حلم الهجرة إلى كندا.. وفقاعة “اللجوء السريع”

سهام عيد

كتبت – سهام عيد

بمجرد أن أعلنت الحكومة الكندية عن إجراء تسهيلات جديدة تتيح “اللجوء السريع” لمواطني مصر وأفغانستان واليمن وبوروندي، سادت حالة من البهجة والسعادة بينهم، وشعر البعض أن “طاقة القدر” فتحت لهم وتسابقوا على معرفة الأوراق المطلوبة لسرعة تجهيزها.

بحسب وسائل الإعلام المصرية، جاء ذلك بموجب تعديلات جديدة خاصة بطلبات الهجرة المُقدمة من أفغانستان وبوروندي ومصر واليمن، والتي أعلن عنها قسم حماية اللاجئين بكندا، الجمعة، ومن شأنها تسهيل قبول الطلبات بشكل أسرع بداية من أول يونيو 2017.

وذكر موقع مجلس الهجرة واللاجئين بالحكومة الكندية أن التعديلات الجديدة تنص على أنّه يتم تمكين القسم من الوفاء بالتزاماته المتمثلة في تحديد وضع اللاجئ، وقبول طلبه دون الحاجة لجلسات استماع، وبموجب الإجراء الجديد فسيتم توفير وقت طويل على الراغبين في الحصول على اللجوء لكندا، علماً بأن هذه السياسة صدرت لأول مرة من قبل مجلس الهجرة واللاجئين في كندا، في 18 سبتمبر 2015، واختصت باللاجئين الوافدين من سوريا والعراق وإريتريا.

جدير بالذكر، أن اللجوء إلى كندا يتطلب الدخول إلى البلاد من خلال تأشيرة، سواء كانت سياحية أو للدراسة أو وجود حالة اضطهاد واضحة، سواء دينية، أو سياسية، وتعد كندا من أبرز دول العالم التي تحظى باهتمام بعض المصريين للهجرة إليها، بجانب الولايات المتحدة وأستراليا.

ردود فعل نشطاء مواقع التواصل

بالرغم من أن القرار أسعد العديد من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك وتويتر” في البداية، إلا أن البعض منهم كتب تغريدات ساخرة، وتساءل آخرون عن بنود القرار وتفاصيله، وكيفية إثبات حالات الاضطهاد.

فيما تطرق البعض إلى الهجمات الإرهابية الأخيرة التي نالت من أقباط مصر، مشيرين إلى أن المسيحيين من الفئات المعرضة لخطر، على حد قولهم.

كندا تصدم المصريين وتنفي تسهيلات اللجوء

بعد مرور ساعات على تداول خبر تسهيلات كندا الجديدة لهجرة المصريين إليها، حذرت السفارة الكندية في مصر على صفحتها في فيس بوك، الأحد، من الأخبار المتداولة، ونفتها جملة وتفصيلًا.

وقالت السفارة في تدوينتها: “السفارة الكندية في مصر، لاحظت مؤخرًا انتشار أخبار زائفة وغير دقيقة على الإنترنت، بخصوص تغيير كندا لسياسات اللجوء فيما يخص مصر ودول أخرى”.

وحثت السفارة على تجاهل هذه المواقع، والاعتماد فقط على المعلومات الموجودة في المواقع الرسمية، كموقع VFS Global ودائرة الجنسية والهجرة الكندية.

 

شاب مصري “مثلي الجنسية” وراء اللجوء

كشفت شبكة “سي بي سي” الإخبارية الكندية، إن الإشاعات المتداولة بشأن تسهيل كندا إجراءات الهجرة للمصريين ترجع إلى طالب “مثلي الجنسية” نال موافقة الحكومة الكندية على طلبه باللجوء إليها، بعد شهر من تقديم الطلب.

وقالت الشبكة، إن سمير حبيب “23 عاماً” قدم طلبا باللجوء إلى كندا في شهر فبراير الماضي، وخشي العودة إلى مصر بعد إنتهاء دراسته الجامعية، لأنه مثلي الجنس وقد يواجه السجن.

ونقلت الشبكة عن حبيب ، قوله بعد الموافقة على طلبه: “لقد إندهشت.. وبدأنا انا وصديقي “بينر” البكاء وحضنا بعضنا البعض وتعاطف معنا كل من كان موجودا بالغرفة”.

جاء  حبيب إلى كندا منذ 5 سنوات بتأشيرة طالب ودرس في جامعة “ويني بيج” وبعد التخرج حصل على تصريح للعمل، ثم تقدم بطلب للهجرة، إلا أنه طلب منه العودة إلى مصر لتجديد جواز السفر وتأدية الخدمة العسكرية ، إلا أنه تقدم بطلب اللجوء كمثلي الجنس، وفقا لشبكة “سي بي سي”.

وأوضحت الشبكة: أنه عندما تقدم حبيب بطلب اللجوء لم يكن يتوقع موافقة الحكومة الكندية عليه فبعد شهر واحد من التقدم بالطلب ومقابلة المحامين شعر بقلق قبيل جلسة المحكمة، إلا أنه سرعان ما شعر بارتياح بعد الموافقة على طلبه.

 

20.3% من شباب المناطق العشوائية يرغبون في الهجرة

بحسب آخر مسح أجراه الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء 2016، فإن 20.3% من الشباب قاطني المناطق العشوائية لديهم الرغبة في الهجرة مقابل 14.4% في المناطق الرسمية عام 2016.

وأوضح المسح أن أكثر من نصف سكان هذه المناطق من الشباب ويتركزون في الطبقة المتوسطة، وأن غالبية الشباب في هذه المناطق يسكنون في مناطق تتمتع بتوافر الخدمات “الصرف الصحي، والمياه النظيفة، والاتصال بشبكة الكهرباء”.

ارتفاع معدلات الفقر والتضخم والبطالة

من جانب آخر، رصد الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء، انخفاض معدلات البطالة من 12.4% إلى 12%، لافتة إلى أنه بالرغم من هذا الانخفاض، إلا أن التقرير رصد ارتفاع معدلات بطالة الإناث وخفض معدلات بطالة الذكور.

وتشهد مصر حالة من تدهور الأوضاع الاقتصادية غير المسبوقة، لا سيما بعد قرار البنك المركزي في نوفمبر الماضي بتحرير سعر الصرف الذي ترتب عليه ارتفاع أسعار السلع والخدمات بشكل جنوني، وساهمت في ارتفاع معدلات الفقر والتضخم والبطالة، ودفع الحكومة إلى سياسة الاقتراض التي تقع على كاهل المواطن البسيط.

ربما يعجبك أيضا