ترجمة بواسطة – شهاب ممدوح
وهناك خيار ثالث أكثر واقعية وسهولة في تحقيقه: يجب على الولايات المتحدة تجديد المعاهدة، بشرط أن توافق روسيا على التفاوض بشأن اتفاقية جديدة.
إن معاهدة "ستارت الجديدة" هي نتاج عصرها، وكانت انعكاسًا لآمال الولايات المتحدة وروسيا الكبيرة في السنوات الأولى لعهد أوباما لتقليل خطر الأسلحة النووية. وبالرغم من أن المعاهدة زادت في الواقع من عدد الأسلحة النووية المسموح للطرفين بامتلاكها، مقارنة مع المعاهدة السابقة لها (معاهدة موسكو 2002)، غير أنه يمكن القول إنها ساهمت مساهمة متواضعة في تحقيق الاستقرار: واصلت المعاهدة وضع قيود على الأسلحة النووية الاستراتيجية التقليدية للولايات المتحدة وروسيا، وسمحت باستئناف عمليات التحقق الميدانية.
إن الوضع الأمني اليوم يختلف كثيرًا عن الوضع الذي واجهته الولايات المتحدة وحلفاؤها منذ عقد مضى، بالإضافة إلى تحديثها لقواتها النووية الاستراتيجية في السنوات التسع الماضية، وهو إجراء بدأت فيه الولايات المتحدة منذ وقت قريب فقط، نشرت موسكو طيفًا واسعًا من القوات النووية الجوية والبحرية والبرية قصيرة المدى، التي تهدد حلفاء الناتو لكنها غير مقيّدة بموجب اتفاقية "ستارت الجديدة". في الواقع، دعا مجلس الشيوخ بوضوح، في قراره بالتصديق على المعاهدة عام 2010، لإجراء مفاوضات مستقبلية مع روسيا لمعالجة أوجه التفاوت بين الجانبين فيما يتعلق بالأسلحة النووية الأقصر مدى، ولم تحدث هذه المفاوضات بعد، كما ابتكرت روسيا أيضًا عقيدة عسكرية تدعو فيما يبدو لاستخدام هذه الأسلحة في أرض المعركة ضد حلف الناتو لتحقيق نصر مبكّر في زمن الحرب.
علاوة على هذا، تطوّر موسكو أسلحة نووية جديدة وغريبة عابرة للقارات – من بينها طوربيد عابر للمحيطات، وصاروخ كروز يعمل بالطاقة النووية، وصاروخ انسيابي فرط صوتي. إن هذه الأسلحة الجديدة، التي لا يوجد مثيل لها في الولايات المتحدة، غير مقيّدة بمعاهدة "ستارت الجديدة" أيضًا، بالرغم من أنها تمثل بشكل واضح تهديدًا مباشرًا على الأراضي الأمريكية.
بالتالي فإن أي تمديد بسيط لمعاهدة "ستارت الجديدة" سيتجاهل تلك التهديدات النووية الجديدة المتزايدة، وسيساهم في توسّع تصنيعها بشكل غير مقيّد. بعبارة أخرى، سيقوضّ هذا التمديد الأمن الغربي وسيمنحنا شعورًا مزيفًا بالاستقرار. لكن الانقضاء القريب لمعاهدة "ستارت الجديدة"، يمكن أن يكون أداة مفيدة للتوصل لمعاهدة جديدة يمكنها معالجة التهديدات الجديدة.
لأجل هذا الهدف، ينبغي للإدارة اقتراح تمديد النسخة الراهنة لمعاهدة ستارت الجديدة على أساس متجدد مشروط بقبول موسكو لشرطين.
أولًا: ستوافق موسكو على البدء فورًا في مفاوضات جديّة للتوصل لمعاهدة جديدة تشمل جميع الأسلحة النووية الأمريكية والروسية بغض النظر عن مدى هذه الأسلحة، وستحل هذه المعاهدة محل معاهدة "ستارت الجديدة". هناك منهج يمكن اتباعه في هذا المضمار يتمثل في وضع حدّ شامل على المخزون النووي لكل طرف، فضلًا عن وضع حدّ أقصى فرعي على عدد الأسلحة النووية العابرة للقارات بجميع أنواعها.
ما الذي قد يجعل هذه المفاوضات المتعددة الأطراف أمرًا يسهل التفكير فيه في المستقبل؟ هناك خطوة أولى جيدة يمكن اتخاذها تتمثل في إصدار الولايات المتحدة وروسيا وبريطانيا وفرنسا والصين لبيان مُلزم سياسيًّا – أي غير قابل للتحقق منه – تعلن فيه كل دولة على حدة حجم مخزونها النووي، والتزامها بتجميد مخزوناتها النووية عند هذاالمستوى لفترة محددة من الزمن.
نحن على أعتاب عصر من منافسات القوى العظمى، تسعى فيه جميع القوى النووية العظمى لتحديث ترسانتها، وتضفي فيه القدرات العسكرية الجديدة المزيد من التعقيد على منافسة متعددة الأقطاب غير مسبوقة بالفعل لإنتاج أسلحة نووية. ولمواجهة هذا التحدي، سيكون من الضروري تبنّي نُهج جديدة والتخلي عن نُهج الحرب الباردة للحدّ من السلاح النووي.
للإطلاع على الموضوع الأصلي .. اضغط هنا>
رابط مختصر : https://roayahnews.com/?p=6741