جواسيس إيرانيون يخترقون الحكومة الأمريكية.. كيف حدث هذا؟

شروق صبري
جو بايدن والزعيم الإيراني خامنئي

التسريبات التي نشرتها طهران تشكل خرقًا أمنيًا كبيرًا للحكومة الأمريكية.. فهل ينجح الجمهوريون في كشف مصدرها؟


كشف موقع واشنطن فري بيكون عن أن النظام الإيراني نجح في اختراق الإدارة الأمريكية، والوصول إلى معلومات حساسة للحكومة.

ونقل الموقع عن تحالف من المشرعين الجمهوريين، الذين يحققون في الاختراق، أن إيران أظهرت في الأشهر الماضية أن لديها إمكانية الوصول إلى رسائل البريد الإلكتروني أو الخوادم الحكومية الأمريكية، المقيدة التابعة لوزارة الخارجية.

تسريبات إيرانية

أشار، واشنطن فري بيكون، في تقرير نشره يوم أمس الأربعاء 27 سبتمبر 2023، إلى أن سلسلة التسريبات ظهرت في وسائل الإعلام الإيرانية، التي تسيطر عليها الدولة، معتبرًا أن ذلك يشكل خرقًا أمنيًّا كبيرًا للحكومة الأمريكية من خصم أجنبي، وتشير إلى وجود جاسوس داخل إدارة الرئيس جو بايدن.

وتتولى لجنة الدراسة الجمهورية التحقيق، وهي أكبر تجمع جمهوري في الكونجرس، ومكونة من النائب الجمهورى عن ولاية كارولينا الجنوبية، كيفن هيرن، والجمهوري من ولاية ساوث كارولينا، جو ويلسون، والسناتور الجمهوري من ولاية تينيسي، بيل هاجرتي، وقد تُجبر إدارة بايدن على الاعتراف بأن إيران اخترقت شبكات أمريكية حساسة.

مبادرة خبراء إيران

جاءت التحقيقات في أعقاب تقرير صادم نشره موقع سيمافور الأمريكي، يوم أول أمس الثلاثاء، يعرض تفاصيل شبكة دعاية واسعة مرتبطة بالنظام الإيراني.

ويُزعم أن هذه الشبكة، المعروفة باسم “مبادرة خبراء إيران”، تضم المسؤول الكبير بوزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون)، أريان طباطبائي، فضلاً عن أكاديميين خارجيين مؤثرين آخرين قدموا تقاريرهم لوزارة الخارجية الإيرانية وساعدوا في دفع نقاط حوار طهران مع صانعي السياسة الأمريكيين.

ومن بين الأشخاص الذين حدّدهم التقرير على أنهم أعضاء بالشبكة، التي تديرها الحكومة الإيرانية، مساعدون سابقون للمبعوث الأمريكي إلى إيران، روبرت مالي، الذي أوقف عن منصبه في يوليو 2023، بزعم سوء التعامل مع معلومات سرية.

وثائق أمريكية حساسة

في أغسطس، عندما أصبحت أخبار تعليق مالي علنية، نشرت صحيفة “طهران تايمز”، التي يسيطر عليها النظام، تقارير تحتوي على ما بدا أنها وثائق حكومية أمريكية حساسة، من بينها رسالة داخلية حساسة ولكن غير سرية لوزارة الخارجية، تزعم أنها توضح السبب وراء تعليق مالي، وتشير إلى إلغاء التصريح الأمني الخاص به.

وبعد شهر واحد فقط، نشرت الصحيفة تسجيلًا صوتيًّا لمنسق مجلس الأمن القومي للشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بريت ماكجورك، يناقش في اجتماع خاص ما وصفته رسالة المشرعين بـ”خيارات الأمن القومي تجاه إيران”. وكتب المشرعون أن كلا التسريبين يحملان بصمات عملية استخباراتية إيرانية.

تسريبات إيرانية

أشار التسريبان إلى أن إلى أن جهاز الاستخبارات الإيراني تمكن بطريقة ما من الوصول لرسائل البريد الإلكتروني لوزارة الخارجية الأمريكية، ويتحكم في الوصول إلى هذه الشبكات من كثب، ما يعني أن طهران إما اخترقت النظام أو أن المعلومات مررها مصدر بشري، ما قد يشير إلى أن موظفي الحكومة الأمريكية سربوا وثائق مقيدة وحساسة، وأي من الاحتمالين مثير للقلق الشديد.

وأعرب المشرعون عن غضبهم من إدارة بايدن، لتجاهلها التحقيقات المتكررة في الكونجرس بشأن الظروف التي أدت إلى تعليق التصريح الأمني للمبعوث الخاص لإيران، ويقولون إن أعضاء الكونجرس حصلوا على معلومات من صفحات صحيفة طهران تايمز أكثر مما حصلوا عليه من إحاطات الحكومة الأمريكية.

الرئيس الأمريكي جو بايدن

الرئيس الأمريكي جو بايدن

وثائق حساسة

قال السناتور الجمهوري، هاجرتي، لموقع واشنطن فري بيكون: “من المثير للصدمة أن صحيفة طهران تايمز، الذراع الدعائية للنظام الذي يرعى الإرهاب، حصلت بطريقة أو بأخرى على وثائق داخلية حساسة لوزارة الخارجية بشأن تعليق التصريح الأمني للمبعوث الخاص روب مالي”.

وأضاف “يجب على إدارة بايدن أن تشرح كيف حدث ذلك، خاصة بعد التقارير الإخبارية الأخيرة بشأن تورط مسؤولي الإدارة الحالية والمقربين منهم مباشرة في ما يسمى بمبادرة خبراء إيران، وهي شبكة نفوذ أجنبي يديرها النظام الإيراني وتعمل في الولايات المتحدة”.

وطلب هاجرتي وزملاؤه من البيت الأبيض أن يشرح ما إذا تمكن مالي من الوصول إلى أي من الوثائق والمعلومات الحساسة، التي وصلت إلى صحيفة طهران تايمز، وهو الكشف الذي قد يوفر بعض الوضوح بشأن سبب إيقاف الدبلوماسي عن وظيفته.

علاقة إيران بمسؤولي إدارة بايدن

يريد المشرعون أيضًا معرفة ما إذا كان عدد من محللي إيران غير الحكوميين المرتبطين بـ”مالي” متورطين في سلسلة تسريبات الوثائق الأمريكية، التي نشرها الإعلام الإيراني.

وقال النائب الجمهوري عن ولاية كارولاينا الجنوبية، جو ويلسون: “من المثير للقلق أن النظام في إيران يعرف المزيد عن القضايا الخاصة بروب مالي أكثر من الكونجرس، لذلك من الضروري أن تشرح الإدارة للكونجرس ما يجري، خاصة في ضوء التقارير التي وردت بالأمس بشأن علاقة إيران الحميمة مع عدد من مسؤولي إدارة بايدن”.

أقرأ أيضًا: واشنطن تفرض عقوبات على شبكة دعم برنامج المسيرات الإيراني

أقرأ أيضًا: انفجارات «خرم آباد».. هل تلقت إيران صفعة إسرائيلية؟

ربما يعجبك أيضا