تغطية الصحافة الفرنسية لزيارة بابا الفاتيكان للإمارات

ترجمات رؤية

ترجمة بواسطة – محمد شما
زيارة تاريخية

تحدثت صحيفة "لوكورييه أنترناسيونال" عن مدى تاريخية هذه الزيارة، وقالت إن بزيارته لدولة الإمارات العربية المتحدة، يضع زعيم الكنيسة الكاثوليكية البابا فرانسيس بابا الفاتيكان قدمه في شبه الجزيرة العربية مهد الإسلام، كما وصفت جريدة "جولف نيوز" الزيارة أيضًا بـ"التاريخية" وأتاحت تغطية لتحركات البابا على موقعها الإلكتروني.

وعرض المصدران برنامج الزيارة بداية من القُداس الذي حضره بابا الفاتيكان بالعاصمة أبو ظبي، والذي حضره نحو 135 ألف شخص، حيث يعيش في الإمارات، التي يتجاوز عدد سكانها 9 ملايين نسمة، ما يقرب من مليون مسيحي كاثوليكي، أغلبهم من العمال المهاجرين من الهند والفلبين. كان البابا الذي جعل من حوار الأديان علامته المميزه قد زار تركيا في عام 2014 ومصر في عام 2017، ومن المقرر أن يزور المغرب في شهر مارس المقبل.

دولة تدعو للتسامح الديني

ونشرت صحيفة "جولف نيوز" مقالًا للسفير الإماراتي لدى الولايات المتحدة "يوسف العتيبي"، أوضح من خلاله لماذا دعت بلاده البابا إلى زيارة شبه الجزيرة العربية، وذكر أن هذه هي الطرية التي تتبعها بلاده لمحاربة التطرف وتعزيز التسامح. ووفقًا للسفير الإماراتي، تُعدّ هذه الزيارة "إشارة قوية للمنطقة والعالم مفادها أن بإمكان الأشخاص من مختلف الديانات أن يعيشوا ويعملوا ويمارسوا شعائرهم بأمان، كما أنه وسيلة لمكافحة تطرف فئة قليلة في كافة أنحاء الشرق الأوسط ممن يشوّهون صورة الإسلام الحقيقية باعتباره دين سلام".

وفي هذا الصدد يذكرنا الدبلوماسي الإماراتي، أن بلاده التي تريد أن تكون داعية للسلام والتسامح الديني في منطقة محافظة جدًّا تحتضن وافدين اليوم من قرابة "200 جنسية وأكثر من 40 كنيسة وحوالي 700 رجل دين مسيحي".

البابا وشيخ الأزهر يدعوان إلى المؤاخاة وحرية العقيدة

وتحت عنوان: "البابا وشيخ الأزهر يدعوان إلى المؤاخاة وحرية العقيدة"، وحّدت كلٌّ من صحيفتي "نوفيل أوبس" و"ليكسبريس" تغطيتهما لهذا الحدث البارز، ونقلاً عن وكالة الأنباء الفرنسية في أبو ظبي، حيث ندّد البابا والإمام الأكبر شيخ الأزهر– في لقائهما– كافة أشكال التمييز ضد الأقليات الدينية، ودعيا إلى المؤاخاة. وظهر البابا فرانسيس بلباسه الأبيض إلى جانب الإمام الأكبر شيخ الأزهر السني الدكتور أحمد الطيب بزيه الأسود بشكل أخوي، ثم تبادلا العناق أعلى المنصة تحت غطاء ممطر من أوراق الزيتون. كما وقّع الزعيمان الدينيان على "وثيقة حول الأخوة الإنسانية" تدعو بشكل خاص إلى حرية العقيدة والتعبير، وحماية دور العبادة، وتطالب بالمواطنة الكاملة لـ "الأقليات" التي تعاني التمييز.

غير أن هذه الدعوة المشتركة التي تعلي من قيمة "ثقافة التسامح" والعلاقة "الثرية" بين الغرب والشرق لم ترق إلى حد الإقرار بالحق في عدم الإيمان بالأديان؛ بل تنص على وجود علاقة بين "الإلحاد" من ناحية و"التطرف الديني" من ناحية أخرى.

