ترسيم الحدود بين أذربيجان وأرمينيا.. هل يسعى «باشينيان» إلى التخلص من روسيا؟

ترسيم الحدود بين أذربيجان وأرمينيا.. خطوة على طريق السلام

يوسف بنده
حدود إيران الشمالية-الغربية مع أذربيجان وأرمينيا

مع الانسحاب من منطقة ناغورني قره باغ التي سيطرت عليها أذربيجان بعدما انتزعتها من أرمينيا، فقد تحطمت الأسطورة القائلة بأن الأقدام الروسية لا تغادر أبدًا الأراضي التي تطأها.


وافقت أرمينيا على إعادة 4 قرى تقع ضمن نطاق حدودها إلى أذربيجان، جارتها التي دخلت في حروب حدودية معها على إقليم ناغورني قره باغ.

وتعكس هذه الخطوة رغبة لدى رئيس الوزراء الأرميني، نيكول باشينيان، نحو إحلال السلام في منطقة جنوب القوقاز، بعدما خاب أمله في روسيا وفقدانه الثقة في تحقيق التوازن العسكري أمام أذربيجان المدعومة من تركيا وإسرائيل.

اقرأ أيضًابعد اقترابها من الناتو.. إيران تحذر أرمينيا من خطورة الخطوة

حدود ارمينيا واذربيجان

ترسيم الحدود

يمثل إعادة تلك القرى إلى أذربيجان، شرطًا قد وضعته حكومة باكو قبل الدخول في أي اتفاق سلام ينهي صراعًا طويلًا بين الدولتين اللتين كانتا ضمن الاتحاد السوفيتي.

وحسب تقرير وكالة أرمن برس، الجمعة 19 أبريل، فقد انعقد الاجتماع الثامن للجنة ترسيم الحدود بين البلدين، واتفق الطرفان بشكل مبدئي على ترسيم أجزاء منفصلة من الخط الحدودي.

وقال رئيس الوزراء الأرميني تعليقًا على الاتفاق بين البلدين” إن “الاتفاق الأخير بشأن ترسيم الحدود بين أرمينيا وأذربيجان سيقلل بشكل كبير من المخاطر الأمنية الموجودة في على طول الحدود بأكملها مع أذربيجان”. ودافع باشينيان عن خطوته أمام القوميين المعارضين لخطوة ترسيم الحدود: “من المهم جدًا أن نسجّل أنه لأول مرة، قامت أرمينيا وأذربيجان بحل مشكلة حول الطاولة”.

اقرأ أيضًا: تقارب أرمينيا من القوى الغربية يثير قلق دول جوارها

رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان

رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان

التخلص من القوات الروسية

يبدو أن باشينيان يسعى بالسلام مع أذربيجان إلى الانتقام من روسيا التي لم تسانده في الحرب، فقد قال ملمحًا إلى روسيا: “إن تنفيذ الاتفاق بين أرمينيا وأذربيجان بشأن ترسيم الحدود سيزيد من سيادة أرمينيا إلى حد ما، لكن هناك قوى لا تريد لسيادة أرمينيا أن تتطور”.

وتبدو خطة باشينيان هي التخلص من القواعد الروسية على الحدود بين أرمينيا وأذربيجان، فحسب وكالة أرمن برس، قال: “سيتم تسليم الحدود إلى حرس حدود البلدين.. القواعد الروسية ظهرت هناك بسبب وضع مختلف، وما يحدث الآن هو تغيير كبير في هذا الوضع”.

اقرأ أيضًا: تنويع العلاقات.. أرمينيا تستعد لفرض معادلة جديدة مع أذربيجان وتركيا

وحسب تقرير وكالة فرانس برس، السبت 20 أبريل، فإن روسيا تعاني من تآكل “ثقلها الجيوسياسي في منطقة ما بعد الاتحاد السوفيتي”، وهي تدفع ثمن “الطاقة المهدرة في حربها الفاشلة ضد أوكرانيا”.

وأشار التقرير إلى أنه مع الانسحاب من منطقة ناغورني قره باغ التي سيطرت عليها أذربيجان بعدما انتزعتها من أرمينيا، فقد تحطمت الأسطورة القائلة بأن الأقدام الروسية لا تغادر أبدًا الأراضي التي تطأها.

ربما يعجبك أيضا