«حارس الازدهار».. مبادرة أمريكية لمواجهة تهديدات الحوثي في البحر الأحمر

كشفت الولايات المتحدة النقاب عن إرسال قوة بحرية متعددة الجنسيات لحماية السفن التجارية في البحر الأحمر، من تهديدات مليشيات الحوثي في اليمن.

وحسب صحيفة “وول ستريت جورنال”، الاثنين 18 ديسمبر 2023، فقد أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) أنها تؤسس عملية أمنية تهدف إلى حماية حركة الملاحة البحرية من هجمات مليشيات الحوثي في اليمن.

«حارس الازدهار»

بحسب الصحيفة الأمريكية، سيُطلق على هذه العملية “حارس الازدهار”، وستضم بريطانيا، والبحرين، وفرنسا، والنرويج، ودولًا أخرى، وقال وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، خلال زيارته لتل أبيب، الاثنين: “هذه مشكلة دولية، وتستحق ردًا دوليًا”.

وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن

وفي الأيام الأخيرة، بدأ الكثير من شركات الشحن البحري الكبرى، ومنتجي النفط، وغيرهم من أصحاب البضائع، تحويل خط سير سفنهم بعيدا عن المنطقة، ما أدى إلى ارتفاع أسعار النفط ورسوم التأمين.

تجنب البحر الأحمر

كان عملاق النفط “بريتش بيتروليوم” (بي بي) آخر شركة توقف ناقلاتها عن الإبحار عبر البحر الأحمر، وكذلك قرر العديد من شركات الشحن الكبرى على مستوى العالم، مثل ميرسك، وهاباج لويد، و”إم إس سي”، و”سي إم ايه – سي جي أم”، تحويل مسار بعض سفنهم.

وحسب “وول ستريت جورنال”، أصدرت تحالفات الشحن الـ3 الكبرى، التي تتكون من أكبر 10 شركات شحن بالعالم، إشعارًا “معلقًا” بشأن طرق البحر الأحمر، ما يعني أنه يُطلب من السفن أن تنحرف أو تحول مسارها حسب كل حالة على حدة.

سفينة نرويجية في البحر الأحمر استهدفها الحوثيون

تداعيات اقتصادية

لم تقطع حرب إسرائيل وحماس، حتى الآن، التدفقات العالمية للنفط والبضائع، بخلاف وقف كميات صغيرة تُشحن من إسرائيل وإليها، وبعد انسحاب “بي بي”، أعرب التجار والوسطاء عن قلقهم من أن الشركات الأخرى قد تحذو حذوها.

وبالنسبة للاقتصاد العالمي، سيضاعف تعطل الشحن في الشرق الأوسط التباطؤ في عبور قناة بنما بسبب انخفاض مستويات المياه، حسب الصحيفة الأمريكية.

أسعار النفط

أشار مدير الأبحاث بشركة “إي إيه جيبسون”، ريتشارد ماثيوز، إلى أنه إذا أصبح البحر الأحمر منطقة محظورة لمعظم الناقلات، سيعيد هذا رسم سوق النفط العالمية للمرة الثانية في عامين، بعد الحرب الروسية الأوكرانية والعقوبات التي أجبرت روسيا على إيجاد أسواق جديدة لنفطها.

وفي تصريحات ل”وول ستريت جورنال”، لفت إلى أن هذا قد يرفع أسعار النفط ورسوم الناقلات، و”سيتسبب في الفوضى، وسيرتفع ثمن كل شيء”. وحتى صباح أمس الاثنين، قال ماثيوز، إن معظم شركات الناقلات كانت لا تزال راغبة في إرسال سفنها عبر مضيق باب المندب، لمنع الارتفاع في الأسعار.

خريطة توضح موقع مضيق باب المندب

المنتجات الأكثر تأثرًا

قال تجار النفط إن الانخفاض الكبير في عدد الناقلات التي تُبحر عبر البحر الأحمر سيؤثر في سوق المنتجات المكررة، مثل الديزل والبنزين، أكثر من سوق الخام. هذا لأن أوروبا تستورد الوقود المكرر بكميات ضخمة من الشرق الأوسط والهند، منذ أن أوقفت معظم شحناتها من روسيا.

وفي الوقت نفسه، النفط الخام والوقود الروسي، الذي كانت تشتريه مصافي التكرير في أوروبا، يُبحر الآن عبر البحر الأحمر إلى مشترين في الهند، والصين، وغيرها من الأسواق الآسيوية الأسرع نموًا، حسب وول ستريت جورنال.