حركة حماس على قائمة الحظر البريطانية.. ماذا بعد؟

جاسم محمد

رؤية ـ جاسم محمد  

إن قرار بريطانيا يوم 15 نوفمبر 2021 بوضع حركة حماس بأكملها على قائمة الحظر، يعتبر بمثابة ضربة كبيرة للجماعة الإسلاموية والإسلام السياسي في بريطانيا ، القرار جاء ضمن تشديد بريطانيا سياساتها الأمنية ورفع حالة التأهب. 

سبق أن حظرت المملكة المتحدة الجناح العسكري لحركة كتائب عز الدين القسام – في عام 2001، لكن القيادة السياسية لحركة حماس ظلت بعيدة عن تلك الإجراءات.  القرار الذي اتخذته الداخلية البريطانية وصف بأنه يدرج تحت قانون الإرهاب لعام 2000 ، حيث يجوز لوزير الداخلية أن يحظر منظمة إذا اعتقدت أنها  متورطة بعمليات إرهابية. 

حظرت بريطانيا، حظر 78  كيان تعمل على أراضيها  والآن تعتبر حركة حماس واحدة من هذه المجموعات المحظورة وربما قرار وزارة الداخلية هذا، هو ثالث قرار للوزارة خلال هذا العام 2021. القوانين البريطانية تفرض عقوبات ، قد يواجه أنصار المجموعة اربعة عشر عامًا في السجن في المملكة المتحدة إذا أدينوا. وتشمل المخالفات رفع علم حماس ، وترتيب لقاءات لها ، أو ارتداء ملابس تدعم حماس .  وتقول وزيرة الداخلية البريطانية إن حماس تمتلك قدرة ة كبيرة ، بالوصول إلى أسلحة واسعة ومتطورة ، فضلاً عن “بنى” تحتية لتدريب الجماعات المتطرفة. 

وقالت باتيل، وزيرة الداخلية البريطانية، إن إضفاء الشرعية على الجناح السياسي لحركة حماس “يخلق تمييزًا مصطنعًا بين أجزاء مختلفة من المنظمة – ومن الصواب أن يتم تحديث القائمة ” وأضافت بريتي باتيل ، ، للصحفيين يوم 19 نوفمبر 2021 في واشنطن العاصمة : “لقد اتخذنا وجهة نظر مفادها أنه لم يعد بإمكاننا فصل نوع الجانب العسكري والسياسي.” وهذا يستند إلى مجموعة واسعة من المعلومات الاستخبارية والمعلومات يرتبط أيضًا بالإرهاب”. 

رفض حركة حماس 

وردت حماس بيان لها، عبّرت “حركة حماس” عن أسفها الشديد للقرار، مضيفة أن بريطانيا “بدل الاعتذار وتصحيح خطيئتها التاريخية بحق الفلسطينيين، سواء في وعد بلفور المشؤوم، أو الانتداب البريطاني الذي سلّم الأرض الفلسطينية للحركة الصهيونية، تناصر المعتدين على حساب الضحايا”. وأوضحت أن “الاحتلال هو الإرهاب، ومقاومته هي حق مكفول للشعوب تحت الاحتلال في القانون الدولي بكل الوسائل المتاحة، بما فيها المقاومة المسلحة” وتقول حماس إن القرار يظهر انحيازاً لإسرائيل.  

في المقابل ، رحب رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت بقرار “إعلان حماس منظمة إرهابية في مجملها ” ووصف يائير لابيد ، وزير خارجية إسرائيل ، القرار بأنه نتيجة “جهود مشتركة” في العلاقات الثنائية بين البلدين. ”  

جيريمي كوربين الزعيم السابق لحزب العمال البريطاني في موقف حرج 

لقد أصبح جيريمي كوربين،الزعيم السابق لحزب العمال البريطاني في موقف حرج فمن تداعيات الحظر أن جيريمي كوربين الزعيم السابق لحزب العمل ممكن أن يواجه السجن لمدة عشر سنوات إذا التقى” بأصدقائه “من حماس مرة أخرى بموجب إجراءات جديدة لمعاملة مؤيدي الحركة الفلسطينية على أنهم على قائمة الحظر. يذكر أن كوربين ، الذي جُرد من عضويته في حزب العمل البرلماني وهو الآن عضو برلماني مستقل ،  قد وصف حركة  حماس  عام 2009 بأنها حركة صديقة .  

