حصاد 2023| بين زلزال مدمر وانتخابات عصيبة.. عام «ثقيل» مر على تركيا

زلزال كارثي وانتخابات.. أبرز ما شهدته تركيا في 2023

أسماء حمدي
زلزال تركيا

يستعد العالم لوداع عام 2023، تاركا خلفه إرثا ثقيلا من الأحداث الهامة والدمار، وكان لتركيا نصيب منها، مع بدايته ضرب زلزال مدمر جنوب البلاد، ما أسفر عن مقتل 50 ألف شخص.

لم يكن الزلزال وحده هو العبء الأكبر التي واجهته تركيا خلال 2023، بل كان عاما حافلا بالأحداث السياسية والضغوط الاقتصادية، التي اجتمعت لترسم صورة لعام من أصعب الأعوام على أنقرة.

كارثة القرن

في 6 فبراير ضرب زلزالي 11 ولاية في جنوب وشرق وجنوب شرقي تركيا، ومناطق في شمال سوريا المجاورة، مخلفا أكثر من 50 ألف قتيل وآلاف الجرحى ودمار كبير في البنى التحتية ما جعل آلاف الأشخاص بلا مأوى.

وبلغ عدد المتضررين من الكارثة التي عرفت بزلزال كهرمان مرعش نحو 15 مليون شخص، وأرغم سكان الولايات الـ11 إلى الإقامة في بيوت مؤقتة قرب مدنهم وبلدتهم أو الانتقال إلى إسطنبول وأنقرة.

فيضانات وسيول

لم يتوقف الأمر عند كارثة الزلزال، إذ شهدت تركيا في مطلع مارس الماضي، وبعد حوالي 3 أسابيع من الزلزال المدمر الذي شهدته تلك المناطق، هطلت أمطار غزيرة بشكل مفاجئ وتسببت بفيضانات وسيول في عدد من الولايات المنكوبة بالزلزال، فضلا عن حرائق الغابات.

وفي ظل وضع اقتصادي صعب تحتاج تركيا إلى 100 مليار دولار، هي كلفة الإعمار وعودة الحياة إلى طبيعتها في تلك المناطق، على الرغم من كل الجهود التي بذلت والمساعدات التي تلقتها تركيا من أنحاء العالم.

انتخابات عصيبة

رغم أن الزلزال المدمر كان سببا متوقعا لتأجيل موعد الانتخابات الرئاسية في تركيا، إلا أنها أجريت بعد مرور أقل من 4 أشهر من الكارثة الطبيعية من دون أي تغيير في موعدها.

وشهدت تركيا واحدة من أصعب الانتخابات في تاريخها، والتي عقدت الجولة الأولى منها يوم  14 مايو الماضي والثانية يوم 28 من الشهر نفسه، والذي فاز بها الرئيس رجب طيب أردوغان، بصعوبة بالغة إذ لم يستطع حسم المعركة من جولتها الأولى، وخاض جولة ثانية ضد مرشح المعارضة رئيس حزب الشعب الجمهوري السابق، كمال كليتشدار أوغلو.

أردوغان رئيسا

في 28 مايو، أعلنت هيئة الانتخابات التركية فوز أردوغان، وبعد فوزه أعلن عن تشكيل حكومته في 3 يونيو الماضي بتغيير شبه كلي، إذ لم يحتفظ سوى بوزيرين فقط من حكومته السابقة بمنصبيهما في التشكيلة الوزارية الجديدة.

وتولت الحكومة الجديدة مهامها وسط تحديات اقتصادية كبيرة تتعلق أبرزها بالوعود التي أطلقها حزب العدالة والتنمية الحاكم وبعدم استقرار سعر صرف الليرة التركية أمام العملات الأجنبية.

انهيار الحلم

غرق تحالف الأمة في تركيا، والذي ضم 6 أحزاب معارضة، في الأزمات الداخلية بعد خسارته في الانتخابات الرئاسية وانهيار حلمه بإزاحة حزب العدالة والتنمية الحاكم.

إذ عجزت المعارضة رغم تكتلها خلف كليتشدار أوغلو عن حمله إلى مقعد الرئاسة، ليفقد لاحقا رئاسة حزب الشعب الجمهوري، الذي نشأ مع نشأة الجمهورية التركية، بفعل تيار التغيير الذي حمله المسؤولية عن الفشل في الانتخابات بسبب تحالفه مع أحزاب قومية ومحافظة.

المعركة الأخيرة

لكن الانتخابات التركية لم تنته، وستستمر حتى 31 مارس 2024، لتمضي تركيا الربع الأول من العام في أجواء الاستقطاب ذاتها، وسط سعي إردوغان لسلب المعارضة اليائسة ما تبقى في يدها.

ويخطط أردوغان في المقام الأول، إلى استعادة اسطنبول ثم العاصمة أنقرة، وكذلك باقي البلديات الكبرى، من يد حزب الشعب الجمهوري، وذلك بعد 5 سنوات من فوز مدو في 2019 أنهى عقودا من سيطرة حزب العدالة والتنمية الحاكم لهما.

ولن تتوقف المعارك عند هذا الحد، إذ يسعى أردوغان لحسم معركته الأخيرة حول الدستور الجديد، ويرى الخبراء أنه قد يكون مخرجا لبقائه في الحكم، بعد أن استنفد عدد مرات الترشيح، ولم يعد من حقه خوض المنافسة على الرئاسة مرة أخرى بعد 2028.

حرائق غابات

في سبتمبر، نشبت حرائق الغابات في تركيا، لتلتهم مساحات شاسعة من مناطق تعد من الوجهات السياحية الأولى، والتي اندلعت جراء ارتفاع درجات الحرارة في منطقتي موغلا الواقعة جنوب غربي البلاد.

وتعد حرائق الغابات وتداعياتها البيئية كخطر الجفاف والتصحر، واحدة من أكبر المشاكل الناتجة عن التغير المناخي في تركيا، وأعرب الخبراء عن قلقهم من امتداد تأثيرها على التنوع البيئي والحيواني في غابات البلاد، كما تسببت بمقتل مدنيين وآخرين من فرق الإطفاء.

هجوم مسلح

في أكتوبر الماضي، أصيب شرطيان تركيان بجروح طفيفة في هجوم بالقنابل شنه مسلحين اثنين على إحدى بوابات مديرية الأمن التابعة لوزارة الداخلية التركية بمنطقة قزلاي وسط العاصمة أنقرة.

وفي وقت لاحق تبنى حزب العمال الكردستاني الذي يخوض تمردا مسلحا ضد أنقرة منذ العام 1984.

ربما يعجبك أيضا