جوانتانامو “سيئ السمعة”.. هل تخفي الألوان وحشية السجان؟

هدى اسماعيل

هدى إسماعيل

على مدار السنوات الأخيرة كان سجن “جوانتانامو” مرتبطا بكل ما هو وحشي وغير إنساني فهو صاحب السمعة السيئة الأشهر في العالم فهنا يقبع المئات من عناصر القاعدة ومتهمون آخرون بالإرهاب، داخل المعتقل الموجود بالقاعدة البحرية الأمريكية بالطرف الجنوبي الشرقي لكوبا، منذ أكثر من 10 سنوات.

أوباما وترامب

بمجرد توليه السلطة وقع “أوباما” على  قرار لإغلاق معتقل خليج “جوانتانامو”، وهو الوعد الأول الذي قطعه على نفسه بمجرد فوزه برئاسة أمريكا، حيث أعلنها صراحة: “من المهم ألا تورث هذه المشكلة لخليفته، فإبقاء هذه المنشأة مفتوحة يناقض كل قيمنا، ويقوض سمعتنا في العالم إذ ينظر إليه كوصمة عار تلطخ سجلنا في الإصرار على الالتزام بأعلى المعايير فيما يخص حكم القانون”.

لنجد “ترامب” بعد توليه الحكم يهاجم قرار” أوباما”، بإغلاق سجن “جوانتانامو” وذلك بالرغم من أن القرار لم يتمكن أوباما من تنفيذه”.

ليكن الفيصل في الأمر ما قام به “ترامب ” منذ عدة أيام بتوقيع أمراً تنفيذيا جديداً، لإبقاء مركز الاعتقال في خليج جوانتانامو بكوبا مفتوحا، مع وجود فرص لإرسال سجناء جدد إذا تطلب الأمر”.

يقول ترامب: “أطلب من الكونجرس أن يضمن لنا في المعركة ضد تنظيم داعش والقاعدة أن نحافظ على كل القوة اللازمة لاحتجاز الإرهابيين أينما كنا نطاردهم وأينما وجدناهم، وفي كثير من الحالات بالنسبة لهم سيكون خليج جوانتانامو بانتظارهم، أن الولايات المتحدة قد تنقل معتقلين اضافيين إلى خليج جوانتانامو عندما يكون ذلك شرعيا وضروريا لحماية الأمة”.

ووصف ترامب أمر عمليات الاعتقال في المنشأة بأنه “قانوني، وآمن، وإنساني”، علما بأنه ما زال هناك 41 سجيناً في المنشأة الواقعة بجزيرة كوبا.

سجن بالألوان

ذكرت صحيفة “ميرور” البريطانية، التي أوردت تقريرًا لمراسلها الذي زار “جوانتانامو” مؤخرًا،عن قسوة الحياة في ذلك المعتقل الضخم، قبل أن ترضخ الحكومة الأمريكية لضغوط منظمات حقوق الإنسان، وتحدث تغييرًا هائلًا في التعامل مع من تصفهم بأكثر الإرهابيين خطرًا بالعالم، وتوفر لهم وسائل الراحة.

 فالآن يتمتع معتقلو “جوانتانامو” بأجهزة تليفزيون توفر عشرات المحطات، إضافة إلى الحصول على طعام طازج، والتحدث مع أسرهم مرة كل شهر عبر “سكايب، بالإضافة إلى وجود مكتبة ضخمة توفر لهم الآلاف من الكتب بالعربية، وكتب مترجمة عن لغات أخرى.

ونقلت الصحيفة عن العقيد “ستيفن كابافيكس” رئيس حراس السجن قوله: إن “هؤلاء الرجال أصبحوا مطيعين جدًا؛ لأنهم يدركون في حال إثارة المشاكل فإنهم سيحرمون من كثير من التسهيلات المتوفرة لهم داخل المعتقل، فحتى الآن هم هادئون، ونحن بدورنا نعتني بهم جيدًا وبطريقة إنسانية وقانونية”.

وأفاد “كابافيكس” بأن السجناء الذين لا يثيرون المشاكل تتوفر لهم ورش العمل والتعليم، والمشاركة في مجموعات ترفيهية ولعب الكرة، والدخول إلى المكتبة الضخمة التي تحتوي على أكثر من 34 ألف كتاب ومجلة، بالإضافة إلى العاب إلكترونية ومشغلات صوتيات وأجهزة بلاي ستايشن، وتسهيلات كثيرة أخرى”.

وذكرت صحيفة “ميرور”، في البداية أثار معتقل “جوانتانامو” استياء الكثير من منظمات حقوق الإنسان، إذ إنه عكس وحشية الأمريكيين، لكن الأمور تغيرت كثيرًا بعد ذلك، وأصبحت الظروف الآن جيدة، بعكس الظروف التي عانوا منها في الأعوام الماضية، إذ أن كل جناح في المعتقل البالغة تكلفته 2900 مليون دولار، مزود بشاشة تلفزيون عملاقة، وبإمكان المعتقلين الاختيار”.

وأوضحت الصحيفة “أن السجن يوفر للمعتقلين الاختيار بين 7 وجبات يوميًا، يتم إعدادها من قبل طهاة محترفين وتتضمن وجبات الخضراوات واللحم والسمك والألياف، والكباب مع الأرز والخبز والتبولة والسلطة وعصير التفاح، مع الإشارة إلى أن جميع اللحوم مذبوحة طبقا للشريعة الإسلامية”.

ربما يعجبك أيضا