القرن الإفريقي.. تصاعد التوتر بين الجيش الإريتري وجبهة تحرير تيجراي

محمود سعيد

أسياس أفورقي قال لوسائل إعلام حكومية إن قواته ستتدخل مرة أخرى إذا هاجمت قوات تيجراي بلاده أو هددت استقرار إثيوبيا


يستمر التوتر بين إريتريا وجبهة تحرير تيجراي مع اندلاع اشتباكات حدودية قد تنذر بصراع إقليمي سيكون له تداعيات وخيمة على منطقة القرن الإفريقي الملتهبة أصلًا.

ومنذ استقلال إريتريا كان التوتر هو السائد مع إثيوبيا، وكلاهما دعم حركات مسلحة معارضة ضد الآخر، حتى اندلعت الحرب الحدودية عام 1998، واستمرت الخلافات حتى وصل رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، إلى السلطة، ونجح في تحسين العلاقات مع أسمرة.

الدور الإريتري في حرب أديس أبابا مع تيجراي

مع بداية حرب الحكومة المركزية على إقليم تيجراي، ومشاركة القوات الإريترية في استهداف الإقليم، واستهدفت قوات الجبهة مواقع عسكرية إريترية على الحدود بين البلدين، وأطلق صواريخ على العاصمة الإريترية أسمرة، واتهمت جبهة تيجراي وحدات من  الجيش الإريتري بالمشاركة في القتال جنبًا إلى جنب مع إثيوبيا.

رئيس إريتريا، أسياسي أفورقي، الذي شاركت قواته في الهجوم على إقليم تيجراي ولا تزال حتى اللحظة تنتشر في بعض مناطق إقليم أمهرة وتيجراي، كان يخشى من انتصار التحالف العسكري المعارض، وهو ما ظهر جليًّا في تصريحات وزير الإعلام الإريتري الذي رأى أن هجوم جبهة تيجراي باتجاه العاصمة أديس أبابا، الهدف منه احتكار السلطة مجددًا، ثم محاربة النظام الإريتري.

خلفية الصراع

استمرت حرب تحرير إريتريا ضد النظام الملكي ونظام الدرك الماركسي 30 عامًا حتى العام 1991، ومع سقوط نظام الدرك، هزمت جبهة التحرير الشعبية الإريترية القوات الإثيوبية في إريتريا، وسيطرت الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي بمساعدة جبهة التحرير الشعبية الإريترية على كامل إثيوبيا.

وفي إبريل 1993، نظّم استفتاء مدعوم من حكومة أديس أبابا الخاضعة للتيجراي وبرقابة دولية، وصوّت الشعب الإريتري بالإجماع لصالح الاستقلال، الذي أعلن بتاريخ 25 مايو 1993. وفي العام نفسه أعلن الاعتراف الرسمي بإريتريا كدولة مستقلة وذات سيادة.

اتهامات متبادلة بين جبهة التيجراي وإريتريا

قبل أيام اتهمت الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي التي تسيطر على معظم إقليم تيجراي شمالي إثيوبيا، إريتريا بمهاجمة قواتها، وقالت إنها قتلت 4 قادة إريتريين وأكثر من 300 جندي في اشتباكات في مطلع الأسبوع، وقال المتحدث باسم الجبهة، جيتاشيو رضا: “شن الجيش الإريتري هجمات جديدة على قواتنا في سيجيم كوفولوـ في شمال غرب تيجراي بالقرب من بلدة شيرارو”.

 

 

وفي منتصف عام 2021، أعلنت القوات الإريترية والإثيوبية الانسحاب من معظم مناطق تيجراي، وأعلنت أديس أبابا وقف إطلاق النار من جانب واحد في مارس الماضي، لكن الرئيس الإريتري قال لوسائل إعلام حكومية إن قواته ستتدخل مرة أخرى إذا هاجمت قوات تيجراي بلاده، أو هددت استقرار إثيوبيا، أما جبهة التيجراي فتصرّ على أن القوات الإريترية تنتشر في عدد من المناطق الإثيوبية.

شهادة أممية

في سياق متصل، أفادت وثائق داخلية للأمم المتحدة وقوات إقليمية نقلتها رويترز، أن القوات الإريترية قصفت بلدة في شمال إثيوبيا قبل أيام، وتحدثت المعلومات التي وثقتها منظمات إنسانية في شيرارو عن إطلاق ما لا يقل عن 23 قذيفة، بعضها أصاب مدرسة تؤوي عائلات نازحة، وقالت إحدى الوثائق إن فتاة تبلغ من العمر 14 عامُا قتلت وأصيب 18 شخصًا على الأقل، وتهدم 12 منزلًا.

وجاء الهجوم رغم إفراج الحكومة الإثيوبية عن العديد من قيادات ومسؤولي المعارضة من جبهة التحرير وأحزاب أخرى، ودعوتها إلى “مصالحة وطنية، ووصفت الخارجية الأمريكية الهجمات بأنها “غير مقبولة”، داعية إلى “وضع حد فوري للأعمال العدائية والإسراع إلى إطلاق حوار وطني جامع، والسماح بوصول المساعدات دون عوائق إلى جميع المناطق الإثيوبية”.

العقوبات الأمريكية على إريتريا

من جانبها، فرضت واشنطن عقوبات على 4 كيانات وشخصيتين في إريتريا، ردًّا على تدخلها في الحرب بين الحكومة الفيدرالية الإثيوبية وجبهة تيجراي، وكذلك فرضت عقوبات على قائد هيئة أركان قوات الدفاع الإريترية، فيليبوس وولدييوهانيس، متهمة إياه بالضلوع في انتهاكات لحقوق الإنسان بإقليم تيجراي.

وخصت العقوبات الأمريكية كلًّا من جيش إريتريا وحزب “الجبهة الشعبية للديمقراطية والعدالة” الحاكم في البلاد، وشركتين ومدير مجلس الأمن القومي، أبراها كاسا نيماريام، والمستشار الاقتصادي للحزب الحاكم، هاجوس جيبريهيفيت.

ربما يعجبك أيضا