دراسة أمريكية: نموذج التنبؤ لبقاء الشجرة غير دقيق

الطريقة الحالية للتنبؤ بتأثيرات تغير المناخ على أنواع النباتات تشوبها العيوب

بسام عباس
غابات صنوبر بونديروسا

شرحت دراسة جديدة أن هناك عيوبًا في الطريقة الشائعة الاستخدام للتنبؤ بتأثيرات تغير المناخ على أنواع النباتات، على عكس التوقعات.

وأوضحت أن شجرة الصنوبر بونديروسا، وهي شجرة كان يُعتقد سابقًا أنها تزدهر في الطقس الدافئ، عانت بالفعل من آثار سلبية بسبب ارتفاع درجة حرارة المناخ مؤخرًا.

غير قادرة على التكيف

أوضح موقع Study Finds أن باحثون أمريكيون من جامعة أريزونا، أثبتوا خطأ الطريقة “استبدال المكان بالزمن”، والتي كانت مفيدة في التنبؤ بتغير المناخ لعقود من الزمن، على افتراض أن الأنواع التي تعيش في الأطراف الأكثر دفئًا، ما يشير إلى الاستجابة المستقبلية للأنواع في المناطق الأكثر برودة في ظل مناخ دافئ.

وأضاف، في تقرير نشره أمس الأربعاء 20 ديسمبر 2023، أن الدراسة الجديدة تكشف أن هذا النهج يؤدي إلى تنبؤات غير دقيقة، وحلل فريق البحث حلقات شجرة صنوبر بونديروسا في الغرب الأمريكي، والتي يعود تاريخها إلى عام 1900، لمقارنة النمو الفعلي للأشجار مع التنبؤات التي قدمتها طريقة استبدال المكان بالزمن.

وفي حين تنبأت هذه الطريقة بزيادة معدلات النمو في الظروف الأكثر دفئًا، أشارت بيانات حلقات الأشجار الفعلية إلى وجود تأثير سلبي ثابت من تقلب درجات الحرارة على أشجار الصنوبر بونديروسا. وأشارت النتائج إلى أن هذه الأشجار غير قادرة على التكيف بسرعة كافية مع المناخ المتغير بسرعة.

مدى موثوقية التنبؤات

أثار هذا الكشف مخاوف بشأن مدى موثوقية آلاف التنبؤات المتعلقة بتغير المناخ والتي أجريت باستخدام هذه الطريقة، وحذر الباحثون من أن علماء البيئة الذين يعتمدون على هذه التوقعات قد يواجهون مخاطر كبيرة.

وتسلط الدراسة، التي نشرت في مجلة Proceedings of the National Academy of Sciences، الضوء على الحاجة الملحة إلى أساليب بديلة للتنبؤ باستجابات الأنواع النباتية للمناخ المتغير، مع التركيز على العواقب المحتملة للهجرة أو التكيف أو انقراض الحياة على الأرض.

وذكر الموقع أن حلقات الأشجار توفر سجلاً لكيفية التفاعل الوراثي الفريد لشجرة معينة مع الظروف المناخية المتغيرة من سنة إلى أخرى، وأن استجابة النوع تتشكل من خلال الوتيرة التدريجية للتكيف التطوري مع الظروف المتوسطة لموقع معين، والتي تختلف عن تلك الموجودة في المواقع الأخرى.

هجرة الأشجار

وأشار الباحثون إلى أنه على غرار التطور، فإن هجرة الأشجار التي تتكيف بشكل أفضل مع درجات الحرارة المتغيرة يمكن أن تساعد في بقاء الأنواع. ومع ذلك، فقد أكدوا أن تغير المناخ يحدث بسرعة كبيرة بحيث لا يمكن أن يكون هذا حلاً قابلاً للتطبيق.

وخلصت الدراسة إلى أن هذه التنبؤات المكانية خطيرة، لأن الأنماط المكانية تعكس نقطة نهاية بعد فترة طويلة من الزمن عندما أتيحت للأنواع فرصة للتطور والانتشار، وتعيد ترتيب نفسها في المشهد الطبيعي، ولكن هذه ليست الطريقة التي يعمل بها تغير المناخ.

ربما يعجبك أيضا