حصاد 2022| أزمات اللاجئين تؤرق العالم.. من الحروب إلى المناخ

نادية عبد الباري

حسب المفوضية السامية لشؤون اللاجئين حمل عام 2022 عددًا من الحقائق المزعجة حيال ضحايا النزاعات المتنامية، وحالة الطوارئ المناخية والأوبئة، وأزمات الطاقة والغذاء.


في عام 2022 شاهدنا ملايين اللاجئين الفارين من أهوال الحروب والصراعات، تسارعت الأقدام لكسر الحدود والمعابر.

العالم يحمل بين يديه قنبلة موقوتة وانفجارها في أي حين لن يؤذي إقليم أو دولة بعينه، رغم أنها ليست نووية ولا عنقودية ولكنها تتألف من ملايين اللاجئين، فبعد أن كان هؤلاء مستقرين في منازلهم الآمنة باتوا يقضوا ليلهم على طرقات جمعيات الإغاثة الدولية.

زيادة عدد اللاجئين بقدر غير مسبوق

عام 2022 كان سيئًا على ضحايا النزاعات المتنامية، وحالة الطوارئ المناخية والأوبئة وأزمات الطاقة وندرة الغذاء، وفق ما ذكرته حسب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.

وقفز عدد اللاجئين والنازحين في العالم إلى 103 ملايين شخص، مقارنة بـ89.3 مليون خلال عام 2021، وارتفع عدد اللاجئين وحدهم من 27.12 مليون شخص إلى قرابة 32.5 مليون حتى منتصف عام 2022 فقط.

مواطن اللجوء في العالم

فندت مفوضية الأمم المتحدة أعداد اللاجئين خلال 2022، لتحديد حصص كل أزمة وكم خلفت من لاجئين، ليتضح أن الحرب الروسية الأوكرانية كانت أسرع وأكبر حركة نزوح شهدها العالم منذ عقود، بفرار قرابة 14 مليون شخص من منازلهم، منذ 24 فبراير الماضي، يعيش منهم 5.4 مليون لاجئ خارج الأراضي الأوكرانية، فضلًا عن النزوح الداخلي.

وفي آسيا، كانت ميانمار، التي نزح فيها ما يُقدّر بنحو 500 ألف حتى منتصف عام 2022، وشهدت القارة السمراء نزوح 850 ألف شخص بإثيوبيا، وعلى بعد أميال تسببت الهجمات الوحشية والتمييز الجنسي ضد النساء في الكونغو الديمقراطية إلى زيادة عدد النازحين بأكثر من 200 ألف شخص.

أزمات اللاجئين في عام 2022

مثّل الصقيع أكبر الأزمات التي تؤرق حياة اللاجئين، خاصة بحلول فصل الشتاء، وعانت مخيمات اللاجئين السوريين في عرسال وبعلبك واللبوة وشتى البقاع اللبنانية، وتضاعف خطورة الوضع بالمخيمات الكائنة بالمناطق الجبلية شديدة الارتفاع، حيث العواصف والثلوج وموجات البرد والصقيع ودرجات الحرارة التي تقل عن الصفر مئوية.

وبعيدًا عن الظروف المناخية، تعرضت مخيمات اللاجئين لانتهاكات طالت الأطفال والنساء خاصة، منها الاقتحامات المسلحة التي واجهها مخيم للاجئين إرتريين في ولاية “عفر” الإثيوبية، ليفرّ بعدها قرابة 4 آلاف لاجئ من المخيم إلى مدينة سيميرا الإثيوبية.

أزمات فاقمت أعداد اللاجئين في 2022

أزمة اللاجئين الأوكرانيين كانت الأشرس في القرن الـ21، فبعد أقل من أسبوع على اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، فر 500 ألف نازح إلى الدول المجاورة، حسب تقدير المفوض الأعلى للاجئين بالأمم المتحدة، فيليبو جراندي. وأعلنت المنظمة الدولية أن العدد وصل إلى 4 ملايين، بنهاية مارس 2022، في موجة هجرة لم تشهدها أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.

ومن أوروبا إلى إفريقيا، كان إبريل شهرًا كئيبًا على القارة، حين سجّلت النيجر أكثر من 36 ألف وافد من نيجيريا ومالي وبوركينا فاسو، ليكون معدل النزوح أكثر من ألفين و500 وافد جديد كل أسبوع منذ بداية من يناير 2022.

download 48

اللاجئين

عدد غير مسبوق للاجئي أوكرانيا

يونيو كان بداية لفعلية لأزمات اللاجئين خلال 2022، ففيه سجّلت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين عبور 7.3 مليون حالة، بينهم أطفال ومسنون الحدود من أوكرانيا، مع عودة 2.3 مليون شخص مرة أخرى إلى البلاد، فضلوا معايشة أهوال الحرب على العيش في ترحال.

