خبراء لـ«رؤية»: ضغوط التضخم تعطل خفض الفائدة الأمريكية

خبراء يستبعدون خفضًا قريبًا للفائدة الأمريكية بعد بيانات التضخم

محمود عبدالله

توقع محللون ألا يلجأ الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي لخفض سعر الفائدة خلال الربع الأول من العام الجاري، وأن يواصل تثبيتها بسبب ارتفاع معدلات التضخم بشكل مفاجئ، والذي تم الإعلان عنه اليوم الخميس 11 يناير 2024.

وارتفع مؤشر أسعار المستهلكين “التضخم” في أمريكا بنحو 3.4% على أساس سنوي في ديسمبر الماضي، مسجلاً أكبر ارتفاع منذ 3 أشهر وفق الأرقام الحكومية، وعلى أساس شهري، ارتفع أيضًا بأكثر من المتوقع.

التضخم الأساسي

صعد مؤشر أسعار المستهلك في أمريكت باستثناء المواد الغذائية والطاقة 0.3% في ديسمبر مقارنة بالشهر السابق، وعلى أساس سنوي، زاد مؤشر التضخم الأساسي أيضًا 3.9%، وهو المؤشر الذي يفضله الاقتصاديون لقياس اتجاه التضخم مقارنة بمؤشر أسعار المستهلك الإجمالي.

كما أظهرت بيانات مكتب إحصاءات العمل زيادات في أسعار المأوى والكهرباء والتأمين على السيارات، وصعدت أسعار السيارات المستعملة للشهر الثاني على التوالي، عكس التوقعات بهبوطها.

توقعات سعر الفائدة

قال محلل الاقتصاد الدولي الدكتور سيد خضر، إن خطة الفيدرالي الأمريكي بشأن سعر الفائدة تتجه نحو تثبيت سعر الفائدة لأطول فترة ممكنة وربما تستمر خلال العام الجاري وفي الغالب المقبل أيضًا، لأن رفع الفائدة أضر بالاقتصاد وبالتضخم أيضًا.

وأضاف “خضر” في تصريحات خاصة لـ”شبكة رؤية الإخبارية” أن مشكلة التضخم هي الأزمة الكبرى لدول العالم وكذا أمام الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، متوقعًا إرجاء خفض أسعار الفائدة قريبًا مع ارتفاع معدلات التضخم في أمريكا.

مخاطر رفع الفائدة

أشار سيد خضر، إلى أن الدول هي التي تتحمل أعباء ارتفاع أسعار الفائدة، حيث يتحول العديد من المستثمرين إلى تصفية أعمالهم وإيداع الأموال في البنوك، ومن ثم الحكومات ترغب في خفض أسعار الفائدة حتى تنخفض معدلات الاقتراض ومن ثم زيادة الاستثمارات، ما ينعكس بقوة على النمو الاقتصادي، لكن الواقع يفرض سيطرته على السلطات النقدية.

من جانبه، قال المحلل الاقتصادي الدكتور ياسر عمارة، إن ارتفاع معدلات التضخم الأمريكية تضع البنك المركزي الأمريكي في مأزق كبير، حيث يخطط لخفض معدلات التضخم من أجل الحفاظ على الهبوط السلس للاقتصاد، لكن حال تعافي سوق العمل مع معدلات تضخم مقبولة ربما يعيد الفيدرالي النظر في مصير سعر الفائدة.

البطالة الأمريكية

توقع “عمارة” في تصريحات لـ”شبكة رؤية الإخبارية” أن يٌرجئ الفيدرالي الأمريكي خفض أسعار الفائدة مؤقتًا خلال الربع الأول من 2024 حتى تتضح الأمور بشأن التضخم وسوق العمل بصورة أكبر، لكن التطورات العالمية والتوترات الجيوسياسة تمثل عقبة كبيرة أيضًا، لأنها بيئة خصبة لرفع التضخم مع مخاطر سلاسل الإمداد العالمية.

وقالت وزارة العمل الأمريكية إن طلبات الحصول على إعانة البطالة المقدمة لأول مرة تراجعت بمقدار ألف طلب إلى 202 ألف طلب في تقدير معدل ليعكس العوامل الموسمية للأسبوع المنتهي في السادس من يناير الجاري، فيما تشير التوقعات إلى أن تصل الطلبات إلى 210 آلاف في أحدث أسبوع، بحسب “رويترز”.

السياسة النقدية

قبل صدور بيانات التضخم اليوم، أظهرت أحدث التوقعات الاقتصادية لصناع السياسات النقدية حول العالم، أنهم يرجحون خفض الفائدة 3 مرات العام الحالي، لكن هناك خلاف بين هؤلاء بشأن توقعات السوق وأن يُجرى التخفيض الأول من جانب الفيدرالي الأمريكي في وقت أقربه مارس، وفق “بلومبرج”.

وارتفعت عوائد سندات الخزانة والدولار في أمريكا اليوم الخميس، في حين تقلبت العقود الآجلة لمؤشر الأسهم بعد صدور بيانات التضخم، فيما ينتظر أن يجتمع مسؤولو الاحتياطي الفيدرالي في نهاية الشهر الحالي لتحديد سعر الفائدة.

ربما يعجبك أيضا