خوفًا من التغيير الاجتماعي.. قانون الحجاب يثير غضب المتشددين في إيران

يوسف بنده

قانون الحجاب الجديد في إيران محاولة لإرضاء المحافظين المطالبين بإلزامية الحجاب، وامتصاص لغضب المطالبين بحرية الحجاب.


أثار مشروع قانون الحجاب في إيران نقاشًا حادًّا بين أجنحة السلطة مع تشدد المحافظين حيال مسألة إلزامية الحجاب.

ومنذ ثورة 1979 وسيطرة رجال الدين على السلطة، ألزم القانون جميع النساء بارتداء الحجاب في الأماكن العامة، ولكن عددًا متزايدًا من الإيرانيات يظهرن حاسرات الرأس، منذ حركة الاحتجاج التي أشعلتها وفاة الفتاة مهسا أميني، سبتمبر 2022.

اقرأ أيضًا: قانون جديد مثير للجدل في إيران يعاقب غير المحجبات

منظومة رصد

منظومة رصد غير المحجبات في إيران

آلية القانون الجديد

يقترح نص القانون الجديد تشديد العقوبات، المالية خصوصًا، على أي امرأة تخلع حجابها في الأماكن العامة أو على الإنترنت، لكن دون الذهاب إلى حد السجن.

ووسط انتظار أن ينظر فيه البرلمان، أثار مشروع القانون غضب المحافظين المتشددين الناشطين في البرلمان الحالي والذين يعدونه “غير رادع بما فيه الكفاية”.

اقرأ أيضًاوسط مخاوف واتهامات.. بدء تفعيل قانون «مراقبة الحجاب» في إيران

hjab ayran

التمرد على الحجاب في إيران بعد مقتل الفتاة مهسا أميني، سبتمبر 2022

مخاوف من التغيير

حسب تقرير ميدل إيست أنلاين، نقلًا عن وكالة الصحافة الفرنسية، دافع المحافظون الذين يمسكون حاليًّا بمختلف مفاصل الحكم في إيران عن إلزامية الحجاب، معتبرين أن رفعها سيطلق العنان لعملية تغيير عميقة في “الأعراف الاجتماعية”.

وفي الأشهر الأخيرة، اتخذت السلطات سلسلة من المبادرات تتراوح من إغلاق شركات لا سيما مطاعم إلى تركيب كاميرات في الشوارع لتعقب النساء اللواتي يتحدين المحظور، كما فُصل أو أوقف ما لا يقل عن 3 مسؤولين مؤخرًا، لأنهم لم يمنعوا نساء غير محجبات من دخول مواقع تاريخية.

اقرأ أيضًا: التمرد على الحجاب في إيران.. المتشددون غاضبون والنظام يتريث

ودافع رئيس القضاء، غلام حسين محسني إيجائي، عن النص القانوني الجديد الذي اعتبره متوازنًا، مشددًا على ضرورة عدم استقطاب المجتمع مع قوله إنه يتفهم “مشاغل المؤمنين” الذين عبروا عن استيائهم من عدم احترام ارتداء الحجاب.

اقرأ أيضًامطاردة غير المحجبات بتكنولوجيا صينية.. هل تعود الاحتجاجات إلى شوارع إيران؟

مجلس

نواب البرلمان بتفاحصون قانون

عدم إجماع على القانون

قال عالم الاجتماع، عباس عبدي، لوكالة فرانس برس، إن “مشروع القانون يقترح إعادة تصنيف نزع الحجاب من جناية إلى جنحة على غرار ارتكاب مخالفة مرورية، ولكن بغرامات أشد”، موضحًا أنه منذ وفاة مهسا أميني “لم يعد المجتمع يقبل أن تُسجن امرأة لأنها لا ترتدي الحجاب”.

وقال عبدي إنه داخل السلطة “لا يوجد إجماع على الحجاب” بين الذين يؤيدون الوسائل القمعية والذين “يعتقدون أنه يجب تجربة وسائل أخرى”.

اقرأ أيضًا: خامنئي في «خطاب احتواء»: لا تُكفروا غير الملتزمات بالحجاب

وأضاف أنه في هذا السياق، فإن “مشروع القانون لا يرضي أنصار فرض إلزامية الحجاب ولا أنصار حرية ارتدائه أو عدم ارتدائه”.

ويقارن بعض المراقبين المشروع مع قانون صدر في التسعينيات لحظر استخدام أطباق الأقمار الاصطناعية. وأشار عبدي إلى أنه “طُبق لفترة قصيرة فقط قبل التخلي عنه”.

اقرأ أيضًافي إيران.. لا تأثير لتعطيل شرطة الأخلاق على المحتجين

Screenshot 2023 04 29 163940 1

التمرد على الحجاب في إيران بعد مقتل الفتاة مهسا أميني، سبتمبر 2022

يأس الشباب

حسب تقرير صحيفة آرمان ملي، اليوم الأربعاء، أشار الخبير السياسي الإصلاحي، صادق زيبا كلام، إلى الاحتجاجات الشعبية الأخيرة التي اندلعت عقب حادثة مقتل مهسا أميني، وراح ضحيتها مئات القتلى والمصابين، ونوه بأهمية هذه الاحتجاجات وخطورتها، معتبرًا أنها شكلت نقطة تحول في الحالة السياسية الإيرانية.

ورأى زيبا كلام أن أطرافًا من السلطة ومنظومة الحكم في إيران أدركت أهمية هذه الاحتجاجات وفهمت الرسالة، وباتت مؤمنة أن جيل الشباب اليوم هو جيل منتقد لما يجري في البلاد، ومعارض للنظام في أحيان كثيرة.

اقرأ أيضًاتعطيل شرطة الأخلاق.. هل يناور النظام الإيراني حتى تمر العاصفة؟

ورفض الكاتب الإصلاحي حصر العوامل والمسببات التي فجرت الاحتجاجات بالعامل الاقتصادي، وقال إن “العامل الرئيس الذي قاد إلى الاحتجاجات الأخيرة هو اليأس من إصلاح النظام والأوضاع، ما جعل الشباب لا يفكر في شيء إلا الهجرة من البلد”.

اقرأ أيضًاانتفاضة «الجيل زد».. لماذا تختلف الاحتجاجات الإيرانية الحالية عن «الحركة الخضراء»؟

ربما يعجبك أيضا