جرس إنذار.. فشل إسرائيل الاستخباراتي يثير مخاوف الناتو

آية سيد
لماذا فشلت التكنولوجيا المتطورة في حماية إسرائيل؟

أدى فشل إسرائيل الاستخباراتي في منع هجوم حماس إلى إثارة قلق الناتو بشأن الاعتماد المفرط على التكنولوجيا.


أثار نجاح هجوم حماس المفاجئ على إسرائيل، يوم السبت 7 أكتوبر 2023، دهشة العالم، بسبب اعتماد تل أبيب على دفاعات متطورة تكنولوجيًّا لمنع الهجمات المحتملة.

وفي هذا السياق، أشارت مجلة “فورين بوليسي” الأمريكية، أمس السبت 14 أكتوبر، إلى أن هذه الهجمات، وفشل إسرائيل في صدها، يدقون جرس إنذار لحلف شمال الأطلسي (الناتو) الذي يعتمد بشدة على التكنولوجيا الحديثة.

تكنولوجيات متطورة

قبل أسبوع واحد من هجوم حماس، الذي عُرف باسم “عملية طوفان الأقصى”، كان رئيس اللجنة العسكرية للناتو، الأدميرال الهولندي روب باور، في زيارة لمعسكر رعيم، جنوبي إسرائيل، لتفقد الدفاعات الإسرائيلية المتطورة.

وأطلعت القوات الإسرائيلية القائد رفيع المستوى على كل ما حشدته على طول الحدود لمنع أي غزو محتمل، مثل المسيّرات، والكاميرات، والروبوتات، وجدار طويل يمتد تحت الأرض مزود بأجهزة استشعار اهتزازية لرصد أي محاولات لحفر أنفاق تحته.

طوفان الأقصى المقاومة الفلسطينية الاحتلال الاسرائيلي

فلسطينيون يستولون على دبابة إسرائيلية

وحسب التقرير، كانت فرقة غزة التابعة للجيش الإسرائيلي مدربة على سيناريو غزو حماس، ومستعدة له.

وبعد أيام قليلة من إحاطة الأدميرال الهولندي البارز، كانت هذه القوات تقاتل من أجل حياتها، ما أثار ذعر باور بشأن كيفية تمكن حماس من مراوغة نظام المراقبة الإسرائيلي الموحد.

جرس إنذار

بالنسبة للناتو، الذي يضاعف استخدامه للذكاء الاصطناعي، والدفاعات السيبرانية، والتكنولوجيا الحديثة، هذه الهجمات تدق جرس إنذار للحلف، وفق فورين بوليسي.

وفي حوار يوم الخميس الماضي، على هامش اجتماع وزراء دفاع الناتو في بروكسل، قال باور: “لم يكن ثمة تحذيرًا”، وتساءل: “ما معني أن تثق في الأنظمة آلية التشغيل أو الذكاء الاصطناعي إلى هذا الحد، ومع ذلك تفاجأ الجميع؟”.

تحول الانتباه

حسب المجلة الأمريكية، تسببت الصدمة الناتجة عن الهجوم وفشل أجهزة الاستخبارات في الولايات المتحدة وإسرائيل في رصد علامات الهجوم في مراجعة جماعية للذات في مقر الناتو.

وكان وزراء دفاع الناتو مجتمعين في بروكسل لبحث المساعدة في تسليح أوكرانيا وإبقاء السويد على مسار عضوية الناتو، لكن، حسب مسؤول عسكري من دول الشمال الأوروبي “تحول التركيز” من أوكرانيا إلى حرب إسرائيل وحماس.

الاعتماد على التكنولوجيا

بينما كان الناتو يحاول تعزيز صناعة الدفاع العابرة للأطلسي لإنتاج المزيد من الذخيرة والقنابل الذكية، وعزل نفسه عن المعلومات المضللة والهجمات السيبرانية الروسية، جاءت هجمات حماس، التي شملت اختراق الجدار الحدودي الإسرائيلي في 12 نقطة بسيارات مفخخة ودراجات نارية تحمل متفجرات، لتثير القلق بشأن الاعتماد المفرط على الذكاء الاصطناعي.

قوات إسرائيلية بجوار سيارة محترقة ومبنى منهار في سديروت بعد هجوم حماس

قوات إسرائيلية بجوار سيارة محترقة ومبنى منهار في سديروت بعد هجوم حماس

وفي هذا الشأن، تساءل مسؤول عسكري رفيع في الناتو: “كيف نوحد البشر والبرمجيات لخلق تأثير مضاعف مع عدم فقدان السيطرة على الموقف؟”.

وأشارت فورين بوليسي إلى أن الناتو يفعل كل ما في وسعه في مجال التكنولوجيا المتقدمة، عبر الاستفادة من الشركات الناشئة والقطاع الخاص لتعزيز قدراته في مجالات مثل الذكاء الاصطناعي، والحوسبة الكمية، والاستشعار والمراقبة.

لكن مثلما أظهر هجوم حماس المفاجئ على إسرائيل، تستطيع الحلول منخفضة التكنولوجيا إحباط الجيوش المتقدمة تكنولوجيًّا.

الدروس المستفادة

تستخدم حماس تكتيكات غير نظامية، مثل تحويل أنابيب المياه إلى صواريخ، وحفر الأنفاق، وشراء المسيّرات التجارية الجاهزة.

وفي هذا الإطار، قال مسؤول الناتو: “الكثير من التكنولوجيا التي يستخدمونها ليست جديدة أو مبتكرة، إنها الأشياء التي يمتلكها الناس في درج مطبخهم ويمكنهم شراؤها عبر الإنترنت”.

وفي حين أنه قد يكون من المبكر تعلم دروس من الحرب التي لا تزال في بدايتها، أشار رئيس اللجنة العسكرية للناتو، الأدميرال باور، إلى أنه سيتعين على المنظمات المعنية بخوض الحروب الاعتراف بأخطائها، وفق المجلة الأمريكية.

وقال: “نحن مستعدون دومًا لتحليل أدائنا، والسبب وراء ذلك هو أننا إذا فشلنا، سيموت الكثير من الأشخاص. ونحن مدينون للجنود القتلى والجرحى وعائلاتهم بدراسة ما حدث، ومعرفة لماذا لم يسير الأمر كما ينبغي، وكيف كان من الممكن تقديم أداء أفضل”.

ربما يعجبك أيضا