جرائم حرب ومآسٍ.. لماذا طلب مقاتل في «فاجنر» اللجوء بالنرويج؟

محمد النحاس

شكك الباحث بمركز الأهرام، بهاء محمود، في "الرواية الإعلامية الغربية" بشأن انشقاق مقاتل فاجنر، رغم أنه لم ينف صحة الحادث.


طلب أحد مقاتلي مجموعة فاجنر الروسية الخاصة اللجوء لدى النرويج، بعد عبوره الحدود، يوم الجمعة الماضي.

وحسب ما نقلته صحيفة الجارديان البريطانية، أمس الثلاثاء 17 يناير 2023، فرّ الروسي، أندري ميدفيدف، من ميدان القتال في أوكرانيا، بعد أن شهد جرائم حرب ومآسٍ إنسانية.

تحت التحقيق

اعتقلت قوات حرس الحدود النرويجية المواطن الروسي، البالغ 26 عامًا، الذي قال إنه كان يقود وحدة تابعة لمجموعة “فاجنر”، تضم 15 مقاتلًا.

ويخضع مقاتل فاجنر السابق، الآن، للتحقيق، وفق ما نقلته الصحيفة البريطانية، في حين لم ترد حتى اللحظة تقارير رسمية، توضح ما إذا كان سيواجه اتهامات تتعلق بمشاركته في المعارك في أوكرانيا.

طلب لجوء

قالت مديرية الهجرة النرويجية إن ميدفيدف تقدم بطلب للجوء، بحسب ما ذكر تقرير الصحيفة البريطانية، في حين يواجه اتهامًا بدخول البلاد بنحو غير قانوني، لكن التهمة ستسقط تلقائيًّا، إذا ما وافقت السلطات على طلب اللجوء.

وغادر ميدفيدف ميدان المعارك منذ شهرين، وظل مختبئًا طوال هذه الفترة، حتى تمكن أخيرًا من الوصول إلى الأراضي النرويجية، وقال المحامي النرويجي، برينجولف ريسنز، إنّ الشاب الروسي الفار مستعد للحديث عن جرائم الحرب، التي شهدها في أوكرانيا، وفق ما أوردته هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي).

تمديد العقد

قال ميدفيدف، وهو جندي سابق في الجيش الروسي، إنه تعرض للسجن في موسكو، قبل أن ينضم إلى مجموعة “فاجنر” في ما بعد، بموجب عقد مدته 4 أشهر.

ونشر الشاب الروسي مقطع فيديو، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، قال فيه إنه تمكن من الفرار من أرض المعركة في أوكرانيا، بعد أن وصلته معلومات عزم مسؤولي الشركة، تمديد عقده إلى أجل غير مسمى.

إعدامات وحشية

يعد هروب ميدفيدف، أول انشقاق لأحد مقاتلي فاجنر إلى الغرب، حسب ما نقلته منظمة حقوقية روسية، وقال المحامي النرويجي إن ميدفيدف شاهد عمليات إعدام نفذها جهاز الأمن الداخلي، التابع لفاجنر، ضد المنشقين.

وأردف أنه يعتقد أن مقاتل فاجنر السابق أخذ معه دلائل على جرائم الحرب، لكن لم يوضح ريسنز طبيعة هذه الأدلة، وتابع أن سبب فراره هو رؤيته أفرادًا سابقين من مجموعته يتعرضون للقتل بوحشية.

كيف رد مؤسس فاجنر؟

نفى رجل الأعمال الروسي الشهير، ومؤسس مجموعة فاجنر، يفجيني بريجوزين، إدعاءات الشاب، وأردف ساخرًا: “يبدو أنه مواطن نرويجي.” وقال بريجوزين إن موظفه السابق “خطير للغاية”، زاعمًا أنه تورط في “إساءة معاملة السجناء”، وفق ما نقله تقرير “بي بي سي”.

ما هي مجموعة فاجنر؟

مجموعة فاجنر، شركة قتالية روسية خاصة، تقاتل رفقة القوات الروسية في أوكرانيا، وكان لها دور بارز في السيطرة على بلدة سوليدار بإقليم دونباس، الأسبوع الماضي، وتشكل 10% من إجمالي المقاتلين في أوكرانيا، وفق ما يعتقد مسؤولون بريطانيون.

وتنشط الشركة في مناطق من الشرق الأوسط وإفريقيا، وكان حضورها بارزًا في الحرب الروسية الأوكرانية، وجندت بعد الحرب، التي بدأت فبراير 2022، آلاف السجناء الروس، متعهدة بإطلاق سراح من يمضي 6 أشهر في القتال بأوكرانيا.

لماذا يعتمد الكرملين على فاجنر؟

في رأي الخبير بالشؤون الأوروبية، بهاء محمود، فإن الاعتماد على شركة فاجنر يأتي في سياق قدرة المجموعة على تنفيذ بعض العمليات العسيرة على الجيش، لذلك فإن فاجنر توفر خيارات أكثر مرونة، وتمثل “عمليات أقرب للسريعة والخاطفة، لكن لن تحل محل القوات التقليدية”.

ويعتقد بعض المنشغلين بتحليل تكنيكات القتال ميدانيًّا، أن القوات الروسية، منذ بدء الحرب، تعاني من مشكلات في الإمداد والدعم اللوجيستي، ونقص في التقنيات العسكرية الحديثة، التي تتدفق من الغرب الى القوات الأوكرانية، وأحدثت تغييرًا جوهريًّا منذ الهجوم المضاد، الذي حقق انتصارات مهمة في أغسطس الماضي.

مبالغة غربية

شكك الباحث بمركز الأهرام، بهاء محمود، في “الرواية الإعلامية الغربية”، رغم أنه لم ينف صحة الحادث، مشيرًا إلى أن التقارير الإعلامية الواردة “لا تخلو من مبالغة”، خصوصًا أن مجموعة فاجنر شركة خاصة، أي أنها توظف المتعاقدين طبقًا لعقد غير ملزم، برضا المتعاقد، لا عن طريق تجنيد إجباري.

ويذكر الباحث المصري أن الحرب الروسية الأوكرانية شهدت اتهامات متبادلة بين الروس والأوكران، بوقوع انتهاكات إنسانية وجرائم حرب، مضيفًا أن الجانبين يجادلان بامتلاك دلائل على تلك الانتهاكات.

ربما يعجبك أيضا