«تأهب عالمي واحتمالات كارثية».. كوريا الشمالية تعزز برنامجها النووي

التهديد النووي لكوريا الشمالية يؤدي لخسائر عالمية تصل لـ4 تريليون دولار

شروق صبري
الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون يحضر حدثًا احتفاليًا خلال تسليم صواريخ باليستية تكتيكية جديدة لقوات بلاده

كوريا الشمالية تسلم 250 قاذفة صواريخ نووية وتوسيع البرنامج النووي، مما يزيد من المخاوف من أزمة اقتصادية عالمية.


سلمت كوريا الشمالية 250 قاذفة صواريخ قادرة على حمل رؤوس نووية إلى الوحدات العسكرية الأمامية، إذ يسعى الزعيم “كيم جونج أون” لتوسع البرنامج النووي لمواجهة التهديدات الأمريكية.

وتزايدت المخاوف بشأن برنامج كيم النووي، حيث أظهر نيته لنشر أسلحة نووية في ساحة المعركة على طول الحدود مع كوريا الجنوبية، وأعطى تفويضًا لجيشه للرد بضربات نووية استباقية إذا ما شعر بتهديد لقيادته.

أسلحة نووية

القاذفات تم إنتاجها حديثًا بمصانع الذخائر، صممت لإطلاق صواريخ باليستية “تكتيكية”، وهو مصطلح يستخدم لوصف الأنظمة القادرة على حمل أسلحة نووية منخفضة العائد، بحسب “إذاعة صوت أمريكا” اليوم الثلاثاء 6 أغسطس 2024.

قال كيم في حدث، الأحد 4 أغسطس 2024، في بيونج يانج، إن القاذفات الجديدة ستمنح وحداته الأمامية قوة نارية “ساحقة” ضد كوريا الجنوبية، وستجعل استخدام الأسلحة النووية التكتيكية أكثر فعالية وكفاءة.

توسيع التهديدات النووية

توسعت كوريا الشمالية في إنتاج الأسلحة قصيرة المدى المصممة للتغلب على دفاعات الصواريخ في كوريا الجنوبية، في حين تواصل السعي للحصول على صواريخ باليستية عابرة للقارات قادرة على الوصول إلى البر الرئيسي للولايات المتحدة.

يُعتقد أن تصاعد اختبارات الأسلحة وتهديدات كيم هي محاولة للضغط على الولايات المتحدة لقبول كوريا الشمالية كقوة نووية وإنهاء العقوبات المفروضة عليها. كما يمكن أن تكون كوريا الشمالية تسعى لزيادة التوترات في عام الانتخابات الأمريكية، حسبما يقول الخبراء.

التعاون العسكري

تستخدم كوريا الشمالية حرب روسيا في أوكرانيا كفرصة لتعزيز تطوير أسلحتها. في المقابل، قامت الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية واليابان بتوسيع تدريباتهم العسكرية المشتركة وتعزيز استراتيجيات الردع النووي.

وصرح لي سونغ جون، المتحدث باسم هيئة الأركان المشتركة لكوريا الجنوبية، خلال مؤتمر صحفي، بأن الجيشين الكوري الجنوبي والأمريكي يراقبان عن كثب تطوير الأسلحة في كوريا الشمالية، وأنه يتطلب مزيدًا من المراقبة لتأكيد جاهزية الأنظمة الصاروخية التي تم استعراضها. ولم يقدم تقييمًا محددًا حول مدى جاهزية هذه الأنظمة.

كوريا الشمالية تسلم 250 قاذفة صواريخ نووية للوحدات الأمامية

كوريا الشمالية تسلم 250 قاذفة صواريخ نووية للوحدات الأمامية

تهديدات كورية شمالية

في خطابه الأحد، دعا كيم بلاده للاستعداد لمواجهة طويلة الأمد مع الولايات المتحدة وحث على توسع لا يتوقف في القوة العسكرية. وبرر كيم زيادة التسلح بأنها رد على التعاون العسكري “غير المقبول” بين الولايات المتحدة وحلفائها الإقليميين، والذي ادعى أنه يظهر سمات “كتلة عسكرية نووية”.

