حديقة الأخطبوطات.. موقع غامض في المحيط الهادئ يجذب الآلاف منها

بسام عباس
حديقة الأخطبوطات

تمكن فريق من مراقبة حديقة الأخطبوطات بتفاصيل هائلة ما ساعد على اكتشاف سبب تجمع الكثير منها في أعماق البحار.


تعد أعماق البحار إحدى أكثر البيئات تحديًا على وجه الأرض، ومع ذلك طورت الحيوانات البحرية أساليب للتعامل مع شدة البرودة والظلام والضغط.

وفي جبل ديفيدسون البحري، قبالة سواحل كاليفورنيا، يكمن عالم من العجائب في قاع المحيط، بجوار الدفء المتسرب من البركان القريب، حيث تتجمع الآلاف من الأخطبوطات “اللؤلؤية” للتزاوج ورعاية بيضها حتى يفقس.

مستوطنة في أعماق البحار

حسب تقرير نشره موقع ساينس أليرت العلمي، اليوم الخميس 24 أغسطس 2023، اكتشف فريق بحث أمريكي من معهد أبحاث خليج مونتيري للأحياء المائية (MBARI)، سر انجذاب الأخطبوط لهذا المكان المميز، وقال الدفء المنبعث من البركان يسرع نمو البيض، ما يزيد من احتمالات البقاء على قيد الحياة.

وقال عالم البحار الأمريكي وقائد فريق البحث، جيمس باري: “بفضل التكنولوجيا البحرية المتقدمة للمعهد وشراكته مع باحثين محليين آخرين، تمكن الفريق من مراقبة حديقة الأخطبوطات بتفاصيل هائلة، ما ساعد على اكتشاف سبب تجمع الكثير من الأخطبوطات التي تعيش في أعماق البحار”.

وأضاف: “هذه النتائج يمكن أن تساعدنا في فهم وحماية الموائل الفريدة الأخرى في أعماق البحار من تأثيرات المناخ والتهديدات الأخرى”، لافتًا إلى أن حديقة الأخطبوط، كما أصبحت معروفة، تقع في موقع غريب بالنسبة إلى فسيولوجيا الأخطبوط.

مدة طويلة

أوضح موقع ساينس أليرت العلمي أن حديقة الأخطبوطات تقع على عمق 3200 متر تحت سطح المحيط، وأحصى الباحثون 4707 أنثى تعشش على مساحة 25 ألف متر مربع في وسط الموقع، وقدروا ما يصل إلى 20 ألف أخطبوط، من الذكور والإناث، في الموقع كله.

davidson seamount

وأضاف الموقع أن الأخطبوطات من ذوات الدم البارد، وذكر أن متوسط ​​درجة الحرارة المحيطة في هاوية جبل ديفيدسون البحري حوالي 1.6 درجة مئوية، ما يبطئ عملية التمثيل الغذائي. ومن المتوقع أن يستغرق بيض “الأخطبوطات اللؤلؤية”، التي أخذت اسمها بسبب لمعانها البراق، مدة طويلة من 5 إلى 8 سنوات حتى تفقس.

اقرأ أيضًا: دراسة: الأخطبوط ينام ويحلم مثل الإنسان

نظام حراري مائي غير معروف

قال ساينس أليرت إن الباحثين أجروا 14 عملية غوص باستخدام مركبة تعمل عن بعد، ودرسوا ووثقوا عددًا كبيرًا من الأخطبوطات، ولاحظوا السمات المميزة، مثل الندوب، بالإضافة إلى المواقع التي اختارت أمهات الأخطبوطات أن تتجمع فيها وتضع بيضها.

وأضاف أن المكان يمتزج فيه الماء الدافئ مع الماء البارد، ما يشير إلى وجود نظام حراري مائي غير معروف، لافتًا إلى أن الأخطبوطات تميل إلى التجمع في الشقوق، حيث ينبعث منها الدفء من أسفل قاع البحر، ما يؤدي إلى تسخين المياه إلى نحو 11 درجة مئوية.

فوائد الدفء

وجد الفريق أن دفء المكان كان ملائمًا أكثر لعملية التمثيل الغذائي للأخطبوط وحضانة البيض، ووجد أيضًا أن فترة حضانة الأخطبوطات اللؤلؤية اختصرت إلى نحو 21 شهرًا، وأدى الدفء إلى تسريع نمو الأجنة وعملية التمثيل الغذائي للأمهات.

pearl octopuses crevice

وأشار الموقع إلى أن الدفء لم يكن شرطًا أساسيًّا لعيش الأخطبوطات، ولكنه كان مفيدًا لتسريع فقس البيض، ففترة الحضانة الأقصر تقلل بقدر كبير من فرصة التعرض لافتراس الحيوانات الأخرى، ما يزيد من فرص بقائها على قيد الحياة على المدى الطويل.

اقرأ أيضًا: استزراع الأخطبوط.. تحديات أخلاقية وبيئية ومساعٍ لتلبية الطلب المتزايد

ربما يعجبك أيضا