خسائر سوريا من الزلزال تتجاوز 5 مليارات دولار.. تفاصيل

سارة هشام

تسبب الزلزال في خسائر بشرية ومادية هائلة لسوريا التي تعاني تحت وطأة الحرب.. ما تقديرات البنك الدولي لحجم الخسائر المادية؟


دمر الزلزال الذي ضرب سوريا في فبراير الماضي، 4 محافظات يسكنها نحو 10 ملايين نسمة، ما تتسب في تشريد الملايين وخسائر فادحة للاقتصاد.

ومع وطأة الحرب الأهلية في سوريا تضاعف حجم الكارثة، وقدر البنك الدولي حجم الخسائر المادية في سوريا بنحو 5.1 مليار دولار أو 10% من الناتج المحلي الإجمالي، بعدما كان توقع المزيد من الانكماش للاقتصاد السوري أصلًا قبل كارثة الزلزال.

مدينة حلب أكبر المتضررين

كانت حلب من أكثر المدن السورية تضررًا نتيجة الحرب، وشهدت العديد من المآسي خلالها، ولم تسلم المدينة من الزلزال المدمر الذي ضرب البلاد الشهر الماضي وأسفر عن العديد من الضحايا، بالإضافة إلى مضاعفة الأزمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد.

ويبلغ عدد سكان حلب 4.2 ملايين نسمة، وتضم العديد من المدن الصناعية، بالإضافة إلى أنها تسهم في 50% من صادرات سوريا، وفقا لآخر الإحصاءات الصادرة قبل الحرب في 2011. وكان لحلب أيضًا النصيب الأكبر في الأضرار الناتجة من الزلزال بـ45%، بقيمة 2.3 مليار دولار.

خريطة حلب سوريا

خريطة حلب

 

توابع الزلزال في اللاذقية وإدلب

استمرت توابع الزلزال لأيام، وأثرت في العديد من المناطق الحدودية مع تركيا، ودمرت مناطق كبيرة في اللاذقية وإدلب، ليصل إجمالي الخسائر التقديرية في إدلب إلى 1.9 مليار دولار، وتبلغ قيمة الخسائر في اللاذقية 549 مليون دولار.

وتمثل الأضرار المباشرة للمباني السكنية نصف إجمالي الأضرار في المناطق المتضررة تقريبًا (48.5%) بقيمة تصل إلى 2.5 مليار دولار. وتمثل الأضرار في المباني غير السكنية (المنشآت الصحية والمدارس والمباني الحكومية ومباني القطاع الخاص) 33.5% أو 9.7 مليار دولار.

وبلغت الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية 18% من إجمالي الأضرار، أو 900 مليون دولار، ويشمل ذلك النقل والبنية التحتية الحيوية للكهرباء والمياه وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات.

المزيد من الانكماش في النمو

قال المدير الإقليمي لدائرة الشرق الأوسط في البنك الدولي، جان-كريستوف كاريه، إن الزلازل المدمرة تسببت في خسائر، وضاعفت معاناة الشعب السوري الذي يعاني أصلًا منذ سنوات، وستؤدي الكارثة إلى تراجع النشاط الاقتصادي ما سيؤثر أكثر في آفاق النمو في سوريا.

وتوقع البنك الدولي في يناير الماضي أن يشهد نمو الاقتصاد السوري المزيد الانكماش هذا العام، ليصل إلى 3.2%، نتيجة تعرضه لعديد من الصدمات، منها آثار تغير المناخ، واستمرار العنف، وتفشي الكوليرا، ونقص الوقود، بالإضافة إلى انخفاض مستويات الدخل إلى النصف بين عامي 2010 و2020.

توقعات النمو لدول شمال افريقيا والشرق الأوسط

توقعات النمو لدول شمال افريقيا والشرق الأوسط

3 ملايين سوري على حافة انعدام الأمن الغذائي

كشف نائب المدير الإقليمي لبرنامج الأغذية العالمي في سوريا، روس سميث، عن أن الأزمة الاقتصادية في البلاد تزداد سوءًا عامًا بعد آخر، ولا يكفي متوسط الراتب الشهري إلا لـ3 أيام فقط من الأغذية، التي شهدت ارتفاعًا في الأسعار بمقدار 10 أضعاف خلال السنوات الـ3 الماضية.

وأضاف سميث أن أزمة الزلزال تسببت في معاناة 12 مليون شخص لانعدام الأمن الغذائي، في حين أن قرابة 3 ملايين آخرين على شفا هوة انعدام الأمن الغذائي. وأعرب سميث عن قلقه من أنه “عندما لا يعود الزلزال يتصدر الصفحات الأولى للأخبار، ييبقى مئات الآلاف من الناس بحاجة إلى الدعم”.

ربما يعجبك أيضا