توسّع الناتو والوجود الكندي في الهندوباسيفيك.. جولة في مراكز بحثية

رنا أسامة

عضوية الناتو والسويد للناتو لا تحتاج إلى تفكير لأنها خطوة مُربحة لجميع الأطراف في بحر البلطيق.


يجتمع قادة حلف شمال الأطلنطي (ناتو) في قمتهم السنوية بالعاصمة الإسبانية، مدريد، غدًا الثلاثاء 28 يونيو 2022، وحتى 30 يونيو.
وخلال الاجتماع ستطلب فنلندا والسويد الانضمام إلى الحلف، في ظل استمرار الحرب الروسية الأوكرانية منذ أكثر من 120 يومًا، وهو ما تناولته المراكز البحثية إلى جانب تزايد الوجود البحري الكندي في منطقة الهندوباسيفيك.

خطوة مُربحة لجميع الأطراف

في 18 مايو الماضي، تقدّمت الحكومتان الفنلندية والسويدية بطلب رسمي للحصول على عضوية حلف “الناتو”. ووفق تقرير كتبه نائب مدير التحرير بالمجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، جوناثان ماسترز، لا يحتاج قبول عضوية فنلندا والسويد في الناتو إلى تفكير، لأنه خطوة مُربحة لجميع الأطراف في بحر البلطيق.

وعلى هلسنكي وستوكهولم إثبات تمسكهما بجميع السياسات المنصوص عليها في معاهدة واشنطن 1949، (ميثاق حلف الناتو). ولمنح العضوية، يجب على أعضاء الناتو 30 الحاليين التوقيع والتصديق على ما يسمى بروتوكولات الانضمام لفنلندا والسويد. وفي أمريكا يتطلب ذلك توقيع الرئيس وموافقة ثلثي أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي.

شريكان أمنيان

عملت فنلندا والسويد مع الحلف، منذ قُرابة 30 عامًا، في حين يُنظر إليهما على أنهما شريكان أمنيان قويان. وبحسب التقرير، فقد انضمّا إلى شراكة الناتو من أجل السلام عام 1994، وأسهما في العمليات التي قادها الحلف في كلٍّ من أفغانستان والبلقان والعراق.

وفي عام 2014، أصبحت فنلندا والسويد شريكين ضمن 6 شركاء، في إطار ما يُعرف بالفرصة المُحسّنة للحلف، مُعززين قدرة جيشيهما للعمل مع قوات الناتو، واستضافت السويد مؤخرًا أكثر من 12 من حلفاء الناتو وفنلندا في مناورات “بالتوبس 22” البحرية ببحر البلطيق.

فنلندا والسويد للناتو

عضوية فنلندا والسويد توسِّع حدود الحلف

توقّع نائب مدير التحرير بالمجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، في تقريره المنشور يوم 23 يونيو الحالي، أن تعزز عضوية فنلندا والسويد الجناح الشرقي للحِلف ودفاعاته الجماعية في شمال أوروبا، إلى جانب تقوية قُدرة الردع لدى الناتو في القطب الشمالي، وهي المنطقة التي استثمرت فيها روسيا بكثافة في البنية التحتية التجارية والعسكرية.

وقد يؤدي إلى انضمام جميع دول القطب الشمالي، باستثناء روسيا، إلى الناتو، بيد أن التأثير الأكثر أهمية، بحسب التقرير، قد يتمثل في توسيع حدود الناتو مع روسيا، في وقت قد يُضيف فيه انضمام فنلندا قُرابة 800 ميل (ألف و300 كيلو متر) إلى حدود الحلف، على أن توسّع فنلندا والسويد وجود التحالف في بحر البلطيق والدائرة القطبية الشمالية.

موسكو لا تعبأ بانضمامهما إلى «الناتو»

قبل بدء الحرب الروسية الأوكرانية في 24 فبراير الماضي، انتقدت روسيا أمريكا وحلفاءها، بسبب توسع الناتو، وطلبت ضمانات أمنية مُلزمة بحظر انضمام أي أعضاء جدد. وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مؤخرًا، إن عضوية فنلندا والسويد لا تمثل تهديدًا مباشرًا لروسيا.

وحذر في الوقت نفسه من تحوّل هلسنكي وستوكهولم إلى قاعدتين لقوات الناتو ومعداته، رغم أن قادة سويديين صرحوا بأنهم لا يريدون استضافة قواعد للناتو، في حين لم تحدد فنلندا موقفها حيال ذلك، في وقت تسمح فيه النرويج، عضو الحلف، بإجراء تدريبات بدون منشآت دائمة، أو امتلاك أسلحة نووية على أراضيها، وفق التقرير.

