دراسة جديدة تربط زيادة سنوات التعليم بتباطؤ الشيخوخة

دراسة أمريكية: سنتين من التعليم تبطئ وتيرة الشيخوخة بنسبة 3%

بسام عباس
التعليم يؤخر الشيخوخة

كشفت دراسة حديثة العلاقة بين سنوات التعليم ومفتاح الحياة الأطول، على غرار تأثير النظام الغذائي الصحي والرياضة على عيش حياة صحية أطول.

وذكرت الدراسة أن طول العمر ليس متوسط ​​العمر المتوّقع، ولكن عيش حياة أكثر صحة أو بمعنى آخر، ترويض العوامل المرتبطة بالشيخوخة البيولوجية، وليس التقدم في العمر.

التعليم يؤخر الشيخوخة

أوضح موقع جامعة كولومبيا الأمريكية أن الدراسات العلمية تشير إلى وجود عادات نمط حياة صحية تؤثر في السرعة التي يتقدّم بها الجسم في السن على المستوى اللاجيني أي أنه من خلال قياس العلامات اللاجينية مثل مثيلة الحمض النووي، فإنها تتقدم بمعدل أبطأ مقارنة بالعمر الزمني للشخص.

وأضاف، في تقرير نشره الخميس 14 مارس 2024، أن دراسة أجرتها كلية “ميلمان للصحة العامة”، ومركز “روبرت إن بتلر” للشيخوخة، في جامعة كولومبيا، أثبتت وجود صلة بين التحصيل العلمي والشيخوخة البيولوجية، ما يمثل “تقدمًا كبيرًا في فهم أسباب طول العمر”.

وذكر أن الدراسة، المبنية على بيانات من عينة كبيرة، سلطت الضوء على التأثير العميق للتعليم على حياة أطول وبتطبيق ساعة DunedinPACE اللاجينية، وجد الباحثون أن السنوات الإضافية من التعليم ترتبط بتباطؤ وتيرة الشيخوخة وانخفاض خطر الوفاة لاحقًا.

 التعليم وطول العمر

أوضح التقرير أن دراسة فرامنجهام للقلب، التي بدأت في عام 1948 وامتدت لأكثر من 3 أجيال، هي بمثابة الأساس لهذا التحليل المبتكر، وتركز الدراسة على سد الفجوة بين الحراك التعليمي، التقدم إلى التعليم العالي، وتأثيراته في العملية البيولوجية للشيخوخة والوفيات.

وأدى تطبيق ساعة DunedinPACE اللاجينية على بيانات للدراسة إلى توفير رؤى جديدة، ما يشير إلى أن سنتين إضافيتين من التعليم قد يمثلان تباطؤًا بنسبة 2 – 3% في عملية الشيخوخة، أي ما يعادل انخفاضًا بنسبة 10% تقريبًا في خطر الوفاة.

معدل الشيخوخة البيولوجية

ذكر موقع الجامعة أن الباحثين في جامعة كولومبيا حللوا بيانات 14106 مشاركين عبر 3 أجيال في دراسة فرامنجهام للقلب، وربطوا الإنجازات التعليمية للأطفال بإنجازات آبائهم، سمحت مجموعة فرعية من المشاركين الذين قدموا عينات الدم بحساب معدل الشيخوخة البيولوجية.

ومن خلال التركيز على الحراك التعليمي ومقارنات الأخوة، عزلت الدراسة بشكل فعال تأثير التعليم عن العوامل الأسرية والاجتماعية والاقتصادية، ومن خلال فصل هذه العوامل، وجد أن الحراك التعليمي التصاعدي كان مرتبطًا بكل من معدل أبطأ للشيخوخة وانخفاض خطر الوفاة.

الشيخوخة والصحة العامة

لفت الموقع إلى أن النتائج لا تعزز الفرضية القائلة بأن التدخلات التعليمية يمكن أن تبطئ الشيخوخة البيولوجية فحسب، بل تمهد الطريق أيضًا لتغييرات سياسية محتملة تهدف إلى تحسين صحة المجتمع والرفاهية العامة.

وأشار فريق الدراسة إلى أنه رغم الحاجة إلى أدلة تجريبية لتأكيد ذلك، فإن الساعات اللاجينية مثل DunedinPACE تبشر بتوضيح تأثير التدخلات التعليمية على الشيخوخة الصحية قبل وقت طويل من ظهور الأمراض والإعاقات في وقت لاحق من الحياة.

وتسلّط هذه الدراسة الضوء على الدور الحاسم للتعليم في تعزيز وتيرة أبطأ للشيخوخة وإطالة متوسط ​​العمر المتوقع، وتقدم حجة مقنعة لإعطاء الأولوية للتحصيل التعليمي كاستراتيجية رئيسية للصحة العامة.

ربما يعجبك أيضا