“تسلا”.. رائدة المستقبل تهدد عرش تويوتا وتتهم أمازون بـ”التقليد”

ولاء عدلان
كتبت – ولاء عدلان

مسجلا أعلى مستوى له على الإطلاق، أنهى سهم شركة تسلا، تعاملات أمس، مرتفعا بنسبة 7%، ما دفع القيمة السوقية للشركة صاحبة الاسم الأبرز في عالم صناعة السيارات الكهربائية لتتجاوز سقف الـ200 مليار دولار لأول مرة منذ طرحها الأولي بسوق المال.

استقر السهم في ختام تداولات البورصة الأمريكية أمس، عند مستوى 1079.8 دولار، مواصلا ارتفاعه القياسي بدعم من تصريحات الرئيس التنفيذي للشركة بشأن نتائج الربع الثاني، وكان السهم ارتفع في الجلسة السابقة إلى مستوى 1009 دولار، وذلك بالتزامن مع ذكرى طرحه الأولي في سوق الأسهم عام 2010 عندما كان سعره 17 دولارا فقط، أي أنه ارتفع خلال 10 سنوات فقط بنسبة 5835% في شهادة جديدة على نجاح قطب الأعمال إيلون ماسك.

ماسك كان قد صرح قبل أيام، بأنه متفاؤل بشأن نتائج الربع الثاني وأنها قد تضاهي نتائج الربع الأول، رغم تداعيات جائحة كورونا على الشركات الأمريكية، لافتا إلى أن “تسلا” تستعد لإدراج سهمها على مؤشر “إس أند بي 500″، أي أنها ستصبح ضمن الـ500 الكبار بالبورصة الأمريكية.

خلال الربع الأول من العام الجاري، حققت الشركة أرباحا بنحو 16 مليون دولار، في وقت كانت كل التوقعات تشير إلى تسجيل خسائر، بفعل تضرر سلسلة الإمدادات واضطرار الشركة لإغلاق مصانعها الرئيسية في الصين وفي الولايات المتحدة، تحت ضغط من السلطات الصحية.

ومن المتوقع أن تعلن تسلا خلال الأيام المقبلة عن مبيعات بنحو 72 ألف سيارة خلال الربع الثاني، في وقت تستهدف فيه تسليم أكثر من 500 ألف سيارة بحلول نهاية 2020، مقابل 367.5 ألف سيارة في العام الماضي.

تسلا تهدد تويوتا
منذ بداية العام ارتفع سهم تسلا بنحو 160%، وبالأمس حلق بالقيمة السوقية للشركة -التي تعد أكبر شركات السيارات الأمريكية من حيث القيمة السوقية- عند 200.2 مليار دولار، لتصبح قريبة جدا من عرش تويوتا اليابانية التي تتصدر قائمة أكبر شركات السيارات عالميا من حيث القيمة السوقية، حيث تقدر قيمتها بنحو 210 مليارات دولار.

كانت تسلا بالفعل قد تجاوزت قيمة تويوتا لفترة وجيزة في الأسبوع الثاني من يونيو، ويتوقع أن تعاود الكرة مرة أخرى مع ارتفاع سهمها بفعل الإعلان الوشيك عن نتائج الربع الثاني الجيدة، والأهم بفعل زيادة الطلب الصيني على السيارات الكهربائية، وتخفيف إجراءات الإغلاق حول العالم.

كما ساهم تلويح إيلون ماسك خلال الشهر الماضي إلى ثورة ستحدثها تسلا قريبا في عالم صناعة بطاريات الليثيوم، في تعزيز أداء سهم الشركة، وتعد تسلا رائدة في هذه الصناعة التي يتوقع أن تكون محور مستقبل السيارات والهواتف والعديد من الأجهزة خلال السنوات القليلة المقبلة، وحتى قد تدخل في مجال الطاقة المتجددة كبدليل للفحم في مجال توليد الكهرباء.

خلال مايو الماضي، حصلت تسلا على براءة اختراع لإنتاج بطارية تدوم حتى مسافة 1.6 مليون كم، وحتى 4 آلاف دورة دون أي تأثير يذكر على كفائتها، وقد يصل عمرها إلى 16 عاما، بما يمهد الطريق لتقدم العملاقة الأمريكية سيارة كهربائية غير مسبوقة.

حتى العام 2017 كانت تويوتا ترفض تماما دخول سوق السيارات الكهربائية، واعتبارا من 2017 بدأت العمل على تطوير النموذج الخاص بها، لتكشف نهاية 2019 عن نموذج بمميزات خاصة صنف ضمن الأفضل عالميا في مجال السيارات الكهربائية ذاتية القيادة بقدرة 100 كليومتر في الشحنة الواحدة، وبحول 2020 قدمت للسوق 10 طرازات جديدة تعمل بالكهرباء بشكل كامل وتقطع مسافات أطول.