علامة قوية على السلام

من جانبه قال "أليساندرو جيزوتي" ، المتحدث باسم الكرسي الرسولي، أن هذه الوثيقة "الشجاعة" تُشكّل خطوة ذات أهمية قصوى في الحوار بين المسيحيين والمسلمين، وتعد علامة قوية على السلام. ومفتتحًا كلمته بعبارة "السلام عليكم" باللغة العربية، أصر بابا الفاتيكان في خطابه على ضرورة ضمان "الحرية الدينية" وعدم الوقوف عند مجرد حرية العبادة، كما طالب كافة دول الشرق الأوسط أن يتمتع الأشخاص من مختلف الديانات بنفس الحق في المواطنة. وجدد البابا دعوته إلى السلام ونبذ العنف ونزع السلاح، حيث يرى أن "الكراهية والعنف" باسم الدين "تدنيس خطير لاسم الله".

التقارب بين الإسلام والكاثوليكية

فيما ذهب موقع "ليزايكو" المتخصص في الاقتصاد، الذهاب بعيدًا عن تخصصه وقام بتغطية هذا الحدث، وقال إن الزيارة الأولى للبابا فرنسيس إلى الإمارات العربية المتحدة تهدف نحو تعزيز العلاقات مع الإسلام، حيث جعل البابا التقارب بين الإسلام والكاثوليكية أحد أهم الركائز في ولايته.

الإيمان بالله يوحّدنا ولا يفرّقنا

وعشية الزيارة بث الفاتيكان مقطع فيديو أكد فيه البابا على أن "الإيمان بالله يوحّدنا ولا يفرقنا، يقربنا بالرغم من خلافاتنا، ويبعد الكراهية والصراع بعيدًا عنا". وتناقلت الصحف الإماراتية خلال الأيام الثلاثة للزيارة كلمته حين قال: "أنا هنا كأخ".

وفي كلمته التي ألقاها أمام زعماء كافة الأديان؛ اتسم البابا فرانسيس بطابع أكثر سياسية مشجعًا الإمارات على "مواصلة مسيرتها" في ضمان حرية العبادة، حيث يرى فيها "مفترق الطرق ونقطة فاصلة بين الغرب والشرق". وذهب البابا إلى أبعد من ذلك حيث أصرّ على حتمية ضمان "الحرية الدينية". كما دعا إلى وقف الحروب في الشرق الأوسط "في اليمن وسوريا والعراق وليبيا".

أمنيات بابا الفاتيكان للشرق الأوسط

وإلى صحيفة اقتصادية أخرى وتحت عنوان: "أمنيات البابا فرانسيس للشرق الأوسط"، اهتمت صحيفة "ليكونوميست" بهذا الحدث ونقلت تمنيات بابا الفاتيكان الذي أنهى زيارته التاريخية للإمارات بقداس كبير وفريد من نوعه في الهواء الطلق، في بلد مسلم يسمح بممارسة العقيدة المسيحية بشرط أن تتم داخل الكنائس.

وأضافت الصحيفة أن سكان الإمارات يشكّلون أكثر من 85% من المغتربين، حوالي 65 % منهم من مواطني البلدان الآسيوية، حيث يعملون في جميع القطاعات. وتبلغ نسبة "الكاثوليك" الذين يعيشون في الإمارات نحو 10% من إجمالي عدد سكان هذا البلد، الذي يمتلك أكبر عدد من الكنائس الكاثوليكية في المنطقة.

وقال البابا: "تستلزم الأخوة الإنسانية منّا نحن ممثلي الأديان، وجوب تحريم أي نوع من الموافقة على كلمة الحرب"، مسلطًا الضوء على أربع بلدان تعاني حاليًا من ويلاتها وهي: "اليمن وسوريا والعراق وليبيا".

للإطلاع على الموضوع الأصلي .. اضغط هنا

ربما يعجبك أيضا