بينها «الحانوتي».. مهن لمع نجمها بسبب الحروب والأوبئة

شيرين صبحي
علاج فيروس كورونا

ما بين صناعات الأدوية و"الحانوتية"، لمع نجم عدة صناعات خلال السنوات الأخيرة، بسبب الحروب والأوبئة التي رسمت ملامح جديدة للعالم


ما بين صناعات هددها الركود وأخرى تعافر من أجل البقاء، لمع نجم بعض المهن بحكم ما فرضته الحروب والأوبئة المسيطرة على العالم الآن.

من مستلزمات طبية تسبب فيروس كورونا في زيادة الاحتياج إليها إلى مكملات غذائية رافعة للمناعة لم نكن نلتفت إليها، إلى ساعات إضافية أمام الشبكة العنكبوتية، وصولًا إلى الحانوتي الذي يكفن الموتى، قائمة ممتدة تثبت دائمًا أن “مصائب قوم عند قوم فوائد”.

قطاع الأدوية.. المستفيد الأكبر

على عوف شعبة الأدوية.111111webp

دكتور علي عوف، رئيس شعبة صناعة الأدوية بالغرف التجارية المصرية

مع تزايد انتشار وباء كورونا، شهدت صناعة الدواء ازدهارًا ملحوظًا، خاصة بعد منح بعض الدول ترخيصًا بإنتاج عقار “ريمديسيفير” المضاد للفيروسات، وكانت مصر من بين الدول العربية التي حصلت على هذا الترخيص.

يقول رئيس شعبة صناعة الأدوية بالغرف التجارية الدكتور علي عوف لـ”شبكة رؤية الإخبارية”: “عندما حدثت أزمة كورونا، كانت مصر مستعدة بخطوات استباقية فوضعت يدها على قطاع الدواء لضبط سوق الدواء حتى لا يشتري الناس الأدوية ويخزنونها في البيوت، وبالتالي ما كان المرضى ليجدوا أدوية للعلاج”.

مصر تغطي احتياجات الدواء

يوضح رئيس شعبة صناعة الدواء، أن سوق الدواء المصرية مستقرة، والبنية التحتية فيها جيدة، فيقول: “نغطي ما يقرب من 90% من احتياجات البلد، حدثت طفرات في قطاعين بالتحديد، الصادرات وإنتاج المستلزمات الطبية.

ويضيف أن مصر “تميزت في الشرق الأوسط وإفريقيا، بتصنيع الأدوية الحديثة التي يحتاجها مرضى كورونا، فصنعنا “ريمديسيفير”، الذي وافقت عليه هيئة الأغذية والدواء الأمريكية ومنظمة الصحة العالمية وكانت مصر واحدة من 3 دول على مستوى العالم – خارج أمريكا – تحصل على موافقة بتصنيع المنتج”.

زيادة الصادرات

acastro 200512 1777 faceMask 0001.0.0

يقول عوف إن قطاع التصدير كان من بين القطاعات التي حققت رواجًا كبيرًا في مجال صناعة الدواء، موضحًا أن الهند، وهي من الدول الحاصلة على نفس التصريح بتصنيع الدواء،  لم يكفها ما تنتجه، فكانت أول مرة في تاريخها تستورد دواء من مصر.

ووفقًا لرئيس غرفة صناعة الدواء، استخدمت مصر البروتوكولات الجديدة لعلاج كورونا، وانعكس هذا على التصدير، فازداد حجم صادراتها خلال 11 شهرًا، من 300 مليون دولار إلى 600 مليون دولار.

وفرة في المستلزمات الطبية

أوضح عوف أن صناعة المستلزمات الطبية من كمامات وبلاطي تستخدم مرة واحدة، مثل غطاء الرأس والأحذية الطبية الجونتيات والكحول ومعقمات الأيدي، شهدت هي الأخرى طفرة غير عادية مع كورونا.

وقال: “كان لدينا 3 أو 4 مصانع فقط لتصنيع الكمامات، لذلك في بداية الأزمة ارتفع سعر الكمامة من جنيه إلى 10 جنيهات، اليوم عادت مرة أخرى إلى سعر الجنيه، إذ ظهر أكثر من 30 مصنعًا للكمامات، اليوم توجد وفرة وزيادة في المستلزمات الطبية، حتى إن بعض الشركات تصدر لأوروبا”.