كما أعلنت في 2019 أنها تعمل على تطوير سيارات تعتمد أكثر على بطاريات الحالة الصلبة، ما اعتبره المحللون تهديدا مباشرا لسيارات تسلا التي تعتمد على بطاريات الليثيوم، فبطاريات الحالة الصلبة قادرة على زيادة المدى التشغيلي للسيارات الكهربائية أكثر من “الليثيوم” كما أنها أقل تكلفة وتستغرق وقت شحن منافس يقدر بدقيقة واحدة.

إيلون ماسك يصف بيزوس بـ”القطة المقلدة”
تهديد آخر يواجه تسلا، لكن هذه المرة مصدره، عملاقة البيع عبر الإنترنت “أمازون”، التي أعلنت مطلع 2019 عن استثمار 700 مليون دولار في شركة ريفيان الأمريكية المتخصصة في صناعة السيارات الكهربائية، ضمن خطة لشراء 100 ألف سيارة لتوصيل الطلبات للعملاء، وتقليل الانبعاثات الكربونية، فيما دخلت الشركة لاحقا في شراكة مع تويوتا في مشروع خاص بتطوير السيارات الكهربائية.

وقبل أيام أعلن مؤسس أمازون جيف بيزوس عن الاستحواذ على شركة السيارات ذاتية القيادة “Zoox Inc”، في صفقة أولى لها في عالم تسيطر عليه “تسلا” بامتياز، ما دفع إيلون ماسك إلى اتهامه بتقليده، وغرد واصفا بيزوس بأنه “قطة مقلدة”.

هذه ليست المرة الأولى التي يستخدم فيها ماسك هذا الوصف في هجومه على بيزوس، ففي العام الماضي وبعد إعلان أمازون عزمها لإطلاق نحو 3 آلاف قمر صناعي خاص بتزويد خدمة الإنترنت في خطوة تضاهي مشروع شركة “سبيس إكس” المملوكة لإيلون ماسك، وصف الأخير بيزوس بالقطة المقلدة، وهو وصف شائع لدى الأمريكيين يدل على التقليد الأعمى للأخرين.

الصراع بين الرجلين دائم ومتجدد، ففي الشهر الماضي شن ماسك هجوما عنيفا على بيزوس واتهم أمازون بممارسة الاحتكار ودعا إلى تفكيكها، وذلك على خلفية رفضها لنشر كتاب لأحد الكتاب الأمريكيين.

هذا الصراع أمر طبيعي في عالم المال، وتحديدا مع حالات استثنائية مثل إيلون ماسك 48 عاما، تثير روح المنافسة أينما حلت وتشتهر بمشروعات لا تقل جدلا عن تصريحات من نوع الدعوة إلى تفكيك أمازون، ماسك  المولود في جنوب إفريقيا تمكن في عمر 12 عاما من تصميم لعبة كمبيوتر وبيعها تجاريا، لينتقل إلى كندا في عمر الـ17 عاما، ومنها إلى أمريكا حيث درس الفيزياء والاقتصاد  في جامعة بنسلفانيا.

وفي عمر الـ25 عاما شارك في تأسيس شركة “زيب 2” لبرمجة المواقع، وفي عام 1999 أسس موقع لتقديم الخدمات المصرفية، ليشتري في عام 2002 موقعا تجاريا شهيريا مقابل 1.4 مليار دولار، وفي العام نفسه اقتحم عالم الفضاء بتأسيس شركة “سبيس إكس” لتصنيع الصواريخ وإطلاق مركبات الفضاء لأهداف تجارية.

“سبيس إكس” لاحقا كانت سببا في شهرة ماكس برجل الصواريخ بعد نجاحه في هذا المجال وتحوله إلى أحد أهم مزودي ناسا والجيش الأمريكي بخدمات الفضاء، ففي نهاية 2008 أصبح صاروخ “فالكون 1” من صنع “سبيس إكس” أول صاروخ خاص يعمل بوقود سائل يضع قمرا صناعيا على مدار الأرض، و في مايو 2012، أصبحت “سبيس إكس” أول شركة تجارية تصنع سفينة فضاء ترتبط بمحطة الفضاء الدولية.

وفي عام 2003 أسس ماكس معجزته “تسلا”، لتصبح في غضون سنوات قليلة رائدة في مجال صناعة السيارات الكهربائية. 

ربما يعجبك أيضا