انضمام فنلندا والسويد للناتو

أوروبا تُعيد تشكيل نفسها

قال الرئيس التنفيذي بالمجلس الأطلسي، فريدريك كيمب، إن “أوروبا أعادت تشكيل نفسها بطرق مثيرة للإعجاب خلال 4 أشهر الماضية، مع التزام الاتحاد الأوروبي بضمان مستقبل أوكرانيا، كإحدى الدول الأوروبية الديمقراطية والمستقلة، بدعمها اقتصاديًّا بمليارات اليورو وتزويدها بشحنات أسلحة غير مسبوقة”.

وتوقع كيمب، في تقرير نشره يوم 26 يونيو الحالي، أن تُظهر الأسابيع المقبلة ثمار هذا الجهد، ليتضح ما إذا كانت أوروبا نجحت في بناء اتحاد أوروبي أكثر تصميمًا على مواجهة أي تحديات جيوسياسية جديدة، أو ستتقهقر بدلًا من ذلك أمام الرياح الاقتصادية المعاكسة المتزايدة وحرب الاستنزاف الطاحنة التي يشنها بوتين.

أوروبا تعيد تشكيل نفسها بعد الحرب الروسية الأوكرانية

 

الوجود البحري الكندي في الهندوباسيفيك.. نمو تدريجي

عرج الباحث جيمس هاكيت، بالمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، وهو معهد أبحاث في بريطانيا، إلى تعزيز الوجود الكندي في الهندوباسيفيك، وذلك بعد نشر فرقاطتين، يتوقع أن يمضيان 5 أشهر في المحيطين الهندي والهادئ، في إطار تمرين باسم “عملية الإسقاط”، تقوده أمريكا من 29 يونيو إلى 4 أغسطس المُقبل.

وفي الوقت نفسه، أشار هاكيت إلى تطلّع كندا لتعميق الشراكات مع رابطة دول جنوب شرق آسيا “آسيان” وأعضائها، مُشيرًا إلى أنها تقدّمت العام الحالي بطلب الحصول على وضع شريك استراتيجي كامل، وعضوية اجتماع وزراء دفاع الآسيان، وصفة مراقب لبعض مجموعات عمل خبراء.

الوجود الكندي في الإندوباسيفيك

سلاسل التوريد العالمية في صدارة قمة السبع

عندما ترأست ألمانيا في يناير الماضي مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى، وضعت برلين مرونة سلاسل التوريد في صدارة أولوياتها، ويبدو إنشاء سلاسل توريد مفتوحة ومستدامة مُلحًا أكثر قبل قمة قادة مجموعة السبع، بحسب تقرير لماريان شنايدر بيتسنجر، الزميل الأول بمعهد تشاتام هاوس.

ويأتي ذلك وسط تحديات أمام سلاسل التوريد العالمية، فاقمتها الحرب الروسية الأوكرانية إلى جانب الاضطرابات الناجمة عن جائحة فيروس كورونا، في حين تهدد المنافسة الاستراتيجية مع الصين وتغير المناخ سلاسل التوريد على مدى زمني أطول بكثير.

سلاسل التوريد العالمي 1

تعافٍ غير مُرجَّح.. وأولويات مجموعة السبع

قال تقرير ماريان: “ظروف سلسلة التوريد التعالمية تحسنت حاليًّا، لكنه استبعد تعافيها إلى ما قبل أيام جائحة كوفيد بحلول 2023”. وإذا استمرت الاضطرابات في سلاسل التوريد دون معالجة، فسيزيد التضخم، وفق توقع التقرير، الذي بلغ أعلى مستوى في 4 عقود بين دول مجموعة السبع، حينما سجّل 7% على أساس سنوي في مارس.

وبحسب التقرير، توجد 5 أولويات تُمكّن مجموعة السبع من بناء سلاسل توريد مرنة وآمنة، تتمثل في اتخاذ إجراءات مشتركة، بدءًا من آلية الإنذار المبكر، والتركيز على القطاعات المهمة استراتيجيًّا، إلى جانب العمل مع القطاع الخاص، والتنسيق مع منتديات وشركاء آخرين، وخلق بيئة مواتية لسلاسل التوريد.

ربما يعجبك أيضا