المكملات الغذائية تربح

Vitamin C Can vitamin C prevent coronavirus 1264190

المستفيد الآخر هو قطاع المكملات الغذائية الرافعة للمناعة، ففي 2020 حدثت أزمة كبيرة بسبب نقص الزنك وفيتامين سي، إذ تكالب الناس عليهما في موجة كورونا الأولى. فتدخلت هيئة سلامة الغذاء المسؤولة، وأصبح اليوم لدينا ما يزيد عن 40 شركة للمكملات الغذائية، بحسب رئيس شعبة صناعة الدواء.

يوضح دكتور عوف أن هذا القطاع كان به انحسار كبير ولا يحوز أي اهتمام، ويواجه صعوبات في التعامل والتسجيل والتسعير. وبعد الأزمة حدثت له انتعاشة كبيرة، حتى إننا في موجات كورونا التالية لم يحدث أي نقص في المكملات الغذائية.

يضيف: “اليوم ظهرت إنشاءات ومصانع، وزودت هيئة سلامة الغذاء الاستثمار في هذا المجال، وأعطته دفعة قوية، الآن يوجد توطين لصناعة المكملات الغذائية، إضافة إلى زيادة حجم تصديرها إلى 5 أضعاف ما قبل أزمة كورونا”.

الحانوتي

275570806 375901381048408 3915774294685099218 n

الشيخ أبو أيوب يعم حانوتيًا منذ 10 سنوات

من قطاع الأدوية الذي حاز نصيب الأسد، إلى مهنة ينفر منها الكثيرون، وهي مهنة “التربي” أو “الحانوتي”، الشيخ أبو أيوب، الذي يعمل فيها منذ 10 سنوات، دخلها دون ترتيب، يخبرنا أنه في ذروة كورونا، كان يخرج يوميًا 13 جثة لمرضى ماتوا داخل مستشفى الحوامدية للعزل.

أبو أيوب الذي اعتاد على تغسيل وتكفين ودفن موتى كورونا سواء من ماتوا داخل المستشفيات أو البيوت، يقول لـ”شبكة رؤية الإخبارية”، إن وفيات كورونا الآن شبه معدومة، يردد: “احنا مريحين بقالنا 15 يوم”.

لا يرتبط الأمر لديه بتوقيت وباء أو انتشار أمراض، يعلق: “إذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون”، أشخاص أصيبوا بكورونا وشفاهم الله، وآخرين ليسوا مرضى وتوفاهم الله. الأمر غير مرتبط بزمن. اليوم معنا حالة وفاة لشخص في عمر الأربعينات، كثر موت الفجأة. ليس هناك مقياس لا في العمر ولا الحوادث”.

عدد الوفيات لا يزال كبيرًا

 وحيد الزيني، حانوتي، يكرر ما قاله أبو أيوب فيقول في اتصال هاتفي مع “شبكة رؤية الإخبارية”: “بعد كورونا الأمر اختلف تمامًا، بعض الأيام كنا نستلم فيها 20 جثة، والفترة الحالية رغم أن كورونا هدأت ووفياتها أصبحت أقل بكثير، لكن لا يزال عدد الوفيات كبيرًا، اللافت أن كلهم شباب”.

 يرى الزيني، صاحب الـ35 عامًا، أن ما يمر به العالم من أحداث أثر على نفسية المواطنين في بقاع العالم كافة، وأن كثيرًا من الناس يتعرضون لجلطات وسكتات قلبية فجأة، وهو الأمر الذي يترتب عليه زيادة الوفيات، فيقول الزيني: “العالم مسيطر عليه الخوف يخلص من كورونا تبدأ الحروب وتستمر دوامة الخوف على الحياة.. الخوف يقتل في أحيان كثيرة”.

الإنترنت.. ملجأ المعزولين

الإنترنت بمصر

صورة تعبيريه

الشبكة العنكبوتية كانت أكثر ما لجأ إليه سكان العالم أثناء الحجر المنزلي، لقضاء الوقت داخل البيوت، ولشراء السلع الغذائية والاستهلاكية، تجنبًا للاختلاط، فانتعشت التجارة الإلكترونية.

أيضًا كثير من الشركات اعتمدت طريقة العمل عن بُعد، فذهب أصحاب العمل والموظفون إلى شبكة الإنترنت لأداء مهامهم، وازداد اعتماد خبراء التوظيف على الإنترنت للبحث عن المرشحين ومقابلتهم، ففي دولة الإمارات ازداد عدد الوظائف التي أُعلن عنها على موقع “بيت.كوم” من 1009 وظيفة في ديسمبر 2019 إلى 1287 وظيفة في فبراير 2020.

ربما يعجبك أيضا