دراسة جديدة: تغير المناخ يؤدي إلى فوضى في عالم الحشرات

تتطور الكائنات المختلفة وتنفصل بعض أنواع الكائنات الحية لتتخذ مسارات متباينة، لكن ماذا يحدث لها عندما تتعرض لتغيرات المناخ؟

هذا هو السؤال الذي يسعى الأستاذ المساعد في العلوم البيولوجية بجامعة بينجهامتون الأمريكية، توماس باول، للإجابة عليه من خلال دراسته “التأثيرات المتباينة للاحترار في الحشرات المتباينة”، والتي نُشرت مؤخرًا في مجلة (Ecology Letters).

تأثير التغير المناخي في الحشرات

أوضح موقع ساينس ديلي في تقرير نشره الأربعاء 21 يونيو 2023، أن تغير المناخ يعطل التطور لدى بعض الأنواع، في حين يُسرِّع التطور لدى أنواع أخرى مثل ذباب يرقة التفاح الذي يتأثر من التغير المناخي، وفق ما صرح به أستاذ العلوم البيولوجية.

وحذر باول من أن تأثيرات هذه الظروف المستقبلية ستكون مختلفة تمامًا، حتى بالنسبة للذباب المتطابق من نفس الموطن الذي كان يتطور منذ القرن التاسع عشر فقط، وأننا سنشهد فوضى واسعة النطاق في التوقيت البيئي لمجتمعات الحشرات في العقود القادمة.

تغير في دورات التكاثر

ذكر الموقع العلمي أنه في خمسينيات القرن التاسع عشر، بدأت ذبابة يرقة التفاح، وهي آفة زراعية خطيرة، في الانقسام إلى مجموعتين في وادي هدسون بالولايات المتحدة. واستمر النوع الأول في الاقتيات على ثمار أشجار الزعرور الأصلية في المنطقة، في حين تحول النوع الآخر إلى مصدر غذائي جديد، ممثلًا في أشجار التفاح.

وأضاف أن هذا التحول أدى إلى تغير كبير في دورات التكاثر لدى أنواع هذه الذبابة، ما أثر بدوره على عدة أنواع من الدبابير الطفيلية التي تتغذى على ذبابة يرقة التفاح، ما يدل على التوازن الدقيق الذي يدعم النظم البيئية.

دبابير طفيلية تتغذى على ذبابة يرقة التفاح

قدر أكبر من المرونة

كشف الموقع أن الباحث الأمريكي أجرى تجربة على مجموعات من ذباب التفاح والزعرور والدبابير الطفيلية في ظل ظروف مطابقة للمتوسط الموسمي من السنوات العشر الأخيرة من البيانات المناخية، ثم الظروف الأكثر دفئًا المتوقعة من 50 إلى 100 عام في المستقبل، وكانت النتائج لها تداعيات مهمة على التنوع البيولوجي للحشرات.

وعلى الرغم من وجودهما في نفس الموقع، استجابت مجموعتي الذباب لهذا التغير في درجة الحرارة بطرق مختلفة تمامًا، ويبدو أن ذباب الزعرور يتمتع بقدر أكبر من المرونة، في حين تخلصت الدبابير من ذباب التفاح، ما جعل بقاءها ضعيفًا، وأوقف عملية التنوع.

عواقب وخيمة

كشفت الدراسة الجديدة أن دورة حياة الدبابير الطفيلية لم تتأثر بالحرارة، ما قد يؤدي إلى عواقب وخيمة إذا لم تتناسب مع دورة حياة فرائسها، لافتة إلى أن التكيف الطبيعي قد يكون قادرًا على استعادة بعض التوازن في الأنظمة المعطلة على المدى الطويل.

وأضافت أنه توجد قيود كبيرة على التطور السريع، وأن الموائل تميل إلى أن تكون أصغر ومجزأة، ما يحد من مقدار التباين الجيني الذي تحتاجه الكائنات الحية للاستجابة للضغوط المتطورة.

اقرأ أيضًا:  دراسة جديدة: تغير المناخ ساهم في انتشار الملاريا بإفريقيا

اقرأ أيضًا:  كيف يؤثر تغير المناخ سلبًا في تربية النحل بالعراق؟

اقرأ أيضًا:  كيف يعرقل تأثير تغير المناخ في ميكروبات التربة جهود مكافحته؟