تمرد “المنتسبين”.. مؤامرة فاشلة لأزلام استخبارات “البشير”

كتب – حسام عيد

في عمليات محدودة، لكنها ترقى إلى حد غير المسؤولة، افتعل بعض منسوبي هيئة العمليات التابعة لجهاز الاستخبارات العامة السوداني، حركة تمرد واحتجاج، بسبب عدم رضاهم عن المستحقات التي صرفت لهم، بعد قرار إحالتهم للتقاعد ضمن إطار إعادة هيكلة جهاز المخابرات.

الأمر الذي أثار مخاوف من تجدد اضطرابات أمنية، قد تهدد استقرار الشارع السوداني، مع تحدث تجمع المهنيين السودانيين عن إطلاق نار متواصل مع إغلاق شوارع مؤدية لأحياء العاصمة.

وأفادت مصادر أن هيئة العمليات التي تتألف من 12 ألف فرد رفضت تسوية مستحقات أفرادها لإنهاء خدماتهم واصفة إياها بالضعيفة.

لكن سرعان ما تكشفت خيوط مؤامرة تحاك بالأفق؛ صلاح قوش، المدير السابق لجهاز الأمن والمخابرات بعهد نظام المعزول “عمر البشير”، بالوقوف وراء التمرد في الخرطوم.

تمرد مسلح بمقر استخباراتي.. والسبب التطوير والهيكلة

أطلقت قوة من “هيئة العمليات” الذراع المسلح لجهاز الأمن والمخابرات في السودان، الثلاثاء، أعيرة نارية، بسبب عدم رضاهم عن المستحقات التي صرفت للمنتسبين إليها، بعد قرار إحالتهم للتقاعد ضمن إطار إعادة هيكلة جهاز المخابرات.

وحاولت بعض عناصر منتسبي هيئة العمليات إثارة الذعر في الشارع السوداني، عقب إطلاقهم النار في الهواء، في قاعدتين تابعتين لجهاز المخابرات، وإغلاق آخرين الطرق الرئيسية في الجانب الشرقي لمطار الخرطوم الدولي.

وهذا ما دفع بالسلطات السودانية إلى إغلاق المجال الجوي للبلاد على الفور، كإجراء احترازي، ليؤكد الناطق الرسمي باسم الجيش، بعد تلك الخطوة، أن القوات المسلحة ترفض هذا السلوك.

وسرعان ما أغلقت السلطات شارعي المطار وعبيد ختم القريبين من مطار الخرطوم الدولي حيث انتشر الجيش بكثافة في بعض المناطق.

احتجاج فردي ومحدود

وبدوره، أكد وزير الإعلام السوداني، في بيان، أن ما حدث “حركة احتجاج محدودة”، مشيرًا إلى أن “القوات المسلحة والقوات النظامية تتعامل مع الموقف وتعمل على تأمين الشوارع”.

وأوضح أنه “لم تحدث أي إصابات بين المواطنين أو القوات النظامية من جراء الاحتجاج”، مضيفًا أن “الجهات المسؤولة تواصل مساعيها لإقناع الوحدات “المتمردة” بتسليم أنفسهم وسلاحهم للقوات النظامية”.

وأعلن أن “القوات المسلحة والقوات النظامية تطمئن الشعب أنها قادرة على حسم “التمرد” وتأمين المواطنين والمنشآت”.

تطوير جهاز المخابرات العامة

وأفاد بيان عن المخابرات السودانية أنه في إطار هيكلة الجهاز وما نتج عنها من دمج وتسريح حسب الخيارات التي طرحت على منسوبي هيئة العمليات اعترضت مجموعة منهم على قيمة المكافأة المالية وفوائد ما بعد الخدمة.

وقال البيان إنه سيعمل على تقييم ومعالجة الأحداث وفقا لمتطلبات الأمن القومي للبلاد، وجاء هذا البيان لينفي ما تم تداوله من أنباء عن وجود حالة تمرد في صفوف القوات التابعة لهيئة العمليات في الاستخبارات في العاصمة السودانية الخرطوم.

بينما أعلن رئيس الوزراء السوداني، عبد الله حمدوك، أن الأحداث التي وقعت، تحت السيطرة، مؤكدًا أنها لن توقف “مسيرة البلاد و لن تؤدي للتراجع عن أهداف الثورة.

وأوضح حمدوك، أن الموقف الراهن يثبت الحاجة لتأكيد الشراكة الحالية والدفع بها للأمام لتحقيق الأهداف العليا.

وشدد رئيس الوزراء السوداني، على الثقة “في القوات المسلحة و القوات النظامية و قدرتها على السيطرة على الموقف”.

وكان المجلس العسكري الانتقالي، قرر في يوليو 2019، تحويل اسم جهاز الأمن الوطني ليصبح جهاز المخابرات العامة مع تغيير صلاحياته لتصبح جمع المعلومات وتحليلها وتقديمها للجهات المختصة.

تجمع المهنيين يرفض الفوضى

وحث تجمع المهنيين السودانيين، وهو المظلة الرئيسية التي تقف وراء حركة الاحتجاج التي أطاحت بالرئيس المخلوع عمر البشير، الناس على البقاء في منازلهم حتى تتم تسوية الاضطرابات.

وأكد في بيان، رفضه أي محاولة لخلق الفوضى وترويع المواطنين واستخدام السلاح مهما كانت المبررات.

ودعا التجمع “أجهزة الدولة النظامية للتدخل فوراً لوقف هذه العمليات غير المسؤولة التي تسببت في تصدير القلق للمواطنين داخل الأحياء”، مناشدًا “لجان المقاومة وقوى الثورة بعدم التدخل ومراقبة الأوضاع إلى حين استقرارها”.

مخطط تخريبي يرعاه أزلام المعزول “البشير”

ومن جانبه، اتهم قائد قوات الدعم السريع ونائب المجلس السيادي في السودان، الفريق محمد حمدان دقلو، المدير السابق لجهاز الأمن والمخابرات، صلاح قوش، بالوقوف وراء التمرد في الخرطوم.

وقال دقلو، إن قوش يقف وراء “مخطط تخريبي” يتمثل بتمرد عدد من عناصر هيئة العمليات لجهاز المخابرات.
 

ربما يعجبك أيضا