بوتين لن يحضر قمة «بريكس».. هل يخشى الرئيس الروسي اعتقاله؟

شروق صبري
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وزعيم جنوب إفريقيا سيريل رامافوزا

رئيس جنوب إفريقيا في ورطة بسبب قرار بوتين، هل يعتقله خلال قمة بريكس أم لا؟


أعلنت جنوب إفريقيا أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، لن يحضر قمة مجموعة بريكس “باتفاق متبادل”، وأن وزير خارجيته سيترأس وفد موسكو.

وواجهت بريتوريا معضلة في استضافة القمة، بين 22 و24 أغسطس المقبل، لأنها عضو بالمحكمة الجنائية الدولية (ICC)، وبالتالي عليها اعتقال بوتين، الذي صدرت بحقه مذكرة توقيف على خلفية مزاعم جرائم حرب في أوكرانيا.

بوتين

بوتين

مذكرة توقف

تجمع البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا، وهي كتلة من الاقتصادات النامية تعرف باسم “البريكس”، من 22 حتى 24 أغسطس. وقال مسؤولون إن بوتين يريد حضور القمة، لكنهم يحاولون إقناعه بإرسال وزير خارجيته، لتجنب التداعيات القانونية والدبلوماسية، حسب ما نشرته وكالة أسوشيتد برس الأمريكية، في 18 مايو الماضي.

وكان بوتين موضوع مذكرة توقيف من المحكمة الجنائية الدولية في ما يتعلق بجرائم حرب مزعومة خلال الحرب الروسية الأوكرانية. وبصفتها دولة موقعة على نظام روما الأساسي الخاص بالمحكمة الجنائية الدولية، ستكون جنوب إفريقيا ملزمة بالقبض على بوتين، إذا زارها خلال القمة المزمع عقدها في مدينة جوهانسبرج.

إعلان الحرب

زعمت جنوب إفريقيا أنها لا تستطيع اعتقال بوتين، لأن روسيا هددت بـ”إعلان الحرب” إذا جرى تنفيذ مذكرة المحكمة الجنائية الدولية ضد زعيمها. حسبما نشرت صحيفة فاينانشال تايمز البريطانية، يوم 18يوليو 2023.

اقرأ أيضًا|جنوب إفريقيا: بوتين لن يحضر قمة بريكس

وقال الرئيس الجنوب إفريقي، سيريل رامافوزا، إن موسكو أوضحت أن اعتقال رئيسها سيكون إعلانًا للحرب، وبالتالي أخبرت بريتوريا المحكمة الجنائية الدولية بأنها لن تتمكن من اعتقال بوتين.

الرئيس سيريل رامافوزا

الرئيس سيريل رامافوزا

مشاكل واضحة

حتى الآن، لم يؤكد بوتين قبول دعوة جنوب إفريقيا للظهور إلى جانب القادة الصينيين والهنود والبرازيليين في ما يسمى دول “بريكس”. لكن حكومة رامافوزا حريصة على ثنيه عن الحضور، في ضوء الصدام الذي يلوح في الأفق مع الالتزامات القانونية لبريتوريا.

وتسمح المحكمة الجنائية الدولية للدول باستشارة المحكمة إذا واجهت مشاكل في تنفيذ أوامرها، وهو السبيل الذي تستخدمه جنوب إفريقيا الآن. لكن رامافوزا رفض تقديم تفاصيل عن هذه المشاورات في أوراق المحكمة.

واستخدمت بريتوريا هذا الطريق سابقًا، بعد أن فشلت في تلبية طلب المحكمة باعتقال رئيس السودان السابق، عمر البشير، خلال زيارته البلاد في عام 2015، لكن المحكمة رفضت حجج جنوب إفريقيا في ذلك الوقت.

اقرأ أيضًا|الكرملين: لم نبلغ جنوب إفريقيا بأن القبض على بوتين «إعلان حرب»

حجج واهية

قال التحالف الديمقراطي، حزب المعارض الرئيس في جنوب إفريقيا، إن الادعاء بوجود تهديد بالحرب من روسيا كان حجة “واهية و مبتذلة”، خاصة أن المبدأ الدستوري والقانون المحلي والدولي يوضح مزايا كبيرة في القبض على بوتين.

وتساءل محللون عما إذا كان بوتين يريد الخروج في رحلة طويلة إلى جنوب إفريقيا، في أعقاب تمرد فاجنر، الشهر الماضي، وتصاعد الحرب في أوكرانيا. لكن رامافوزا حسم الأمر بالقول إنه سيعلن عند اتخاذ قرار بشأن حضور بوتين القمة، من عدمه.

حياد جنوب إفريقيا

أشارت أسوشيتد برس، إلى أن  جنوب إفريقيا أيضًا ضمن 6 دول إفريقية شرعت مؤخرًا في “مهمة سلام” إلى كييف وموسكو، للقاء كل من بوتين ونظيره الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي.

اقرأ أيضًا| جنوب إفريقيا تطلب من الجنائية الدولية إعفاءها من اعتقال بوتين

ووفق الشبكة الأمريكية فإن المعضلة المتعلقة بمذكرة التوقيف الدولية بحق بوتين تأتي في أعقاب التوترات الدبلوماسية مع الغرب، بشأن موقف جنوب إفريقيا من الحرب، بعدما امتنعت جنوب إفريقيا باستمرار عن التصويت في الأمم المتحدة لإدانة روسيا، ودعت بدلاً من ذلك إلى الحوار لإنهاء الحرب.

ربما يعجبك أيضا