، ومن المؤكد أنه  يزيد من احترامنا لأنفسنا.

ربما يعجبك أيضا