تعويضات عن العبودية.. جوتيريش يدعو العالم إلى التغلب على التمييز والعنصرية

إسراء عبدالمطلب

شهد المحيط الأطلسي واحدة من أحلك الفصول في تاريخ البشرية، لمدة 400 سنة.


دعا الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، إلى تقديم تعويضات عن الاتجار بالعبيد عبر المحيط الأطلسي باعتبارها إحدى وسائل معالجة إرث تجارة الرقيق في مجتمعنا المعاصر، بما في ذلك العنصرية الممنهجة.

وخُطف ما لا يقل عن 12.5 مليون إفريقي، في الفترة من القرن الخامس عشر إلى القرن التاسع عشر، وجرى نقلهم قسرًا بواسطة السفن والتجار الأوروبيين وبيعهم كعبيد. وانتهى الأمر بأولئك الذين نجوا من هذه الرحلة القاسية إلى العمل في المزارع في الأميركيتين وكان معظمه في البرازيل ومنطقة البحر الكاريبي، بينما استفاد آخرون من عملهم.

جوتيريش يدعو إلى دفع تعويضات عن العبودية للتغلب على "تمييز استمر لأجيال"

عدالة تعويضية

في بيان ألقاه الأمين العام للأمم المتحدة، بمناسبة اليوم الدولي لإحياء ذكرى ضحايا الرق وتجارة الرقيق، الذي تنظمه الأمم المتحدة الاثنين 25 مارس 2024، قال جوتيريش إن الماضي “وضع الأسس لنظام تمييز عنيف قائم على تفوق العرق الأبيض”، مضيفًا: “ندعو إلى تحديد أطر للعدالة التعويضية للمساعدة في التغلب على الإقصاء والتمييز الذي استمر لأجيال”.

واقترح تقرير للأمم المتحدة، في سبتمبر، أن تدرس الدول دفع تعويضات مالية عن فترات الاستعباد. وتثار فكرة دفع تعويضات عن العبودية أو تقديم شكل آخر من الترضية منذ وقت طويل، لكن الأمر اكتسب زخمًا في جميع أنحاء العالم مؤخرًا.

إحياء ذكرى ضحايا الرق

يذكر أن تجارة العبيد المأساوية استمرت عبر المحيط الأطلسي، والذي شهد واحدة من أحلك الفصول في تاريخ البشرية، لمدة 400 سنة، على الرغم من المقاومة الشرسة من قبل الملايين من الشعوب المستعبدة. وأعلنت الجمعية العامة، بموجب قرارها 122/62 المؤرخ 17 ديسمبر 2007، يوم 25 مارس يومًا دوليًا لإحياء ذكرى ضحايا الرق وتجارة الرقيق عبر المحيط الأطلسي يحتفل به سنويًا.

ودعا القرار إلى وضع برنامج للتوعية التثقيفية من أجل حشد جهات منها المؤسسات التعليمية والمجتمع الدولي بشأن موضوع إحياء ذكرى تجارة الرقيق والرق عبر المحيط الأطلسي لكي تترسخ في أذهان الأجيال المقبلة أسباب تجارة الرقيق عبر المحيط الأطلسي ونتائجها والدورس المستخلصة منها واللتعريف بالأخطار المترتبة على العنصرية والتحامل.

العنصرية والتحيز

تعتبر الاحتفالية التذكارية، والتي تكون في 25 مارس من كل عام، فرصة للتفكير في من عانوا وماتوا تحت وطأة العبودية، وهي أيضًا مناسبة لرفع مستوى الوعي لدى الشباب في العالم حول مخاطر العنصرية والتحيز اليوم.

وفي الليلة الواقعة بين يومي 22 و 23 أغسطس 1791، انتفض رجال ونساء، مم اُسترقوا في أفريقيا واجتثوا منها. وتمردوا على نظام الرق بغية تمكين هايتي من نيل حريتها و استقلالها، ونالوا مرادهم في عام 1804. ومثل هذا التمرد منعطفًا في تاريخ البشرية، كان له أثر عظيم في مسألة تأكيد الطابع العالمي لحقوق الإنسان، واليوم فإن العالم كله مدين لهؤلاء المتمردين.

الاتجار بالرقيق الأسود

أحدث تاريخ الاتجار بالرقيق الأسود والاسترقاق سيلا من السخط والقسوة والمرارة لم ينضب حتى الآن. ويمثل هذا التاريخ سجلًا للشجاعة والحرية والاعتزاز بالحرية التي استعيدت، تتلاقى فيه كل الإنسانية، بما فيها من ضلال ونبل. ولعل طمس هذا التاريخ أو نسيانه يمثل خطأ وجريمة.

وتسعى اليونسكو من خلال مشروعها “طريق الرقيق” إلى أن تستمد من هذه الذاكره العالمية القوة اللازمة لبناء عالم أفضل ولإظهار العرى التاريخية والأخلاقية التي تؤلف بين الشعوب. ومن هذا المنطلق أعلنت الأمم المتحدة العقد الدولي للسكان المنحدرين من أصل أفريقي (2015 – 2024).

ربما يعجبك أيضا