جهود دولية وأسلحة وتكتيكات جديدة.. متى يتخلص العراق من فلول «داعش»؟

عاطف عبداللطيف
داعش في العراق - أرشيفية

كتب – عاطف عبداللطيف

تزايدت تهديدات تنظيم داعش الإرهابي بقوة وأصبح خطرًا كبيرًا على المساعي المبذولة لاستقرار العراق أمنيًا وسياسيًا في المرحلة المقبلة وسط تحذيرات عراقية وخارجية من عودة التنظيم المتطرف الذي انتهت دولته المزعومة جغرافيًا قبل سنوات، ضربات تنظيم داعش ومخاطره على العراق لم تنل فقط من مقار وجنود التحالف الدولي بل شملت استهداف قوات الجيش العراقي والبيشمركة في أكثر من مكان بالمفخخات والقناصات، فيما تسلمت القوات الأمنية العراقية من التحالف الدولي، قبل ساعات، معدات عسكرية لمحاربة عناصر تنظيم (داعش) الإرهابية.

قبل أيام، دعت لجنة الأمن والدفاع النيابية العراقية؛ لزيادة الدعم المالي للدفاع الجوي، مؤكدة في الوقت ذاته سعي الحكومة لتزويد العراق بمنظومة دفاع جوي حديثة، يأتي هذا فيما تضمنت الموازنة المالية لعام 2021 تخصيصات لتزويد القوات المسلحة العراقية بأجهزة حديثة لمواكبة التطور الحاصل في جيوش العالم، كما أن أجرت اللجنة عدة لقاءات مع وزير الدفاع وقائد الدفاع الجوي بهذا الخصوص، مؤكدًا حرص وزير الدفاع على بناء منظومة دفاع جوي متكاملة.

وذكر التحالف الدولي في بيان أوردته فضائية (السومرية نيوز)، أمس، أن قيادة عمليات الجزيرة في قاعدة عين الأسد، سلمت القوات الأمنية العراقية ذخيرة وأسلحة تقدر بمليون و407 آلاف و938 دولارًا من قوات التحالف (قوة المهام المشتركة – عملية العزم الصلب).

وتستخدم تلك المعدات لدعم العراق في مهمته من أجل هزيمة داعش، وتأتي ضمن برنامج صندوق تمويل التدريب والتجهيز لمكافحة داعش، الذي تم تنفيذه منذ عام 2014 ويتم تمويله من خلال ميزانية وزارة الدفاع المخصصة لعملية “العزم الصلب”، كما أن البرنامج الذي تشرف على تنفيذه عملية “العزم الصلب”، يهدف إلى دعم الحكومة العراقية في المعركة ضد داعش، ورغم الجهود الكبيرة للتخلص من جيوب وفلول التنظيم المتطرف في العراق، إلا أن التنظيم الدموي لا يزال يشكل خطرًا كبيرًا على أرض الرافدين، والسؤال: متى يتخلص العراق من فلول داعش؟

أساليب جديدة

ومع تعرض المقار والمعدات وأفراد قوات التحالف في العراق وقوات الجيش والشرطة العراقي إلى ضربات إرهابية بأيادي فلول الدواعش، أكد الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة العراقية، اللواء يحيى رسول، يوم الجمعة الماضي، أن القوات الأمنية اتخذت أسلوبًا وتكتيكًا جديدين لضرب بقايا تنظيم “داعش”، فيما كشف عن توجيه جهاز مكافحة الإرهاب لضربات موجعة أطاحت بقيادات مهمة لدى عصابات داعش الإرهابية.

وقبل يوم واحد من تلك التصريحات، أعلن مصدر أمني عراقي، الخميس الماضي، عن استهداف رتل للدعم اللوجستي لقوات التحالف الدولي بعبوة ناسفة على الطريق الدولي السريع في الأنبار، أسفر الهجوم عن إلحاق أضرار بإحدى مركبات الرتل.

وقال اللواء رسول بحسب وكالة الأنباء العراقية (واع): إنه “استنادًا إلى توجيهات القائد العام للقوات المسلحة، مصطفى الكاظمي، ومن خلال العمليات النوعية الاستباقية، والعمل باستراتيجية لضرب بقايا داعش الإرهابية، ومن خلال قيادة العمليات المشتركة، تم توجيه ضربات دقيقة للخلايا والفلول التابعة لداعش”.

