لماذا ليس للبشر ذيول؟.. دراسة جديدة تكتشف القرائن الجينية القديمة

دراسة أمريكية: من المحتمل أن البشر الأوائل فقدوا ذيولهم منذ حوالي 25 مليون سنة

بسام عباس
لماذا ليس للبشر ذيول؟

حقق العلماء اختراقًا جينيًّا يسلط الضوء على السبب وراء عدم امتلاك البشر ذيولًا، على عكس الرئيسيات الأخرى، ما يمكن أن يساعد في كشف أحد ألغاز التطور البشري القديمة.

وبمقارنة الحمض النووي البشري والقردة عديمة الذيل، والنسانيس ذات الذيل، حدد الباحثون تغيرًا جينيًّا محددًا موجود في البشر والقردة ولكنه غائب في النسانيس.

لغز وراثي

أوضح موقع (Study Finds)، في تقرير نشره الجمعة 1 مارس 2024، أن فريقًا من الباحثين من كلية الطب بجامعة نيويورك جروسمان أجرى تحليلًا للحمض البشري وحمض القرود، ووجد أن الجين المعروف باسم (TBXT)، يلعب دورًا حاسمًا في تطور، أو بالأحرى، غياب الذيول عند البشر.

وأضاف أن فريق البحث، لاكتشاف هذا اللغز الوراثي، أجرى تجارب على الفئران، حيث أدخل نفس الحمض النووي في جيناتها، وكانت النتائج متنوعة، حيث وُلدت بعض الفئران بدون ذيول، ما يدل على التأثير المحتمل لهذا التغيير الجيني على نمو الذيل.

brown monkey sitting on branch

جينات قافزة

قال الموقع إن اكتشاف الفريق بشأن جين (TBXT) كان ملفتًا للنظر بشكل خاص، فنتج عن ذلك اختلافات الذيل عن إدخال جزء من الحمض النووي المعروف باسم (AluY) في التسلسل التنظيمي للجين، ما أثر على كيفية معالجة تعليمات الجين وتحويلها إلى بروتينات، وهي اللبنات الأساسية لهياكل الجسم ووظائفه.

وأوضح أن نتائج الدراسة مهمة ليس فقط لفهم فقدان الذيل في الرئيسيات، ولكن لفك تشفير تعقيد الجينوم البشري، الذي يحتوي على كميات هائلة من الحمض النووي غير المشفر، والذي يشار إليه غالبًا باسم “المادة المظلمة”، والذي يتضمن تسلسلات متكررة و”جينات قافزة” يمكنها التحرك داخل الجينوم.

مزايا تطورية

ذكر الموقع أن معظم الإنترونات البشرية تحمل نسخًا من الحمض النووي المتكرر والقافز دون أي تأثير على التعبير الجيني، ولكن إدخال (AluY) تحديدًا فعل شيئًا واضحًا مثل تحديد طول الذيل، لافتًا إلى أن غياب ذيول لدى البشر وبعض القرود، والذي حدث على الأرجح قبل حوالي 25 مليون سنة، لا يزال موضوعًا للنقاش بين العلماء.

وأوضح أن العلماء يعتقدون أن فقدان الذيل، أو غيابه، ربما منح بعض المزايا التطورية للإنسان المبكر، فإن التغيرات الجينية التي سهّلت هذا التحول ربما كانت لها أيضًا عواقب غير مقصودة، مثل زيادة خطر العيوب الخلقية التي تؤثر على العمود الفقري.

ربما يعجبك أيضا