بعد اقترابها من الناتو.. إيران تحذر أرمينيا من خطورة الخطوة

هدد رئيس الوزراء الأرميني، نيكول باشينيان، بانسحاب بلاده من منظمة معاهدة الأمن الجماعي في حال لم تعلن المنظمة موقفها بشأن الأراضي الخاضعة لسيادة أرمينيا.

وحسب وكالة أنباء “نوفوستي” الروسية، الثلاثاء 12 مارس، فقد قال باشينيان، “توجد خلافات بيننا وبين المنظمة بشأن ما إذا كانت أراضي أرمينيا ذات السيادة هي “خط أحمر” بالنسبة للمنظمة أم لا”، مطالبا المنظمة بإظهار موقفها بشأن الأراضي الخاضعة للسيادة الأرمينية.

اقرأ أيضًا: الحوثي يضغط عسكريًّا.. واتصالات بين واشنطن وطهران

رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان

أزمة مع روسيا

تظهر تحركات رئيس الوزراء الأرميني غضبه من الدولة الروسية التي تقود منظمة معاهدة الأمن الجماعي، والتي تقاعست عن مساندة أرمينيا في حربها ضد أذربيجان التي ساندتها كل من تركيا وإسرائيل في تحرير مرتفعات ناغورني قره باغ المتنازع عليها.

ونقلت وكالة “نوفوستي” الروسية، الأربعاء 13 مارس، عن الخارجية الروسية قولها: إن “القيادة الأرمينية قد تبنت لغة التهديد وتوجيه الإنذارات والإهانة عند الحديث عن منظمة معاهدة الأمن الجماعي، ولا يسعنا إلا أن نعبر عن القلق من هذا الخطاب الهدام”.

اقرأ أيضًا: وسط خلافات حول «الكردستاني».. أردوغان يزور العراق قبل نهاية أبريل

الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ

اقتراب من الأطلسي

بدأت أرمينيا في إبداء اقترابها من الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي، ما يمثل حالة تهديد لدول مثل روسيا وإيران، اللتين تعارضان دخول القوى الغربية إلى منطقة جنوب القوقاز، فقد قال وزير خارجية أرمينيا، أرارات ميرزويان، السبت، 9 مارس، إن بلاده تدرس التقدم بطلب للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، في إطار مساعيها لتعزيز العلاقات مع الغرب.

وحسب تقرير أرمن برس، في خطوة للاقتراب من حلف شمال الأطلسي، تبنّت الحكومة الأرمنية قراراً في اجتماع مجلس الوزراء في 15 فبراير بشأن إنشاء مناصب الملحقين الدفاعيين في مهامها لدى الناتو ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا.

ومن المقرر أيضاً أن يزور الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، ينس ستولتنبرغ، أرمينيا في 19 مارس، وذلك بعد زيارة كل من أذربيجان وجورجيا.

اقرأ أيضًا: هل يحقق بايدن أهدافه من الضربات على الجماعات المدعومة إيرانيًا؟

وزير الدفاع الأرميني في لقاء الرئيس الإيراني

تحذير إيراني

حسب تقرير صحفة أرمن ويكلي، الأربعاء 13 مارس، فإن إيران أعلنت دعمها لسيادة أرمينيا على أراضيها، خلال زيارة وزير الدفاع الأرميني، سورين بابيكيان، إلى طهران، ولقائه مع نظيره الإيراني العميد محمد رضا أشتياني.

لكن أشتياني حذر من أن السعي لتحقيق الأمن من خارج المنطقة سيؤدي إلى نتائج عكسية ويخلق حالة من عدم الاستقرار، مضيفا: “يجب تشكيل بنية الأمن الإقليمي في المنطقة نفسها، وإلا فإنها ستصبح ساحة معركة للقوى الكبرى”.

اقرأ أيضًا: بعد زيارة رئيسي لموسكو.. إيران وروسيا نحو «اتفاق كبير»

الرئيس الأذربيجاني في المناطق المحررة في قره باغ

قبل اتفاق السلام

تأتي حالة الغضب الأرمينية في ظل استمرار ضغوط باكو المتزايدة على يريفان لضم قرى حدودية جديدة، فقد هدد نائب رئيس الوزراء الأذربيجاني، شاهين مصطفاييف بأنه يتعين على أرمينيا تسليم أربع قرى في منطقة تافوش إلى أذربيجان على الفور، وأضاف مصطفاييف أن مصير القرى المعزولة (الجيبية) سيتم تحديده في المستقبل خلال عملية ترسيم الحدود وترسيمها.

اقرأ أيضًا: إيران تعمل على جذب روسيا نحو ممرها التجاري

وقال نائب وزير خارجية أرمينيا، فاهان كوستانيان، السبت 2 مارس، إن بلاده مستعدة لتوقيع اتفاق سلام مع أذربيجان إذا أبدت باكو الإرادة السياسية مثل بلاده، مضيفا أنها حريصة أيضا على إحراز تقدم في تطبيع العلاقات مع تركيا.

وعبرت يريفان وباكو في ديسمبر الماضي، عن رغبتهما في التوصل إلى اتفاق سلام بعد عقود من الخلافات، لكن لم يبرم أي اتفاق بينهما حتى الآن.