تقارب “مصري يوناني” لمواجهة الاستفزازات التركية في شرق المتوسط

إبراهيم جابر

رؤية – إبراهيم جابر:

القاهرة – واصلت مصر واليونان، تعزيز علاقات الصداقة والشراكة الثنائية بينهما، في ظل التوترات التي تحاول تركيا إثارتها في منطقة شرق المتوسط، وسط تأكيد القاهرة وأثينا على رفض التصرفات الاستفزازية التي تزعزع الاستقرار وتضع الأمور في إطار من المواجهة والتأجيج، والتأكيد على ضرورة العمل سوياً من أجل أن يصبح شرق المتوسط منطقة رخاء وتعاون وتدعيم للاستقرار الإقليمي والدولي.

“علاقات قوية”

وزير الخارجية المصري سامح شكري، التقى خلال زيارته للعاصمة اليونانية أثينا، رئيسة اليونان، كاترينا ساكيللاروبولو، ونقل إليها تحيات الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مشيداً بعلاقات الصداقة التاريخية والمتميزة بين مصر واليونان، باعتبارها علاقات ذات طبيعة استراتيجية تتأسس على التفاهم المُشترك والمصالح المُتبادلة.

وأكد الجانبان في بيان عبر صفحة وزارة الخارجية بـ”فيس بوك”، خلال اللقاء أهمية تطوير التعاون بين البلديّن على كافة الأصعدة السياسية والاستراتيجية والاقتصادية، وأعربت الرئيسة “ساكيللاروبولو” عن تقديرها للرئيس المصري والعلاقة التاريخية الممتدة التي تجمع بلادها بمصر، وكذا لدور مصر الإقليمي النشط والحيوي الذي يمثل دعامة للاستقرار والأمن في المنطقة.

وأضاف حافظ أن اللقاء تناول كذلك عدداً من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المُشترك، وعلى رأسها التطورات الخاصة بالأزمة الليبية، والقضية الفلسطينية، والأوضاع في منطقة شرق المتوسط؛ حيث استعرض الوزير شكري الرؤية المصرية تجاه ملفات المنطقة، مبرزاً الجهود المبذولة بغية حلحلة تلك الأزمات من أجل استعادة الاستقرار والسلام وتحقيق الازدهار لشعوب المنطقة.

“تعاون واحترام”

وزير الخارجية المصري، أكد في مؤتمر صحفي، عَقِب انتهاء جلسة المُباحثات الموسعة مع نظيره اليوناني، نيكوس ديندياس، أن زيارته لليونان في الوقت الحالي تأتي تعبيراً عن الأهمية التي تُعلقها مصر على علاقاتها مع اليونان، والتي تمتد لآلاف السنوات، مشددا على اعتزاز مصر بالتواصل الحضاري والإنساني القائم بين البلدين والذي يُعد قاعدة راسخة للصداقة والتعاون والرغبة في استمرار العمل المُشترك من أجل ازدهار الشعبين.

وأضاف الوزير شكري في بيان عبر صفحة وزارة الخارجية بـ”فيس بوك”، أن الجلسة شهدت تباحثاً بشأن العلاقات الثنائية بشكل مُفصل في كل مجالات التعاون، موضحاً أن هذا التعاون مبني على المصلحة المُشتركة والاحترام المُتبادل، وكذا الرغبة في استخلاص نقاط مستقرة وقوية في هذه العلاقة تعمل في إطار الشرعية الدولية ومبادئ العلاقات الدولية، وبما يُعزز من الاستقرار ويؤدي إلى تحقيق طموحات الشعبين المصري واليوناني.

وأكد وزير الخارجية أن من بين المظاهر القوية للتفاهم المشترك ووجود الإرادة السياسية فيما بين البلدين؛ اتفاق ترسيم الحدود البحرية الذي تم التوصل إليه فيما بين الدولتين، مشدداً على أن الاتفاق يلتزم في كافة بنوده بالقانون الدولي وقانون البحار والشرعية الدولية، وذلك دليل على مدى تمسك البلدين بهذه القواعد الحاكمة للعلاقات الدولية وأيضاً الحقوق المتبادلة التي يجب الحفاظ عليها والدفاع عنها للحفاظ على مصالح الدولتين. وأعرب عن تقدير مصر للتعاون الثنائي وما أتى به من فتح لمجالات التعاون، سواء على المستوى السياسي أو الاقتصادي أو الثقافي، مؤكداً أهمية السعي لإيجاد مواضع جديدة لهذا التعاون تأتي بنتائج ملموسة في إطار المصلحة المُشتركة.

“رفض الاستفزازات”

هذا، وذكر شكري أن الأوضاع الإقليمية كانت محل اهتمام، بما في ذلك التوترات في منطقة شرق المتوسط، حيث تم الاتفاق على استمرار العمل، من خلال العلاقات الثنائية واجراء الاتصالات مع الأطراف الدولية ذات الأهمية، لرفض التصرفات الاستفزازية التي تزعزع الاستقرار وتضع الأمور في إطار من المواجهة والتأجيج، والتأكيد على ضرورة العمل سوياً من أجل أن يصبح شرق المتوسط منطقة رخاء وتعاون وتدعيم للاستقرار الإقليمي والدولي.

وأشار إلى ضرورة التوصل إلى حلول سلمية لكل القضايا العالقة في منطقة شرق المتوسط نظراً لآثارها على استقرار مصر واليونان، وهو ما ينطبق كذلك على ليبيا وسوريا، وأيضاً إزاء القضية الفلسطينية والتطورات الخاصة بالاتفاق الإسرائيلي مع الإمارات والبحرين، معرباً عن أمله في أن يفتح الاتفاق المجال لمزيد من الاستقرار في المنطقة وإقرار الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وإقامة دولته المستقلة على حدود ٤ يونيو ١٩٦٧ وعاصمتها القدس الشرقية.

كما أفاد وزير الخارجية بأن الجلسة تناولت التطور المُهم المرتبط بإنشاء منتدى غاز شرق المتوسط والذي يفتح المجال لتعاون مُثمر مع مجموعة الدول الأعضاء للاستغلال الأمثل لموارد الطاقة في هذه المنطقة الحيوية، وكيفية استخلاص العوائد بشكل مُتسق مع القانون الدولي، وفي إطار الشراكة القائمة بين الدول المؤسِسة لهذا المنتدى الهام.

ختاماً، أكد الوزير شكري تقدير مصر للتعاون والتواصل المُستمر في إطار العلاقات بين القيادتين السياسيتين في كل من مصر واليونان، وأيضاً العلاقة الثلاثية المصرية اليونانية القبرصية، والتطلع إلى أن ترتقي هذه العلاقات إلى درجات أعلى من القوة والمتانة.

ربما يعجبك أيضا