توسع الصراع أم حرب شاملة؟.. سيناريوهات امتداد القتال في غزة

ما أبرز سيناريوهات توسع القتال في غزة؟

محمد النحاس
آخر تطورات الحرب في غزة

بالنسبة للحرب في غزة فقد وقع الاحتمالين سواءًا ازدياد أعداد الضحايا، أو انخراط جهات أخرى في الصراع.. لكن هل يمكن أن يتحول الموقف إلى حرب شاملة؟


استبعد مقال نشرته صحيفة “الجارديان” البريطانية، انخراط المنطقة في صراع شاملة بسبب الحرب في غزة، رغم انخراط بعض الجهات بالفعل. 

وقالت الصحيفة منذ اندلاع الهجمات الإسرائيلية على غزة، حاولت واشنطن منع توسع الصراع، لتجنيب آلاف من الجنود الأمريكيين بالمنطقة التبعات، ويعني التصعيد أو توسع الصراع، زيادة الدمار وارتفاع أعداد الضحايا، لطرف واحد على الأقل وبالنسبة لآخرين، يشير التصعيد إلى تمدد القتال بسبب قرار دول أو جماعات مسلحة الانضمام إلى القتال.

التصعيد وقع بالفعل

بالنسبة للحرب في غزة فقد وقع الاحتمالين سواء ازدياد أعداد الضحايا، أو انخراط جهات أخرى في الصراع، حسب المقال، المنشور الإثنين 8 يناير 2024 والذي يلفت إلى تزايد حجم الدمار، ومقدار القوة النارية التي استخدمها الجيش الإسرائيلي في غزة بشكل كبير، حتى قبل أن يبدأ الغزو البري نهاية أكتوبر.

ووفقاً لتقديرات حديثة، فإن 70% من المنازل في غزة قد تضررت أو هدمت، قُتل أكثر من 22 ألف مواطن، ونزح 85% من منازلهم، وذلك خلال 90 يومًا، وأدى حجم الدمار إلى إجراء مقارنات مع قصف الحلفاء لدريسدن وهامبورج خلال الحرب العالمية الثانية.

وامتدت الحرب بين إسرائيل وحماس إلى أماكن أخرى بالفعل، وتدور مناوشات يومية على طول الحدود الإسرائيلية اللبنانية بين إسرائيل وحزب الله وفر ما يقرب من 150 ألف شخص من شمال إسرائيل وجنوب لبنان، على الرغم من المحاولات الأميركية للتوسط في حل من شأنه أن يدفع حزب الله بعيداً عن الحدود، فإن المعارك مستمرة، حسب المقال.

مناطق التصعيد

علاوة على ذلك، يهاجم الجيش الإسرائيلي مجموعات مسلحة في سوريا، ويستهدف أنظمة الدفاع الجوي ومستودعات الأسلحة وحتى كبار الجنرالات الإيرانيين هناك. وفي اليمن، شن الحوثيون أكثر من 20 هجومًا على ممرات الشحن في البحر الأحمر ما دفع الولايات المتحدة إلى إنشاء تحالف بحري دولي.

ومع ذلك فإن القوى الكبرى في المنطقة لم تدخل المعركة، لكن هناك سيناريوهات محتملة قد تضمن هذا الاحتمال، وفقًا لمقال الصحيفة البريطانية. 

سيناريوهات التوسع

السيناريو الأول ينطوي على هجوم إيراني على إسرائيل، ردا على ضربات الجيش الإسرائيلي المتزايدة ضد حزب الله أو بعد ضربة عسكرية إسرائيلية في سوريا تقتل عدد من المستشارين أو الضباط من الحرس الثوري الإيراني. وقد قتلت إسرائيل بالفعل العديد من ضباط الحرس الثوري الإيراني منذ بدء الحرب في غزة.

هناك طريق آخر للتصعيد وهو الانتقام الإيراني من الهجوم الأمريكي على الحوثيين، وهو الخيار الذي أفادت تقارير بأن إدارة بايدن قد نظرت فيه. وبالفعل في 31 ديسمبر أسقطت مدمرة أمريكية صواريخ حوثية استهدفت سفينة شحن في البحر الأحمر ثم أطلقت النار على قوارب الحوثيين التي هاجمت السفينة نفسها، ما أسفر عن مقتل المقاتلين الذين كانوا على متنها. 

ما احتمالات حدوث ذلك؟

مع ذلك، من غير المرجح أن تجبر مثل هذه الحوادث إيران على استهداف إسرائيل أو السفن الحربية الأمريكية بشكل مباشر. ويدرك القادة الإيرانيون أن إسرائيل تعتبر ذلك التهديد الأكبر الذي يواجهها، وسوف تنتقم بقوة إذا اتخذت إيران قرارًا باستهداف أراضيها.

 بالإضافة إلى ذلك، لا يمكن لإيران أن تستبعد احتمال قيام الولايات المتحدة بالهجوم إذا تورطت إسرائيل في حرب على جبهتين، وقبل كل شيء، فإن القادة الإيرانيين معنيين بالحفاظ على دولتهم، وبالتالي يتجنبون الخطوات التي قد تؤدي إلى دوامة جامحة تجر بلادهم إلى حرب مع إسرائيل أو الولايات المتحدة، وهي الحرب التي من المحتمل أن تخسرها.

ختامًا يشدد المقال، على أن الحرب في غزة مروعة، ولكن مخاطر التصعيد تظل منخفضة، حتى لو لم يكن من الممكن استبعادها تماماً.

ربما يعجبك أيضا