حسابات شائكة وعزلة دولية.. عوائق تعقّد رد إسرائيل على إيران

تعرف على سيناريوهات الرد الإسرائيلي على إيران

محمد النحاس
حسابات شائكة وعزلة دولية.. عوائق تعقّد رد إسرائيل على إيران

تواجه إسرائيل مجموعة من الحسابات السياسية المعقدة؛ فهي تقاتل بالفعل على ثلاث جبهات: في غزة ضد الفصائل الفلسطينية، وعلى حدودها الشمالية مع حزب الله، فضلًا عن محاولة قمع الاضطرابات المتزايدة في الضفة الغربية.


ترغب إسرائيل في الانتقام بعد الضربة الإيرانية التي شملت إطلاق وابلًا من المسيرات والصواريخ في هجوم هو الأول من نوعه.

لكن تواجه إسرائيل معضلة مُعقدّة تتمثل في إيجاد وسيلة للانتقام مع تجنب المزيد من التصعيد، وتسعى للحفاظ على الشراكة التي ساعدت على صد الهجوم وألا يُعرقل الرد أهداف الحرب على غزة، غير أنّ إيران تعهدت من جانبها أن أي هجوم إسرائيلي سيتبعه انتقام أقسى.

إسرائيل تدرس كيفية الرد

اجتمع مجلس الحرب الإسرائيلي، اليوم الاثنين 15 إبريل 2024، لمناقشة كيفية وموعد الرد على الهجوم الإيراني، وقالت طهران من جانبها إنّ هجومها جاء ردًا على الضربة الإسرائيلية على قنصلية إيران في دمشق والتي أدت لمقتل 7 أفراد من فيلق القدس الإيراني التابع للحرس الثوري بينهم 2 من القادة البارزين.

وبحسب ما نقلت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، قال السفير الإسرائيلي السابق لدى الولايات المتحدة، مايكل أورين: “النقطة المهمة هي الرد بذكاء، وبطريقة لا تؤدي إلى تقويض فرصة التعاون الإقليمي والدولي التي أنشأناها”.

تزايد العزلة

وجراء سلوكها العدواني تواجه إسرائيل عزلة دولية متزايدة وتخاطر بتبديد الدعم الغربي لها ويرى البعض داخل العواصم الحليفة لتل أبيب أنها باتت عبئًا عليهم.

وبالإضافة إلى الحرب الوحشية على غزة، والمجاعة التي يتجه إليها القطاع بسبب تضييق الاحتلال على وصول المساعدات الإنسانية، واستهداف عمال الإغاثة من منظمة “المطبخ المركزي العالمي”، لم تقف إسرائيل عند هذا الحد، حيث جاءت أخيرًا حادثة استهداف القنصلية الإيرانية في سوريا التي مثلت انتهاكاً لكافة الأعراف والقوانين الدولية، وهددت بزيادة التصعيد في المنطقة والانخراط في مسار قد يؤدي إلى لحرب واسعة النطاق.

حسابات معقدة وجبهات متعددة

تواجه إسرائيل مجموعة من الحسابات السياسية المعقدة؛ فهي تقاتل بالفعل على ثلاث جبهات: في غزة ضد الفصائل الفلسطينية، وعلى حدودها الشمالية مع حزب الله، فضلاً عن محاولة قمع الاضطرابات المتزايدة في الضفة الغربية.

وناهيك عما سلف، فإن إسرائيل تريد استعادة الردع في التعامل مع إيران، ووفق تقرير وول ستريت جورنال، يتعين على صناع القرار الإسرائيليين أن يوازنوا بين إظهار القوة والحفاظ على التحالفات الاستراتيجية ضد إيران.

من جانبه، حث الرئيس الأمريكي جو بايدن، إسرائيل على عدم الرد عسكريًّا على الهجوم الإيراني غير المسبوق. ويرغب حلفاء إسرائيل في تشكيل جبهة دبلوماسية موحدة في مسعى لمنع الموقف من التصاعد إلى حرب مفتوحة واسعة النطاق، والتي قد تنتشر كالنار في الهشيم وتُورّط الولايات المتحدة.

سيناريوهات الرد الإسرائيلي

حسب الصحيفة الأمريكية، يعتقد محللون أمنيون إسرائيليون أن لدى إسرائيل مجموعة من الخيارات التي قد تُمثل انتقامًا دون أن تؤول إلى تصعيد كبير. وتشمل الخيارات الهجمات الإلكترونية واستهداف البنية التحتية للنفط الإيراني.

ويرى محللون أن إسرائيل استهدفت في الماضي أفرادًا إيرانيين وبنية تحتية مرتبطة بالبرنامج النووي الإيراني، ويمكن أن تفعل ذلك مرة أخرى. ومع ذلك، فإن سيناريو استهداف البرنامج النووي قد يقوضه وجود المنشآت النووية على عمق كبير تحت الأرض وتطلّب ذلك مشاركة أمريكية.

خيارات أخرى

الرد قد يأتي أيضًا عبر شن ضربات واسعة النطاق على أهداف عسكرية بناءًا على معلومات استخبارية دقيقة، هذا السيناريو، يتطلب أيضًا انخراط أمريكي، ولذلك يرجح المحللون أن هذا السيناريو بحاجة إلى تدخل أمريكي، وقد يتطلب بعض الوقت على كل حال.

وبالإضافة إلى الضربات المباشرة على إيران، فإن إسرائيل يمكن أن ترد بشكل غير مباشر بتوجيه ضربة ضد أحد وكلاء إيران في المنطقة.

ربما يعجبك أيضا