«ثورة قانون الحجاب».. المتشددون غاضبون من الحكومة الإيرانية

دفعت الاحتجاجات التي اشتعلت بعد وفاة الشابة الإيرانية، مهسا مهيني، الحكومة الإيرانية إلى تعديل قوانين الحجاب.

وتواجه الدولة الإيرانية موجة تمرد على الحجاب الإلزامي بصفته رمزًا للسلطة الحاكمة، وقد أثار مشروع قانون الحجاب في إيران نقاشًا حادًّا بين أجنحة السلطة مع تشدد المحافظين حيال مسألة إلزامية الحجاب.

اقرأ أيضًا: انتفاضة «الجيل زد».. لماذا تختلف الاحتجاجات الإيرانية الحالية عن «الحركة الخضراء»؟

جانب من اعتصام المحتجين أمام القضاء الإيراني

اعتقال متشددين

حسب تقرير موقع عصر إيران، اعتقلت السلطات الإيرانية، ليل السبت الماضي، متشددين كانوا قد اعتصموا أمام مقر السلطة القضائية منذ الخميس الماضي، للضغط على السلطات في الإيرانيين للتشديد ضد منتهكي قانون فرض الحجاب الإلزامي في إيران.

اقرأ أيضًا: خامنئي في «خطاب احتواء»: لا تُكفروا غير الملتزمات بالحجاب

وحسب وكالة ميزان التابعة للقضاء الإيراني، فإن عملية الاعتقال جاءت لعدم استجابة المعتصمين لفض اعتصامهم سلميًّا، في ما وجهت لهم السلطات محاولة فرض رأيهم بالقوة وعدم اتباع القنوات الطبيعية للبرلمان أو القضاء.

وتعد هذه سابقة في تاريخ الجمهورية الإسلامية، منذ أن جرى فرض الحجاب على المجتمع الإيراني بعد ثورة 1979م، وأصبحت الكلمة العليا للمتشددين في إيران.

اقرأ أيضًا: قانون جديد مثير للجدل في إيران يعاقب غير المحجبات

محتجون يرفضون التساهل في مسألة الحجاب

غضب من القانون الجديد

يأتي هذا الاعتصام بعد أيام من وقفة احتجاجية لمتشددين بمحيط البرلمان للمطالبة بإقرار قانون صارم يرفع عقوبة السيدات اللاتي لا يلتزمن بالحجاب إلى حد الجلد والإعدام، بعدما اقترح نص القانون الجديد تشديد العقوبات، المالية خصوصًا، على أي امرأة تخلع حجابها في الأماكن العامة أو على الإنترنت، لكن دون الذهاب إلى حد السجن.

ووسط انتظار أن ينظر فيه البرلمان، أثار مشروع القانون غضب المحافظين المتشددين الناشطين في البرلمان الحالي والذين يعدونه “غير رادع بما فيه الكفاية”.

كما يأتي هذا الاعتصام تزامنًا مع فعاليات البرنامج الثقافي لأسبوع العفاف والحجاب في إيران، حيث تقام الندوات والمؤتمرات الثقافية التي تروج لثقافة الحجاب في إيران، وتتهم الغرب بمحاولة تغيير المجتمع الإيراني.

اقرأ أيضًا: وسط مخاوف واتهامات.. بدء تفعيل قانون «مراقبة الحجاب» في إيران

من فاعليات اسبوع العفاف والحجاب في إيران

مخاوف من التغيير

يدافع المحافظون الذين يمسكون حاليًّا بمختلف مفاصل الحكم في إيران عن إلزامية الحجاب، معتبرين أن رفعها سيطلق العنان لعملية تغيير عميقة في الأعراف الاجتماعية.

ويقود رجال الدين المتشددين والمسؤولون في لجان الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حملات اجتماعية وإعلامية للضغط على الحكومة للتشديد في مسألة الحجاب، فحسب موقع الإذاعة والتلفزيون الإيراني، قال محسن مظاهري أمين لجنة الأمر بالمعروف في أصفهان، إن عدم التصدي للمنكرات لن يهيأ الأرضية لظهور الإمام الغائب المهدي المنتظر.

التمرد على الحجاب في إيران بعد مقتل الفتاة مهسا أميني، سبتمبر 2022

ميزانية ضخمة

حسب تقرير صحيفة الجريدة الكويتية، أمس الأحد 9 يوليو 2023، رصدت حكومة الرئيس إبراهيم رئيسي ما يصل إلى 6 مليارات دولار أمريكي للأجهزة والمؤسسات الحكومية والخاصة، ثقافية ودينية، وشرطة الآداب والمساجد بهدف الترويج لأفكار ومعتقدات الثورة، الأمر الذي أثار غضب العديد من الإيرانيين لأن عامة الناس يواجهون مشاكل اقتصادية صعبة.

والسبت الماضي، بيّن رئيس البرلمان محمد باقر قاليباف أن 30 منظمة حكومية، بخلاف الهيئات غير الحكومية، تستفيد من هذه الميزانية دون أن يكون هناك أي إشراف على كيفية صرف الأموال التي تتلقها وأين تذهب، وخلال العقود الأربع الماضية نتيجة عمل هذه المؤسسات وكل الميزانيات التي صرفتها الحكومة كان ما دون الصفر.

اقرأ أيضًا: التمرد على الحجاب في إيران.. المتشددون غاضبون والنظام يتريث