تطورات المشهد العراقي.. قتلى في ساحات النجف ووثائق تفضح الساسة

محمد عبدالله

كتب – محمد عبدالله

في العراق أزمة تراوح مكانها، وشارع يغلي وسط محاولات فضه، ومساعي السلطة السياسية لتشكيل الحكومة. الشارع العراقي أمام خيارات كثيرة، أبرزها الاستمرار في التظاهرات، وتشكيل فرق داخلية لحماية المتظاهرين؛ حيث شكل دخول أصحاب القبعات الزرق، من أتباع التيار الصدري، على خط المواجهة مع المتظاهرين منعطفا جديدا في الحراك الشعبي المستمر منذ أربعة أشهر.

الأحمر في مواجهة الأزرق

ثقافة ارتداء القبعات بألوان محددة شكل آخر من أشكال الاحتجاجات في العراق، لم تكن مألوفة سابقًا حتى قررت مجموعة من المتظاهرين ارتداء القبعات الحمر ليكون لونها مميزًا عن أتباع مقتدى الصدر من أصحاب القبعات الزرق.

بحسب الفريق “الأحمر” فإن ارتداء القبعات بهذا اللون يأتي وفاءً لدماء الشهداء الذين سقطوا في ساحات الاعتصام والاحتجاج في رسالة واضحة باستمرار الحراك حتى تحقيق مطالب الثوار والقضاء على الفساد.

بيد أن هناك من يتهم مقتدى الصدر بمحاولة نقل التجربة اللبنانية إلى العراقي في إشارة إلى الدور الذي يلعبه ممثل الميليشيات الإيرانية في لبنان “حسن نصرالله”، رغم ما بينهما من تباينات. ففي الشارع الشيعي الواحد، أذرع مسلحة متقاطعة وكراهية متزامنة بين التيار الصدر من جانب وبين نوري المالكي وعصائب أهل الحق وكذلك تيار الحكمة من جانب آخر.

فالمشاكل في الوسط الشيعي كثيرة ولم تعد كما كان في السابق تحت خيمة البيت الشيعي. الصراع الكبير الذي يدور هو أن الصدر يريد مسك العصا من المنتصف، بحيث يمسك الشارع من جهة، وأن يفرض إرادة سياسية على القوى التي لا تريد أن تمكنه الفترة المقبلة من تسيد المشهد السياسي في البلاد.

النجف.. خارج السيطرة

في النجف، اعترف “لؤي الياسري” محافظ المدينة بأن الأمور تخرج عن السيطرة داعيًا رئيس الوزراء للحضور إلى المحافظة وتهدئة الوضع في ظل سقوط مزيد من القتلى والجرحى في صفوف المتظاهرين جراء اعتداءات أنصار الصدر.

وأكد “مركز جرائم الحرب” مقتل 8 متظاهرين “بسبب استخدام الميليشيات أسلحة خفيفة ومتوسطة” خلال الاشتباكات. بدورهم، أكد مسعفون مقتل ستة عراقيين في مدينة النجف بعد اجتياح أنصار الصدر مخيم الاحتجاج، الذين باتوا يسيطرون بشكل تام على ساحة التظاهرات في النجف.

إهانة الدولة العراقية

يرى خبراء ومحللون بأن ما تشهده الساحة العراقية من تصدر الميليشيات المسلحة للمشهد في البلاد، بأنه إهانة كبيرة لفكرة الدولة والحكومة العراقية. فزعيم التيار الصدري يدخل المشهد السياسي وكأنه مسؤول حكومي، فبعد أن قتلت القوات الحكومية والقناصة المتظاهرين في الشارع، تعود ميليشيا الصدر “القبعات الزرقاء” لممارسة نفس الدور تجاه الثوار في الشارع.

وبحسب محللين فإن محمد توفيق علاوي المكلف بتشكيل الحكومة الجديدة سيعيد تجربة عادل عبدالمهدي، حيث تسعى القوى السياسية لفرض شروطها وتسمية وزراءها في الحكومة الجديدة.

ويؤكد الخبراء والمحللون بأن التعهدات التي قطعها علاوي على نفسه لن تتحقق، فمن قتل المتظاهرون في الشارع معلوم للجميع ومع ذلك لم يقدم أحد للمحاكمة.

وثائق مسربة تفضح ساسة عراقيين

في سياق متصل، كشفت وثائق سربتها المقاومة الإيرانية عن تقاضي 32 ألف عراقي لرواتب شهرية من إيران. أسماء صادمة وأخرى يمكن توقعها بينهم وزير الاتصالات السابق في حكومة حيدر العبادي “أبو أحمد الراشد”، إلى جانب محمد مهدي البياتي وزير حقوق الإنسان في حكومة البغدادي.

قوائم الممولين إيرانيا شملت أيضا هادي العامري قائد فيلق بدر وزعيم كتلة البناء في البرلمان، وأبو علي البصري نائب رئيس الحشد الشعبي، وقاسم الأعرجي وزير الداخلية في حكومة عبادي. بالإضافة إلى أبو مصطفى الشيباني وهو مستشار أمني لوزير الداخلية.

العامري لا يتلقى فقط رواتب من إيران، بل ظهر أيضا في مقطع مصور قديم وهو يقاتل بلاده في صفوف الجيش الإيراني ويصف جيش بلاده “العراق” بالعدو قائلا “نحن مع الإمام حتى آخر قطرة دم”.

وثائق تأتي في وقت يشهد فيه العراق موجة احتجاجات غير مسبوقة تعدت في شعاراتها ما شهده العراق سابقا وأصبحت المطالب “علانية” بإقصاء أذرع إيران من المشهد السياسي العراقي.

ربما يعجبك أيضا