وأشار كيم إلى أن قراره بعقد حفل تسليم الأسلحة بينما تحاول البلاد التعافي من فيضانات كارثية أظهر تصميمها على “المضي قدمًا في تعزيز قدراتها الدفاعية دون توقف في أي ظروف”.

المساعدات الروسية

عرضت روسيا تقديم مساعدات لكوريا الشمالية بعد الفيضانات التي اجتاحت البلاد في أواخر يوليو، مما أغرق آلاف المنازل ومساحات شاسعة من الأراضي الزراعية في المناطق القريبة من الحدود مع الصين. يمثل هذا العرض علامة على توسيع العلاقات بين البلدين.

وجه كيم جهوده في الأشهر الأخيرة نحو تعزيز العلاقات مع الدول التي تواجه واشنطن، مع تبني فكرة “الحرب الباردة الجديدة” ومحاولة إظهار جبهة موحدة في مواجهة الصراعات الأوسع التي يخوضها بوتين مع الغرب.

وكانت زيارة فلاديمير بوتين إلى كوريا الشمالية في يونيو 2024، التي كانت الأولى له منذ 24 عامًا، أحيت شراكة الحرب الباردة وأنتجت ميثاق دفاعي جديد، مما زاد من المخاطر في عالم مضطرب بالفعل بسبب الحرب في أوكرانيا وتهديدات الصين لتايوان.

زعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون والرئيس الروسي فلاديمير بوتين

زعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون والرئيس الروسي فلاديمير بوتين

تحالف بوتين وكيم

احتمالية نشوب حرب شاملة بين كوريا الشمالية والجنوبية منخفضة للغاية، لكنها ليست معدومة. إذا اندلعت الحرب، ستكون التكلفة البشرية والاقتصادية مدمرة. فنقص أشباه الموصلات سيعطل سلاسل الإمداد العالمية، مما سيؤدي إلى ركود اقتصادي عالمي، بحسب وكالة “بلومبرج” الأمريكية يوم 28 يوليو 2024.

نزاع واسع النطاق في شبه الجزيرة الكورية قد يودي بحياة الملايين ويكلف الاقتصاد العالمي 4 تريليون دولار في السنة الأولى، أي ما يعادل 3.9% من الناتج المحلي الإجمالي. منطقة العاصمة سيول، التي تقع ضمن مدى مدفعية كيم، هي موطن لحوالي 26 مليون شخص، وتساهم بنسبة كبيرة في إنتاج الرقائق والصناعات التحويلية في كوريا الجنوبية.

سيناريوهات الصراع المحتملة

مع دعم الولايات المتحدة لتوسع الناتو وتعزيز التحالفات في آسيا، تواجه خصومًا مرتبطين باتفاقيات رسمية وغير رسمية، مسلحين بترسانة من الأسلحة التقليدية والنووية. الشراكة بين بوتين وكيم، مع تهديدات كيم “بإبادة” جاره الجنوبي، تكشف المخاطر التي تواجه كوريا الجنوبية ، وقد يشمل نزاع واسع النطاق قصفًا مدفعيًا كوريًا شماليًا على أهداف في سيول.

وإذا شعر كيم بتهديد وجودي لنظامه، قد يلجأ لاستخدام الأسلحة النووية. دراسات تقديرية تشير إلى أن كوريا الشمالية تمتلك حوالي 80 إلى 90 رأسًا نوويًا، مما يشكل تهديدًا لجنوب كوريا، اليابان، وحتى الولايات المتحدة. وبالرغم من أن احتمالات نشوب صراع شامل منخفضة، إلا أن كوريا الجنوبية تستعد لأي طارئ. الوضع الجيوسياسي المضطرب يجعل من الضروري لكوريا الجنوبية الاستعداد لجميع السيناريوهات الممكنة.

ربما يعجبك أيضا