وأضاف: “تم إطلاق عدة عمليات في قواطع مختلفة منها صلاح الدين ونينوى وقيادة عمليات الأنبار”، مبينًا أن “العمليات النوعية اشتركت فيها قطعات الجيش ووزارة الدخلية والحشد الشعبي، وتتم بإسناد من قبل الغطاء الجوي العراقي”. كما كشف عن أن “جهاز مكافحة الإرهاب قدم عمليات نوعية ضد الإرهابيين، ووجه ضربات موجعة أسفرت عن مقتل وإلقاء القبض على قيادات وعناصر مهمة لداعش الإرهابية”، موضحًا أن “هناك توحيدًا للجهد الاستخباراتي والذي تحقق من خلال استئصال هذه الخلايا وضبط مواقع عصابات داعش الإرهابية والدعم اللوجستي لها”.

توجيهات مستمرة

وإمعانًا في التصدي الجاد لفلول داعش في العراق واستئصال شأفة التنظيم التكفيري، أعلنت الحكومة العراقية أنها بصدد التعاقد- خلال الأشهر القليلة المقبلة- مع شركات مهمة لتزويد العراق بمنظومة حديثة للدفاع الجوي المتكامل، التعاقد من اختصاص وزارة الدفاع حصرًا، ومن خلال دائرة التجهيز والتسليح في الوزارة، وأن لجنة الأمن والدفاع النيابية ستراقب كافة العقود التي تبرمها وزارة الدفاع.

ومطلع الشهر الجاري، أصدر رئيس مجلس الوزراء العراقي القائد العام للقوات المسلحة، مصطفى الكاظمي، توجيهات عدة للقوات الأمنية تأتي في مقدمتها تنشيط الجهد الاستخباري والأمني وأيضًا تفعيل العمليات الاستباقية لمواجهة تحركات عصابات داعش الإرهابية وتجفيف منابعها وتدمير حواضنها، جاء ذلك خلال ترأس الكاظمي اجتماعًا أمنيًا موسعًا ضم قيادات الأجهزة الأمنية الاتحادية والبشمركة، بحضور وزراء الداخلية والدفاع والمالية.

بحث اللقاء تطورات الأحداث الأمنية، التي شهدها العراق الفترة الماضية، ومناقشة الخطط الأمنية لمواجهة الخروقات الأمنية والحد منها، وبسط الأمن والاستقرار، كما تناول الاجتماع التنسيق بين مختلف القوات الأمنية الاتحادية وقوات البشمركة، وخصوصًا في المناطق ذات المسؤولية المشتركة.

الشرطة العراقية

عمليات داعش الإرهابية واستهدافاته ألقت بظلالها القاتمة على مستقبل المشهد العراقي الأمني والسياسي، بعد أن سجل التنظيم المتطرف عددًا من العمليات الإرهابية الكثيفة منذ مطلع العام الجاري، نالت غالبيتها من رجال الشرطة العراقية، وكشف إحصاء جديد أن أفراد جهاز الشرطة أكثر الأجهزة الأمنية ضعفًا وتعرضًا للاستهداف.

ومنذ بداية العام الجاري، قتل 23 شرطيًا عراقيًا، وتتراوح عمليات استهداف عناصر الشرطة في العراق بين عمليات إطلاق نار بشكل مباشر، وسيارات مفخخة، وعمليات انتحارية، وعمليات إعدام على أيدي جماعات إرهابية، بدوره، قال موقع “The Conversation” الأسترالي: إن أفراد الشرطة في العراق يقتلون وهم يراقبون الأوضاع الأمنية في نقاط التفتيش أو أثناء القيام بدوريات في الشوارع أو عند محاولتهم حماية البلدات والقرى من الهجمات، وخلال تفكيك القنابل والسيارات المفخخة.

وأضاف التقرير أن “الجهات التي تستهدف قوات الشرطة العراقية تنحصر إجمالًا في المقاتلين غير النظاميين مثل الإرهابيين وعناصر العصابات والمتمردين، وهذه جماعات تستهدف مراكز السلطة ورموزها مثل المسؤولين الحكوميين”.

ربما يعجبك أيضا