بوليتيكو| لماذا قرر رجال أعمال أمريكيون التوقف عن دعم قطر .. تعرف على القصة الكاملة

ترجمات رؤية

ترجمة بواسطة – شهاب ممدوح

قطع "جوي اللحام" -وهو رجل أعمال في نيويورك كان قدا لعب دورًا حاسمًا في جهود قطر لكسب نفوذ في الولايات المتحدة- علاقته مع تلك الدولة الخليجية، حيث أصبح يرى أن قطر تشكل تهديدًا للسلام في الشرق الأوسط.

وصرّح "جوي اللحام"، وهو صاحب مطاعم ورائد أعمال سوري المولد بأنه ساعد قطر في ضخ استثمارات مفيدة سياسيًا لها، فضلا عن مساعدته لها في كسب ودّ المجتمع اليهودي الأمريكي، لموقع "بوليتيكو" أنه قطع مؤخرا علاقته مع هذا البلد.

وفي تصريح يناقض تماما موقفه السابق، قال اللحام: "يحبّ القطريون تصوير أنفسهم بأنهم رعاة للسلام في المنطقة، لكن هذا أبعد ما يكون عن الحقيقة".

يأتي انشقاق "لحام" في الوقت ذاته الذي أوقف فيه أيضا "نيك موزين"، وهو عميل آخر مهم لقطر، وكان يعمل مستشارًا لعضو مجلس الشيوخ "تيد كروز"، تعاونه مع تلك الإمارة الثرية.

إن عمل هذين الرجلين، بالإضافة إلى جهود قطر الأخرى، أتت ثمارها، وقد انعكس هذا في تخفيف إدارة ترمب من حدة موقفها تجاه قطر في الأشهر الأخيرة. كما أن خسارة قطر لخدماتهما تعتير انتكاسة لجهود قطر لحل الأزمة الخليجية المستمرة منذ عام، ولتحسين موقفها في الولايات المتحدة.

وبالرغم من انحصار عمله التجاري في مجال المطاعم، وقلة خبرته السياسية، إلا أن "جوي اللحام" برز في الأشهر الأخيرة باعتباره لاعبًا مهمًا خلف الكواليس في معركة كسب النفوذ في الولايات المتحدة، وهي معركة ناتجة عن الأزمة الخليجية، والتي اندلعت بدورها في شهر يونيو العام الماضي عندما قطعت السعودية والإمارات ودول عربية أخرى علاقاتها مع قطر بسبب علاقتها الوثيقة بإيران، بالإضافة إلى أسباب أخرى.

ومنذ ذلك الوقت، ضخّت تلك الدول استثمارات كبيرة لكسب النفوذ في الولايات المتحدة.

يقول "اللحام": إنه في إطار هجومه الساحر لحساب دولة قطر، رتّب لقاءات لمسؤولين قطريين، و"وزّع تبرعات خيرية لإظهار حسن النية". ويقول "اللحام" أنه لم يمارس ضغطًا على أي مسؤول حكومي، ولم يقم بأي عمل في مجال العلاقات العامة.  

شملت جهود "اللحام، وهو يهودي الديانة، التواصل مع شخصيات أمريكية بارزة مدافعة عن إسرائيل، من بينها "آلان ديرشويتز"، وهو مستشار غير رسمي لترمب، و"مورت كلاين" رئيس المنظمة الصهيونية في أمريكا، وهو حليف قديم لمستشار الأمن القومي للبيت الأبيض "جون بولتون". سافر كل من "ديرشويتز" و "كلاين" إلى قطر في شهر يناير لمناقشة تحسين العلاقات مع المجتمع اليهودي، وهي خطوة أثارت جدلاً داخل إسرائيل والصهيونيين الأمريكيين، بسبب دعم قطر لمنظمة حماس الفلسطينية الأصولية، فضلا عن علاقات تلك الإمارة الوثيقة بإيران.

وفي ضربة إضافية لجهود قطر الدبلوماسية، تراجع "كلاين" عن أي تقارب مع قطر، مجددًا إدانته لهذا البلد. وذكر "كلاين" لموقع "بوليتيكو": "لقد فقدت الثقة في جديتهم في تغيير موقفهم".

وحول إغلاقه الباب أمام أي جهود للانفتاح تجاه قطر، استشهد "كلاين" بدعوة يوسف القرضاوي لحضور مأدبة أقامها أمير قطر "تميم بن حمد آل ثاني" الأسبوع الماضي في العاصمة الدوحة. ويوسف القرضاوي هو قائد في جماعة الإخوان المسلمين، وعبّر في الماضي عن دعمه للتفجيرات الانتحارية ض المواطنين الإسرائيليين، وهو ممنوع من دخول الولايات المتحدة.

كما استشهد "اللحام" أيضا بدعوة ذلك الداعية الإسلامي إلى مأدبة العشاء الرسمية كسبب من الأسباب التي دفعته للانشقاق عن قطر. هذا وقد رفض "جاسم آل ثاني" المتحدث باسم السفارة القطرية في واشنطن التعليق على هذا الأمر.

من غير الواضح لماذا أنهى "موزين"، الذي عمل بشكل وثيق مع "اللحام"، عمله مع إمارة قطر. وفي إعلانه عن إنهاء عمله مع قطر يوم الأربعاء، استخدام "موزين" لهجة تصالحية.

إذ كتب "موزين" -على موقع تويتر- "أنا فخور بالعمل الذي قمنا به لتعزيز الحوار السلمي في الشرق الأوسط، ولتعزيز علاقات قطر الدفاعية والاقتصادية مع الولايات المتحدة، ولتوسيع الدعم الإنساني لغزة" مضيفا "أتطلع إلى التحدث بصراحة في الأيام المقبلة عن التحديات التي واجهناها وعن الأمور الإضافية التي يتعيّن القيام بها". هذا وقد رفض "موزين" الإدلاء بمزيد من التصريحات.

صرّح "اللحام" لموقع "بوليتيكو" أنه سيسجل نفسه لدى وزارة العدل بوصفه عميلاً أجنبيا بسبب العمل الذي قام به لحساب قطر.

وفي تغيّر واضح لموقفة من قطر، وجّه "اللحام" أيضا أصابع الاتهام ل "أحمد الرميحي"، وهو دبلوماسي قطري سابق كان حتى وقت قريب رئيسا لــ"جهاز قطر للاستثمار" وهو صندوق الثروة السيادية لقطر، وتبلغ قيمته 100 مليار دولار. إذ رفع شركاء تجاريون سابقون لــ"الرميحي" في الشهر الماضي دعوة قضائية ضده في إحدى محاكم كاليفورنيا، يتهمونه فيها باستغلال استثمارات قدمها لدوري كرة سلة يقوده صديق مقرّب من "ستيف بانون" كبير المستشارين الأسبق للرئيس ترامب، وذلك من أجل كسب نفوذ داخل الإدارة الأمريكية.

ووفقا لـ "اللحام"، فإن الرميحي طلب منه "أن أكذب على الصحافة بالقول: إن ستيف بانون هو من يقف وراء تلك الدعوى القضائية الكيدية، بينما كان يسعى (بانون) في الواقع للتوسط لإخراج تلك الدعوى من غرف المحاكم". هذا وقد وصف متحدث باسم "الرميحي" تلك المزاعم بأنها "عارية تماما عن الصحة".

للإطلاع على الموضوع الأصلي .. اضغط هنا

ربما يعجبك أيضا