وشهد الشهر ذاته واقعة فريدة في التعامل مع اللاجئين، حين أعلن القضاء العالي البريطاني خطة قانونية تقضي بترحيل طالبي اللجوء من أي دولة بأنحاء العالم للعيش في  رواندا، بدلًا من الاستقرار في المملكة المتحدة، الأمر الذي قوبل بنقد حاد من المدافعين عن حقوق الإنسان والأمم المتحدة، وحتى أفراد العائلة المالكة.

بارقة أمل انتظرها اللاجئون في ألمانيا

على النقيض كانت ألمانيا، التي تشهد توافد أعداد كبيرة من اللاجئين السوريين والأوكرانيين، لكن تحاول تقنيين وضعهم، ففي 10 يوليو 2022، أقرت حكومة برلين مشروع قانون يتيح لعشرات الآلاف من اللاجئين تسوية أوضاعهم، ومنحهم إقامة قانونية غير محددة بمدة زمنية، بالتزامن مع تزايد موجات الهجرة من أوكرانيا.

وفي الشهر ذاته أعادت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين عمليات العودة الطوعية للاجئين إلى بلدهم في أنغولا، بعد توقفها في العام 2020 بسبب جائحة “كوفيد-19”.

image 3 5

الأطفال اللاجئين

اليونان تبعد 25 ألف لاجئ

شهد أغسطس حادثة مفجعة، تعد ناقوس خطر لما يمكن أن تتسبب فيه أزمة اللجوء، حين أعلنت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، فقدان أثر العشرات بعد غرق قارب يقلّ مهاجرين ولاجئين في بحر إيجه، قبالة جزيرة كارباثوس اليونانية.

وأوضح مسؤول حكومي يوناني، في نهاية أغسطس، أن السلطات منعت قرابة 25 ألف شخص من دخول الأراضي اليونانية بنحو غير قانوني، خلال أقل من شهر، ما تسبب في أزمة كبيرة مع جارتها تركيا، التي كانت توجه طالبي اللجوء نحو أثينا.

برنامج لاحتواء اللاجئين

في مطلع سبتمبر، أطلقت أستراليا برنامجًا جديدًا يحمل اسم Community Refugee Integration and Settlement Pilot، المعروف اختصارا بـ CRISP، الرامي لإشراك الأستراليين في احتضان اللاجئين الجدد بمناطقهم المحلية، منذ اليوم الأول لوصولهم إلى وطنهم الجديد، ما يساهم في التعايش بين المواطنين المحليين والوافدين نزوحًا.

1 1582980

قوارب اللاجئين

 إعادة اللاجئين السوريين في لبنان

الأزمات المالية والاقتصادية، التي يعيشها لبنان، جعلت من الصعب استيعاب مئات الآلاف من اللاجئين السوريين، لذا أعلن الرئيس ميشال عون، في 12 أكتوبر، أن بلاده ستبدأ في إعادة اللاجئين إلى ديارهم، مع استقرار الوضع في سوريا، رغم ما تبديه جماعات حقوق الإنسان من مخاوف.

تقدّر والحكومة اللبنانية عدد من تستضيفهم بقرابة مليون ونصف المليون لاجئ من سوريا المجاورة، في حين لا يتجاوز عدد اللاجئين المسجلين لدى المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين سوى أقل من مليون.

طرد لاجئين أوكرانيين وخلاف محتدم في أوروبا

سرعان ما تحولت أزمة اللاجئين الأوكرانيين إلى مشكلة تتهرب منها دول أوروبا الأقوى اقتصاديًا، ففي نوفمبر أجلت الشرطة الإيطالية اللاجئين الأوكرانيين قسرًا من فنادقها، بعد انقضاء فترة بقائهم لمدة 6 أشهر لجوءًا بها.

التحرك الإيطالي كان على خلفية خلاف مع فرنسا بشأن ملف الهجرة  غير الشرعية من ليبيا، الأمر الذي دفع إيطاليا للشروع في إنشاء مخيمات لاجئين على الأراضي الليبية، لكن معظم دول الاتحاد الأوربي رفضت المخيمات، خوفًا من استغلال الميليشيات المسلحة، المنتشرة في ليبيا.

قوارب متهالكة تقل لاجئي الروهينجا وأعداد الأوكرانيين تتزايد

في 21 ديسمبر، أطلقت الأمم المتحدة نداءً عاجلً لتوفير الإنقاذ السريع لمجموعة من لاجئي الروهينجا، الذين يعانوا منذ أسابيع على متن قوارب متهالكة عالقة في المحيط الهندي، كان بينها قارب يحمل 190 شخصًا، معظمهم من النساء.

وحمل هذا الشهر أيضًا إحصاء لأعداد اللاجئين الأوكرانيين، الذي أفادت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أنه تجاوز 7 ملايين و863 ألفًا و339 لاجئًا إلى الدول الأوروبية، في الفترة من 24 فبراير إلى 20 ديسمبر 2022، فضلًا عن النزوح الداخلي، لتوضح أنه على مدار العام، غادر أوكرانيا 16 مليونًا و595 ألف حالة، عاد منهم 8 ملايين و711 ألفًا إلى بلادهم.

ربما يعجبك أيضا