تطورات “سد النهضة”.. جديد الموقف السوداني وخيارات القاهرة

محمد عبدالله

رؤية – محمد عبدالله

نشر وزير الري الإثيوبي سيليشي بيكلي صورًا لزيارة قام بها لموقع سد النهضة، مؤكدًا مضي بلاده في تشغيل السد دون التوصل لاتفاق موقع مع أطراف الملف. موقف أعاد تحريك الملف الخلافي على وقع دعوات سودانية لتشديد الموقف المصري السوداني لمواجهة القرارات الإثيوبية.

فمن موقع الإنشاء قالت إثيوبيا إنها تستعد للملء الأول للخزان بالمياه، تأكيد يزيد الطين بلة بعد الانسحاب الذي سجلته إثيوبيا من مسودة الاتفاق الذي أعادته واشنطن.. ما الحل؟ وكيف التصرف؟ سؤال سارعت السودان إلى وضع النقاط على حروفه بالتأكيد على حمايه أمنه المائي والاقتصادي.

جديد المواقف.. ضغط سوداني

جديد المواقف، تأكيد السودان رفضُ ملء سد النهضة من الجانب الإثيوبي، قبل التوصل إلى اتفاق طبقاً لمبادئ القانون الدولي، واتفاق المبادئ الموقع عام 2015، بين القاهرة والخرطوم وأديس أبابا.

وفي مزيد من الضغط على إثيوبيا، دعت السودان إلى ضرورة اتخاذ موقف قوي من الخرطوم والقاهرة، في حال إصرار أديس أبابا، على مَلء السد قبل الاتفاق.

موقف سوداني حازم تجاه ملف سد النهضة الإثيوبي خصوصًا فيما يتعلق بملء السد، هذا ما تشير إليه مواقف مسؤولين سودانيين وآخرها ما جاء على لسان وزيرة الخارجية أسماء عبدالله التي أكدت ضرورة اتخاذ موقف سوداني مصري قوي وموحد في مسألة سد النهضة. وتشدد الخرطوم أيضا على ضرورة التوصل لاتفاق مع إثيوبيا ومصر قبل بدء عملية ملء السد. 

مراوغة أديس أبابا

تطورات الموقف السوداني تأتي في ظل عدم التوصل لاتفاق نهائي بين الأطراف الثلاثة بشأن ملف سد النهضة، وكانت آخر محاولات التوصل لاتفاق قد جرت في واشنطن في فبراير الماضي برعاية وزارة الخزانة الأمريكية والبنك الدولي وانسحبت منه إثيوبيا.

اجتماع خصص للتفاوض بشأن قواعد ملء السد وتشغيله، لكن هذه المفاوضات لم تصل إلى نتيجة، تلاها إعلان إثيوبيا عن بدء تخزين 4 مليارات و900 مليون متر مكعب من المياه في بحيرة السد في يونيو المقبل.

يكمن الخلاف الأساسي بين الأطراف الثلاثة حول فترة ملء السد، إذ تخشى كل من مصر والسودان أن يؤثر المشروع على حصتهما من مياه النيل الشريان الأساسي للحياة فيهما. 

هل تغير الموقف السوداني؟

يرى عثمان الميرغني رئيس تحرير صحيفة “التيار”السودانية، أن الموقف السوداني لم يتغير من أطراف الأزمة، مشيرا إلى أن السودان يحاول لعب دور توفيقي بين مصر وإثيوبيا على اعتبار أن الخرطوم لديها علاقات جيدة بالبلدين، إلا أن المفاوضات وصلت الآن لمرحلة حساسة، وهو ما يتطلب موقفًا سودانيًا قويًا لدفع الطرفين للجلوس لقاعة المفاوضات بعد انسحاب الطرف الإثيوبي.

التوقيت الآن وبحسب “الميرغني” يتطلب من السودان الحضور وبقوة في هذا الوقت، إذ لم يتبق سوى 10% فقط من المفاوضات، مستبعدا اللجوء إلى السيناريوهات العسكرية في هذا التوقيت الحساس من الأزمة.

وعن الموقف الأمريكي من الأزمة، قال عثمان إن الولايات المتحدة بإمكانها حمل أديس أبابا على الموافقة على القرارات التي يمكن أن ترضي الأطراف الثلاثة، إلا أن الوقف الأمريكي عمليا عبر الوساطة وإن بدت محايدة، إلا أنها في صالح إثيوبيا.

خيارات مصر

أمام التعنت الإثيوبي، لا تزال “الدبلوماسية” هي خيار القاهرة، موقف ثابت تؤكد عليه دوما، على حساب خيارات التصعيد الدبلوماسي أو العسكري.

القاهرة أكدت استمرارها بطريق المفاوضات للوصول إلى حل مرض لجميع الأطراف، ورفضها إقدام أديس أبابا على خطوة ملء السد دون التوصل لاتفاق.

أما عن ورق الضغط الذي في دي القاهرة فكثيرة، إذ إن توقيع مصر على وثيقة البنك الدولي كفيل بمنع التمويل الدولي للسد  وفق قوانين المنظمة العالمية للآثار العابرة للحدود والذي يشترط التوافق بين الدول المشاركة في الأنهار قبل بناء أي سد. هذا إلى جانب المحكمة الدولية التي يحق لمصر والسودان طرقها وفق القوانين الدولية إذا أصرت إثيوبيا على موقفها الأحادي.

ربما يعجبك أيضا