دراسة: القرود تتمتع بروح الدعابة مثل البشر

دراسة جديدة: القردة تمتلك حس الفكاهة مثل البشر تمامًا

بسام عباس
القرود تتمتع بروح الفكاهة

اكتشف فريق دولي أن 4 أنواع من القردة العليا، إنسان الغاب، والشمبانزي، والبونوبو، والغوريلا، جميعها تشارك في مُداعبة مرحة مع بعضها البعض.

وهذا السلوك، الذي حدده علماء الأحياء المعرفية وعلماء الرئيسيات، يعكس المزاح البشري في طبيعته الاستفزازية والمستمرة، التي تتضمن عناصر المفاجأة واللعب.

تطور حس الفكاهة

قال موقع Study Finds، في تقرير الثلاثاء 13 فبراير 2024، إن نتائج الدراسة التي أجراها علماء من جامعات كاليفورنيا وإنديانا وكاليفورنيا-سان دييجو، ومعهد ماكس بلانك لسلوك الحيوان في ألمانيا، تشير إلى أن جميع أنواع القردة العليا الـ4 تنخرط في هذه الإثارة المرحة.

وأضاف ان هذا الاكتشاف دفع فريق البحث إلى افتراض أن العناصر الأساسية للفكاهة ربما تكون قد تطورت في النسب البشري قبل 13 مليون سنة على الأقل، لافتًا إلى أن الفريق حدد 18 سلوكًا متميزًا يتعلق بالإثارة، وأن العديد من هذه السلوكيات مصممة لإثارة رد فعل، أو لجذب الانتباه.

gorillas playing

قردان يلعبان

القردة العليا واللعب الاجتماعي

أوضح الموقع أن للفكاهة دور حاسم في التفاعلات البشرية، بالاعتماد على الذكاء الاجتماعي، والقدرة على التنبؤ بالتصرفات المستقبلية، والاعتراف والتقدير عندما يتم تحدي توقعات الآخرين. تشترك المضايقة في العديد من أوجه التشابه مع المزاح، ما يشير إلى أن المضايقة المرحة يمكن أن تكون بمثابة مقدمة معرفية للفكاهة.

وأضاف أن هذا النوع من التفاعل عند البشر يظهر حتى قبل أن يبدأ التواصل اللفظي، حيث ينخرط الأطفال في المضايقة في وقت مبكر من عمر 8 أشهر، وتشمل هذه السلوكيات عرض الأشياء ثم سحبها، و”عدم الامتثال الاستفزازي” من خلال انتهاك الأعراف الاجتماعية ومقاطعة أنشطة الآخرين.

وذكر أن الدراسة، التي نشرتها مجلة (Proceedings of the Royal Society B)، أوضحت أن القردة العليا مرشحة ممتازة للمداعبة والمرح، لأنها ترتبط ارتباطًا وثيقًا بنا، وتنخرط في اللعب الاجتماعي، وتظهر الضحك، وتظهر فهمًا متطورًا نسبيًا لتوقعات الآخرين.

Juvenile orangutan pulling its mother's hair.

صغير إنسان الغاب يضايق أمه ويشد شعرها

تفاعلات اجتماعية عفوية

أجرى فريق البحث تحليلًا للتفاعلات الاجتماعية العفوية بين القرود التي كانت مرحة أو مضايقة بشكل معتدل أو استفزازية بطبيعتها، وخلال هذه التفاعلات، راقب عن كثب تصرفات وحركات الجسم وتعبيرات الوجه للقردة التي بدأت المضايقة، بالإضافة إلى ردود أفعال القرود التي تعرضت للمضايقة.

وبحث الفريق عن دليل على أن السلوك كان يستهدف فردًا معينًا، وأنه استمر أو اشتد مع مرور الوقت، وأن البادئ بالمضايقة توقع ردًا من الشخص المستهدف. كشفت النتائج أن إنسان الغاب، والشمبانزي، والبونوبو، والغوريلا جميعهم انخرطوا في سلوك استفزازي عن عمد، وغالبًا ما أظهروا خصائص مرتبطة باللعب.

المضايقة المرحة واللعب

أفادت الدراسة بأن المضايقة المرحة لدى القردة العليا هي من جانب واحد، وغالبًا ما تأتي من المضايقة طوال التفاعل بأكمله ونادرًا ما تكون متبادلة، ونادرًا ما تستخدم الحيوانات إشارات اللعب مثل “وجه اللعب” لدى الرئيسيات، والذي يشبه ما نسميه الابتسامة، أو إيماءات “الإمساك” التي تشير إلى نيتها اللعب.

ووجد الفريق أيضًا أن المضايقة اللعوبة حدثت عندما كانت القردة مسترخية، وكان سلوكها يتشابه مع السلوك البشري، وأنه على غرار المضايقة عند الأطفال، تتضمن المضايقة اللعوبة استفزازًا من جانب واحد، وانتظار الاستجابة حيث ينظر المحفز نحو وجه الهدف مباشرة بعد إجراء المضايقة، والتكرار، وعناصر المفاجأة.

ويأمل فريق البحث أن تلهم هذه الدراسة باحثين آخرين لدراسة الإثارة المرحة في المزيد من الأنواع من أجل فهم أفضل لتطور هذا السلوك متعدد الأوجه، معربًا عن أمله في أن تزيد الدراسة الوعي بأوجه التشابه بين الإنسان والقردة العليا، وأهمية حماية هذه الحيوانات المهددة بالانقراض.

ربما يعجبك أيضا