خبيران يوضحان لـ«رؤية» تأثير حكومة اليمين الإسرائيلية في الأردن

علاء الدين فايق
تمثال الملك بيبي لرئيس الوزراء الاسرائيلي المكلف بنيامين نتنياهو (أرشيفية)

للمرة الأولى تتشكل الحكومة الإسرائيلية من أحزاب يمينية، بعد فشل أحزاب اليسار بحجز مقاعد لها في الكنيست بالانتخابات التي جرت خلال نوفمبر الماضي.


يثير ائتلاف “الصهيونية الدينية” في نهجه هلعًا وذعرًّا داخل الأوساط الإسرائيلية، طالا مؤسسة الجيش، التي تخشى على مستقبلها.

وتفرض تساؤلات كثيرة نفسها حيال تشكيل الحكومة الإسرائيلية المقبلة، برئاسة زعيم حزب الليكود، بنيامين نتنياهو، لدى المملكة الأردنية، بشأن مستقبل العلاقات مع الداخل والخارج، وعلى صعيد القضية الفلسطينية أيضًا.

السبايلة: نتنياهو أمر واقع

في الأردن، يتفق محللون سياسيون وخبراء في الشأن الإسرائيلي على وجود تحديات متوقعة أمام عمان في التعامل مع حكومة نتنياهو المقبلة، بالنسبة إلى ملفات الطاقة والاقتصاد والمياه، في حين يذهب آخرون إلى التقليل من تلك العقبات.

ويرى الخبير الاستراتيجي والزميل غير المقيم في مركز ستيمسون للأبحاث، عامر السبايلة، في تصريحات لـ”شبكة رؤية الإخبارية”، أن الطريقة التي عاد بها نتنياهو إلى الحكم في إسرائيل، وفوزه الساحق في الانتخابات، يحتمان على الأردن التعامل معه كأمر واقع.

نتنياهو وبن غفير

نتنياهو وبن غفير

العلاقات بين الأردن وإسرائيل

قال السبايلة إنه “من باب الحقيقة السياسية، ينبغي على الأردن الانتقال من زاوية حسبان نتنياهو مشكلة بالنسبة إليها، بعدما أصبح واقعًا ولا بد من التعامل معه”، عبر ما يمتلكه الأردن من أوراق سياسية.

وأشار الخبير الاستراتيجي إلى أن الأردن معنيٌّ بالتعامل مع إسرائيل، والمطلوب منه أن يطور أدواته للتعامل مع هذا الواقع الجديد، دون وقوع صدام، موضحًا أن العلاقة بالنسبة إلى الجانب الإسرائيلي، يجب أن لا تكون محط مغامرات سياسية، ولذلك يجب الانتقال من حالة العداء لنتنياهو، إلى التعامل مع الموقف الحالي.

الحوارات: الصدام أمر واقعي

قال المحلل السياسي، الدكتور منذر الحوارات، إن الصدام بين الأردن وإسرائيل، خلال الفترة المقبلة، سيكون حقيقيًّا وواقعًا، في ظل حكومة يمينية متشددة، مع تمسك الأردن بالوصاية الهاشمية، وحق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المشروعة ومنحهم حقوقهم.

وأشار الحوارات، في تصريح لـ”شبكة رؤية الإخبارية”، إلى أنه “من المؤسف حقيقة صعود اليمين الإسرائيلي بهذا الزخم الكبير، لافتًا إلى أحزاب يهودية حريديمية شديدة التعصب، تتبنى نظريات خطيرة بشأن علاقة اليهود في المسجد الأقصى والفلسطينيين، وتدعو إلى طرد الفلسطينيين وتوسيع الاستيطان، وإلغاء الوصاية الهاشمية على المقدسات.

المسجد الأقصى - أرشيفية

المسجد الأقصى – أرشيفية

كيمياء نتنياهو العدائية

تحدث المحلل السياسي الأردني، عن الكيمياء الشخصية لنتنياهو، والتي تتعارض مع القيادات الأردنية، وله مواقف عديدة سابقة كانت سلبية للغاية وعدائية.

وأوضح، في حديثه لـ”شبكة رؤية الإخبارية” أن “الاتصال مع نتنياهو لن يغير من موقفه شيئًا، لا سيما مع إعطائه حقائب وزارية سيادية لشخصيات متطرفة، وهو ما يرجع إلى أن العلاقات الأردنية الإسرائيلية سوف تتدهور وتتراجع إلى مستويات كبيرة”.

الأردن مستهدَف

شدد الحوارات على أن اليمين شديد التطرف في إسرائيل، يدعو إلى إحلال الأردن محل فلسطين والتحول من الوطن البديل إلى الحكم البديل، وبالتالي فإن نظام الحكم في الأردن أصبح مستهدفًا لمصلحة مشروع صهيوني كبير. وتوقع الحوارات أن السيادة ستكون في إسرائيل لصالح اليمين المتطرف، خلال الفترة المقبلة.

وأضاف أن على الأردن أن يستعد لمسار طويل من المواجهات السياسية، يمكن أن تخف حدتها بين عمان وتل أبيب، إن أسفرت الضغوط الخارجية على نتنياهو في تهذيب سلوكه السياسي والأمني، وهذا احتمال بعيد، لأن اليمين المتطرف مغلق باتجاه رؤية واحدة، تتمثل في الصراع الديني.

علم الأردن

علم الأردن

رئيس الوزراء الأردني الأسبق طاهر المصري

قال رئيس وزراء الأردن الأسبق، طاهر المصري، في مقال له الثلاثاء الماضي 5 ديسمبر 2022، إن تشكيل نتنياهو لحكومة المستوطنين الأكثر إرهابًا وتطرفًا، سيؤدي إلى الاشتباك اليومي مع مفردات التطرف، وفقًا لموقع “عمون الإخباري” الأردني.

ويعتقد المصري أن “كل هذا سيضع الأردن، بكل مستوياته، في حالة تحدٍّ ومخاطر استراتيجية غير مسبوقة، تفرض على المسؤولين طريقة أخرى، وغير تقليدية من التفكير والتخطيط والأداء والتفاعل مع الأحوال المتفجرة في فلسطين المحتلة، حتى لو اقتضى ذلك تغييرًا جذريًّا في السياسات”.

اتفاق نتنياهو مع بن جفير

يرى المصري، ومعه نخبة من رجال الدولة، أن الأردن يواجه، هذه الأيام، وضعًا خطيرًا ومصيريًّا، مع عودة بنيامين نتنياهو إلى دفة الحكم، واقترابه من تشكيل حكومة إسرائيلية “يمينية متطرفة”. وتصاعدت الأحداث على الساحة الإسرائيلية، منذ إعلان رئيس الوزراء المكلف، بنيامين نتنياهو، توقيع اتفاق ائتلافيّ مع أحزاب اليمين المتطرف.

وبموجب الاتفاق الائتلافي، منح نتنياهو  رئيس حزب “الصهيونية الدينية” اليميني المتطرف، بتسلئيل سموتريتش، الإدارة المدنية للضفة الغربية المحتلة، وهي جهاز أمني متحكم في حياة الفلسطينيين والمستوطنات الإسرائيلية.

ربما يعجبك أيضا