ويقول رئيس MI5  في أعقاب حظر حركة حماس بالكامل، إنه تم إحباط 31 عملية إرهابية في مراحلها الأخيرة في المملكة المتحدة في السنوات الأربع الماضية. وأضاف المدير العام كين ماكالوم ، الذي كشف في أكتوبر 2021 عن وقوع 27 هجومًا تم إحباطها منذ عام 2017 ، إن هناك ستة هجمات خلال الوباء. ويعتقد كين ماكالوم، أن حظرمنظمة الإرهاب يمكن أن تدعم الأنشطة مكافحة الإرهاب والتطرف. 

النتائج 

ـ مازالت بريطانيا حتى الآن تعيش حالة تأهب قصوى، في مواجهة العمليات الإرهابية، خاصة “الذئاب المنفردة” والتي لم تتمكن من الحد منها، رغم ما وضعته بريطانية من جملة إجراءات وقوانين أو تدابير في مكافحة الإرهاب. يأتي القرار البريطاني، بالتزامن مع حالة التاهب الأمني والهجمات التي تتعرض لها، وهذا ما يرجح دوافع أقدام بريطانيا على اتخاذ هذا القرار. 

ـ تداخل ملف الهجرة مع التطرف والإرهاب، ليصبح مصدر قلق إلى الاستخبارات والحكومة البريطانية، هذا الملف أصبح متقدما على جدول أعمال الحكومات الأوروبية ومنها بريطانية، وهو ايضا بات مرتبطا بتهريب البشر والجريمة المنظمة. 

ـ تحتاج بريطانيا أن تفضل مابين حماس والإخوان، أي إن تحصل على الشواهد بفصل حركة حماس عن جماعة الإخوان، غير ذلك ينبغي على بريطانيا إدراج الإخوان طالما وضعت حركة حماس على قائمة الحظر، وهذا ما يثير التكهنات وربما من المستبعد أن تقوم بريطانيا في هذه الخطوة. 

ـ إن وضع حركة حماس على قائمة الحظر، من شأنه أن يعقد تواصل بريطانيا، مع حركة حماس ـ الطرف السياسي، في ملف “القضية الفلسطينية”، وكيف سيكون موقف بريطانيا من الحكومات والسلطة الفلسطينية، التي تحتاج إلى تعاملات مع حركة حماس، ماذا عن اتصالات دول أخرى بحركة حماس؟ هل ستخضع تلك الدول للعقوبات البريطانية؟ موضوع معقد يحتاج توضيحات قانونية. برغم أن القرار بريطاني، لكنه لم يكن بعيدا عن العلاقات الثنائية مابين أسرائيل وبريطانيا. القرار من شأنه يعقد علاقات الحكومات والعلاقات الدولية مع الفلسطينيين، وهنا يتطلب الفرز مابين الجناح السياسي والعسكري لحركة حماس. قد يُعتبر إدراج حماس على قائمة الحظر قراراً غير مكتمل، هناك حاجة للكشف عن العلاقة بين الإخوان المسلمين في بريطانيا ومنظمة حماس ، وهذا يثير الكثير من التكهنات حول موقف الحكومة البريطانية من الإخوان المسلمين ، فلماذا لم تتم مراجعة ملف الإخوان في بريطانيا منذ 2015 وحتى الآن.  

ما تحتاجه الحكومة البريطانية هو معرفة العلاقات الإدارية بين حماس والإخوان ، ويمكن التعرف على العلاقة أكثر من خلال المنظمات والجمعيات والتبرعات المالية والإغاثة الإسلامية المشتركة بين حماس و الإخوان. 

ربما يعجبك أيضا