تطورات مفاوضات سد النهضة.. مصر تتمسك بموقفها وإثيوبيا تواصل المماطلة

إبراهيم جابر

رؤية – إبراهيم جابر:

القاهرة – كشفت الجولة الأخيرة من مفاوضات سد النهضة بين مصر وإثيوبيا والسودان، عن تمسك القاهرة بموقفها تجاه حقوقها التاريخية في مياه النيل، وضرورة التوصل إلى اتفاق نهائي بشأن القضايا العالقة بخصوص ملء وتشغيل السد، بناء على الوثيقة التي أعدتها الولايات المتحدة الأمريكية والبنك الدولي في 21 فبراير الماضي، في الوقت الذي واصلت فيه أديس أبابا استخدام سياسة المماطلة في المفاوضات، من خلال محاولة فتح النقاش من جديد حول كافة القضايا، حتى التي تم التوافق عليها خلال اجتماعات واشنطن.

“مماطلة إثيوبيا”

أكدت وزارة الري المصرية في بيان رسمي، بشأن الاجتماع الثلاثي بين مصر وإثيبويا والسودان، بطريقة “فيديو كونفرانس”، لمناقشة استئناف مفاوضات سد النهضة، مشددة على أنه من الصعب وصف الاجتماع بأنه كان إيجابيًا أو وصل إلى أي نتيجة تذكر، حيث ركز على مسائل إجرائية ذات صلة بجدول الاجتماعات ومرجعية النقاش ودور المراقبين وعددهم.

وأضافت الوزارة في بيان عبر صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، اليوم الأربعاء: “بعد مرور ثلاثة أسابيع منذ إطلاق السودان مبادرته بشان عودة السودان ومصر وإثيوبيا إلى مائدة المفاوضات حول سد النهضة الإثيوبي، انعقد الثلاثاء، اجتماعًا لوزراء الري في الدول الثلاث بحضور المراقبين الدوليين الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي وجنوب أفريقيا الرئيس الحالي للاتحاد الأفريقي”.

وتابعت: “عكست المناقشات وجود توجه لدى إثيوبيا لفتح النقاش من جديد حول كافة القضايا، بما في ذلك المقترحات التي قدمتها إثيوبيا في المفاوضات باعتبارها محل نظر من الجانب الإثيوبي، وكذلك كافة الجداول والأرقام التي تم التفاوض حولها في مسار واشنطن، فضلا عن التمسك ببدء الملء في يوليو 2020”.

“الثوابت المصرية”

وأكدت الوزارة على ثوابت الموقف المصري في هذا الشأن والتي تتضمن: “مطالبة إثيوبيا بالإعلان بأنها لن تتخذ أي إجراء أحادي بالملء لحين نهو التفاوض والتوصل لاتفاق، وأن مرجعية النقاش هي وثيقة 21 فبراير 2020 التي أعدتها الولايات المتحدة والبنك الدولى بناء على مناقشات الدول الثلاث خلال الأشهر الماضية.

وشملت الثوابت المصرية أن يكون دور المراقبين كمسهلين، وأن فترة المفاوضات ستكون من 9-13 يونيو 2020 للتوصل إلى الاتفاق الكامل للملء والتشغيل، كما أشارت الوزارة في ختام بيانها، إلى أنه تم التوافق على عقد اجتماع آخر بحضور المراقبين، اليوم الأربعاء.

“تعليق إثيوبيا”

إثيوبيا، أعلنت، اليوم، الاتفاق مصر والسودان على عقد اجتماعات يومية ضمن مفاوضات سد “النهضة” للتوصل إلى توافق بشأن نقاط خلافية، مشيرة إلى أن المفاوضات المتعلقة بسد النهضة والتي استؤنفت الثلاثاء لم يتم التوصل بها حول دور المراقبين في المحادثات.

وقال بيان لوزارة المياه والري الإثيوبية، إن اجتماع اللجنة الفنية الثلاثية عبر تقنية الفيديو بشأن التعبئة الأولى والتشغيل لسد النهضة أسفرت عن اتفاق بين الدول الثلاث بعقد اجتماعات يومية للتوصل إلى توافق بشأن نقاط خلافية، مشيرة إلى أنه لم يتم التوافق على الدور الذي يمكن أن يلعبه المراقبون في المفاوضات.

وأشارت الوزارة إلى أن المناقشات التي جرت بين الدول الثلاث بحثت القضايا المتعلقة بالإجراءات والمراقبين ودورهم في المفاوضات، مشددة على التزام إثيوبيا بحل أي خلاف فيما يتعلق بسد النهضة من خلال المفاوضات الجارية بين البلدان الثلاث.

“التفاؤل السوداني”

وعلى عكس التصريحات المصرية والإثيوبية، وصف وزير الري السوداني ياسر عباس، الاجتماع بالمثمر والإيجابي، كاشفا أن “الاجتماع بشأن سد النهضة ناقش الإجراءات المطلوبة لمواصلة التفاوض وتحديد النقاط العالقة”، وأنه تم الاتفاق على مواصلة الاجتماعات بشأن سد النهضة مع استمرار عمل المراقبين، حيث حضر اجتماع، اليوم؛ 3 مراقبين من جنوب أفريقيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.

وذكر الوزير السوداني، بحسب وكالة الأنباء السودانية؛ أن الاجتماع بشأن سد النهضة ناقش الإجراءات المطلوبة لمواصلة التفاوض وتحديد النقاط العالقة، معربًا عن أمله في أن تسود الروح الإيجابية خلال الاجتماعات المقبلة للوصول إلى توافق حول النقاط العالقة بشأن سد النهضة.

وتابع: “تناولنا خلال الاجتماع نقطتين، أولا ما هي الإجراءات المطلوبة لمواصلة التفاوض بشكل أسرع، ثانيا ما هي المسائل الأساسية العالقة بالنسبة للدول الثلاثة”، مردفا: “تم الاجتماع بروح إيجابية وكان النقاش مثمرا.. ونأمل أن تتواصل هذه الروح في المفاوضات القادمة”، منوهًا بأن “وزراء الري في السودان وإثيوبيا ومصر اتفقوا على استمرار المفاوضات بشأن سد النهضة للوصول إلى توافق حول النقاط المتبقية”.

ربما يعجبك أيضا