دراسة جديدة: الأمريكيون لا يستطيعون التمييز بين الحقائق والآراء

دراسة أمريكية: أكثر من 45% يواجهون صعوبة في التمييز بين الحقائق وبيانات الرأي

بسام عباس
الأمريكيون لا يستطيعون التمييز بين الحقائق والآراء

وجدت دراسة جديدة أن العديد من الأمريكيين يعانون في التمييز بين الحقائق والآراء في دوراتهم الإخبارية على مدار 24 ساعة.

ويقول مؤلفو الدراسة من جامعة إلينوي أوربانا شامبين إن هذا الاتجاه يحمل آثارًا خطيرة على الخطاب المدني في الولايات المتحدة.

عدم القدرة على التمييز

أوضح موقع (Study Finds)، في تقرير نشره الجمعة 15 مارس 2024، أن الدراسة ركزت على تقييم ما إذا كان الأمريكيون قادرين على التمييز بين عبارات الحقيقة (2 + 2 = 4) وعبارات الرأي، “الأخضر هو اللون الأجمل”، وركز فريق البحث بشكل خاص على البيانات السياسية.

وطلب فريق البحث من المشاركين في الدراسة تصنيف 12 عبارة تتعلق بالأحداث الجارية إما كبيانات حقيقة أو بيانات رأي، ومن المثير للدهشة أن أداء 45.7% من المشاركين كان سيئًا كما لو أنهم اقترعوا بعملة معدنية لاتخاذ قرار.

Fake News on smartphone

كان أداء 45.7% من المشاركين سيئًا وفشلوا في اتخاذ القرار بين الحقائق والآراء

تحيز حزبي

أظهرت 4 عوامل وجود ارتباط مع تحسينات متواضعة في النجاح في التمييز بين الحقيقة والرأي: المعرفة المدنية، ومعرفة الأحداث الجارية، والتعليم، والقدرة المعرفية، لكنهم وجدوا أن للتحيز الحزبي دور رئيس باعتباره السبب الجذري للخطأ.

وأوضحت الدراسة أنه مع تزايد استقطاب الآراء السياسية الحزبية، يميل كل من الديمقراطيين والجمهوريين إلى بناء واقع بديل يعلنون فيه أن جانبهم قام بتنظيم الحقائق وأن الجانب الآخر لديه آراء فقط، لافتة إلى أن الخطأ غير المتحيز، مثل أخطاء التخمين العشوائي، انخفض بسبب العوامل الـ4، فيما لم تتزحزح الأخطاء المرتبطة بالتحيز الحزبي.

وأفادت الدراسة أن الأمر لا يقتصر على وجود الكثير من الاستجابات غير الصحيحة، بل إن العديد من الأخطاء لم تكن عشوائية، بل كانت أخطاء منهجية لأن العديد من المشاركين شكلوا إجاباتهم لتناسب روايتهم الحزبية، وأن الخبراء السياسيين كانوا أفضل في التمييز بين الحقيقة والرأي، إلا أن الاستقطاب الحزبي يعزز الخطأ الحزبي المنهجي.

تمييز خاطئ

أوضحت الدراسة أن الأمريكيين يقاومون تصحيح المعلومات الخاطئة، يشير هذا البحث إلى أنهم عرضة للتلاعب أيضًا، حيث أظهرت التحليلات أن مشكلة المعلومات الخاطئة تتضمن بُعدًا لا يحظى بالتقدير الكافي، حيث لا يختلف الناس على الحقائق فحسب، بل يختلفون أيضًا حول المسألة الأكثر جوهرية وهي ماهية الحقائق.

وأشارت النتائج إلى أن التمييز الخاطئ بين الحقيقة والرأي يمكن أن يعقد بشدة تصحيح المعلومات الخاطئة لأن الإجماع على “يمكننا أن نتفق على عدم الاتفاق” يمكن أن يظهر حتى بالنسبة للمسائل المتعلقة بالحقائق التي لا تقبل الجدل.

ودعت الدراسة وسائل الإعلام إلى العمل على تحسين التمييز بين الحقيقة والرأي من خلال تسليط الضوء على التمييز بين بيانات الحقيقة وبيانات الرأي في قصصها أو برامجها الإذاعية، إلا أن الاتجاه في الوقت الحاضر، وخاصة في القنوات الإخبارية، هو أكثر من مجرد عدم وضوح الرأي والحقيقة.

ربما يعجبك أيضا