خبير في الشؤون العراقية: من مصلحة الشرق الأوسط استقرار العراق على كافة المستويات

سحر رمزي

رؤية – سحر رمزي

يرى الخبير في الشؤون العراقية الدكتور ضرغام الدباغ  أن استقرار العراق سياسيا واقتصاديا وأمنيا يؤدي إلى استقرار منطقة الشرق الأوسط، ومن وجهة نظره أن العملية السياسية قد ثبت فشلها التام في العراق.

وأكد أن هناك تدميرًا شبه شامل لنظام الدولة، كما يرى أن نجاح الحكومة يتوقف على القضاء على كافة المشاكل بنسبة مئة بالمئة، وعن ثورة أكتوبر 2019 العراقية، وفي حوار معه، أوضح أن العراق خسر الكثير جداً من الأرواح الغالية يصيب من يتذكرھا بالحزن العميق، ولكن الانتفاضة جاءت بمكسب كبير، إن هدفها ليس طائفياً، وأن الطائفية ولت إلى غير رجعة، وأن الانتفاضة تطرح وعياً ليبرالياً- ديمقراطيا،ً ويقول نعم نحن بحاجة لتعميقه وتجذيره.

وأوضح أن الكل يعلم أن ھناك محاولات بائسة من قوى رجعية موجھة من الخارج تريد أن تركب الموجة الصاعدة، ولكنھا محاولات فاشلة، لأن جوھر الانتفاضة ھو عراقي، عراقي صميم بمكونه الواحد الموحد المنصھر في وحدة عراقية خالصة، فيھا المستوى القومي العراقي، يتلاحم مع المستوى الاجتماعي الطبقي، ومع المستوى الوطني، اليوم ھذه المستويات في الساحة، تناضل بلحم صدرھا الأعزل قوى سوداء تتآمر عليھا مع الأجنبي الظاھر منه والخفي.

وفي حوار معه عن تقييمه للأوضاع في العراق والمعارضة العراقية وأداء الحكومة، وأيضا دور العراق في المنطقة جاءت الإجابات كالآتي:

ما تقييمك للأوضاع والحياة السياسية في العراق؟

 العملية السياسية قد ثبت فشلھا التام في العراق، وفشلھا ھو بسبب خطأ في  منطلقاتھا التي تأسست عليھا التي لا تنطوي بتقديري على فرص نجاح. والأوضاع المزرية والانحطاط العام الذي يعيشه العراق على كافة الأصعدة خير دليل. فھناك تدمير شبه شامل لنظام الدولة، وسيطرة نوع من الفساد الھيكلي على الدولة يحكم كل فرصة إصلاح بالفشل ما لم تكن جذرية وشاملة.

هل ترى ضرورة في توحيد صف المعارضة العراقية ؟

أعتقد أن المعارضة اليوم وبعد مرور سنوات طويلة ينبغي أن تكون أقرب إلى التوحيد تأسيساً على حقيقة موضوعية مؤكدة، وأضاف العراق في حاجه إلى المعارضة التي تعبر عن وجھة نظر العراقيين بمؤشرات التطلع إلى دولة تستعيد الاستقلال الوطني خارج نفوذ وھيمنة إيران، بحكومة مركزية ديمقراطية محترمة، بعناصر كفوءة، قادرة على إدارة البلاد. وھي العناصر التي تشكل القاسم المشترك الأعظم لقوى المعارضة العراقية.

ما هو سقف طموح الشعب العراقي وكيف يتحقق ذلك؟

استعادة الاستقلال الوطني، نظام مدني وغير طائفي، وحكومة ديمقراطية، رفع التھميش والاستبعاد، والتخلي عن ثقافة الثأر والأنتقام، وأن يكون القانون غير المسيس ھو المرجع الوحيد للأحكام. حكومة قادرة على توفير الأمن والأمان، وإعادة الثقة للمواطنين، وتوفير المستلزمات الأبتدائية لوطن يمكن العيش فيه. وھذه أھداف بسيطة جداً، ولكن ليس بوسع إلا نظام وطني ديمقراطي تحقيقه، وليس أنظمة بوبيت كراكوزية.

هل هناك إمكانية لأن تشكل حكومة مقبلة من المعارضة؟

أعتقد أن أيًا من أطراف المعارضة لا تطرح استلام الحكم بنفسھا، لسبب واضح أن المرحلة ستكون أصعب من يتحمل وزرھا طرف سياسي واحد، لذا يستحسن أن تكون الحكومة المقبلة من عناصر عراقية وطنية كفوءة، تكنوقراط، قادرة مھمتھا إيقاف التدھور أولاً، ومن ثم استعادة للخدمات الأساسية التي تراجعت في العراق لدرجة الصفر تقريباً، بعدھا مرحلة إعادة إعمار البلاد والتصدي لحل المشكلات حسب الأھمية والأولويات وھي مھام عسيرة.

كذلك وضع الأسس القانونية السليمة لحياة سياسية ديمقراطية، والتصدي للمشكلات الآنية: الوضع الاقتصادي المنھار، الأوضاع الأمنية، النظام الصحي والسكني والتعليمي وھذه كلھا بحاجة إلى جھود وتوظيفات كبيرة. ولا نعتقد أن جھة معينة قادرة على تحمل مسؤولية البداية، إلا في ظل توافق وطني عام.

على ماذا تعول المعارضة وما ھو أساليبھا السياسية؟

المعارضة المعروفة، حتى بتعبيراتھا الشعبية في الساحات، لا يعول إلا على العمل السياسي، وبتقديري أن فشل العملية السياسية الذريع، سيكون المدخل الضروري لتغيير، الأوضاع على جميع الأصعدة اليوم أسوأ مما كانت عليه قبل عشرين عاما ً أو حتى قبل 50 أو 60 عام من القرن الماضي، الفشل التام ھو من وضع المسمار الأول والحاسم في نعش الموقف السياسي، وفشل النظام في التعامل مع المشكلات الذاتية والموضوعية، بسبب ضعفه وھزالة تكوينه، نجد تعبيرھا في الرفض الشعبي والحركة الشعبية واسعة النطاق تشمل العراق بأسره تنشد التغيير.

والسلطة لا تمتلك سوى قوى الميليشيات والقوى القمعية اعتماد تعول عليه ھو الأول والأخير. والسخط الشعبي الواسع يشير بوضوح، أن كافة الانتخابات التي أجري في العراق كانت مزورة في ظل أنظمة الاحتلال، وأن الموقف السياسي في جوھره كان يتم بتوافق القوى الخارجية.

ما ھو تصوركم للدور العراقي في المنطقة؟

الحكومة الأولى يجب أن تسعى بتقديري إلى  صفر مشكلة، سياسياً مع جميع الأطراف، وھذا بديھي لتوفير القدرة للإعمار، والسعي عبر الوسائل الدبلوماسية والمفاوضات لحل المتعلقات. ونعتقد أن لدول الجوار مصلحة في ازدھار واستقرار العراق.

كيف تضعون العراق في ترتيبات الشرق الأوسط؟

العراق وحتى أمد بعيد عليه أن يھتم بشؤونه الداخلية ونزع الأشواك من جسده وأن يتعافى، وإزالة العقبات والموانع مھمة ليست بسيطة وسوف تستغرق بتقديري سنوات طويلة. الظروف السياسية في العالم والمنطقة متجھة للتطور والتغير، سياسيا واقتصادياً وثقافيا، فيفترض في أي قيادة أن تكون قادرة على استيعاب المعطيات الجديدة.

ربما يعجبك أيضا