دراسة جديدة: مسببات الأمراض المجمدة تستيقظ وتهدد العالم

بسام عباس
ذوبان الجليد

يبدو أن قصص الخيال العلمي عن كائنات قاتلة تخرج من الجليد وتعيث فسادًا في الضحايا بين البشر سيصبح حقيقة.

هذا ما حذرت منه دراسة جديدة وتساءلت هل يمكن لمسببات الأمراض التي كانت شائعة على الأرض ولكنها بقيت مجمدة آلاف السنين في الأنهار الجليدية والغطاء الجليدي والتربة الصقيعية أن تعود مرة أخرى بسبب ذوبان الجليد؟

الأخطار الكامنة

قال موقع كونفرزيشن الأمريكي إن علماء الأحياء أجروا تجارب لإحياء البكتيريا المجمدة منذ آلاف السنين، ففي عام 2003، أعادوا إحياء البكتيريا مأخوذة من عينات من قاع لب جليدي في هضبة تشينغهاي في التيبت، وكان عمر الجليد في ذلك العمق أكثر من 750 ألف سنة.

ذوبان المياه نحت نهرًا جليديًا في جبال الهيمالايا في الهند

ذوبان المياه نحت نهرًا جليديًّا في جبال الهيمالايا في الهند

وأضاف، في تقرير نشره الخميس 27 يوليو 2023، أن تجربة أخرى، في عام 2014، أعادت إحياء فيروس بيثو السيبيري العملاق “الزومبي” من التربة الصقيعية السيبيرية من عينة يبلغ عمرها 30 ألف عام.

وفي عام 2016، تفشي مرض الجمرة الخبيثة في غرب سيبيريا بسبب الذوبان السريع لجراثيم الجمرة الخبيثة في التربة الصقيعية، ما أدى إلى مقتل الآلاف من حيوانات الرنة، وأثر في عشرات الأشخاص، ووجد العلماء توافقًا جينيًّا ملحوظًا بين الفيروسات المعزولة من رواسب البحيرة في القطب الشمالي المرتفع والمضيفات الحية المحتملة.

عصيات الجمرة الخبيثة بكتيريا التربة التي تسبب الجمرة الخبيثة.

عصيات الجمرة الخبيثة بكتيريا التربة التي تسبب الجمرة الخبيثة.

هل الاحترار هو السبب؟

أوضح الموقع أن السبب وراء ذلك ارتفاع درجة حرارة مناخ الأرض بمعدل مذهل، فسرعتها تصل إلى 4 مرات في المناطق الأكثر برودة مثل القطب الشمالي، لافتًا إلى أن التقديرات تشير إلى إمكانية إطلاق 4 سكستيليون (21 صفر) من الكائنات الحية الدقيقة من ذوبان الجليد سنويًّا.

وعلى الرغم من العدد الكبير الذي يتعذر فهمه من الكائنات الحية الدقيقة التي يتسبب ذوبان الجليد في إطلاقها، بما في ذلك مسببات الأمراض التي يمكن أن تصيب الأنواع الحديثة، لم يتمكن أحد من تقدير المخاطر التي يشكلها هذا على النظم البيئية الحديثة.

ووفقًا لدراسة جديدة نُشرت في مجلة (PLOS)، حسب باحثون المخاطر البيئية التي يشكلها إطلاق فيروسات قديمة لا يمكن التنبؤ بها، فأظهرت عمليات المحاكاة أن 1٪ من عمليات الإطلاق لعامل ممرض خامد واحد فقط يمكن أن تسبب أضرارًا بيئية كبيرة وخسارة هائلة للكائنات الحية المضيفة في العالم.

قد تكون مسببات الأمراض مجهرية، ولكن لا ينبغي التقليل من مخاطرها.

قد تكون مسببات الأمراض مجهرية، ولكن لا ينبغي التقليل من مخاطرها.

الانقراض والمرض

أشارت نتائج الدراسة إلى أن هذا التهديد الذي لا يمكن التنبؤ به واقتصر على الخيال العلمي، سيكون محركًا قويًّا للتغيير البيئي، وعلى الرغم من عدم نمذجة المخاطر المحتملة على البشر، فإن حقيقة أن تؤدي مسببات الأمراض “المسافرة عبر الزمن” إلى تدهور شديد في المجتمع المضيف هي بالفعل حقيقة مقلقة.

وتُسلّط الدراسة الضوء أيضًا على مصدر آخر للانقراض المحتمل للأنواع في العصر الحديث، وهو مصدر لا تتضمنه حتى نماذج الانقراض الأسوأ لدينا. وكمجتمع، نحن بحاجة إلى فهم المخاطر المحتملة حتى نتمكن من الاستعداد لها، ولكن نتائج المحاكاة أظهرت أن هذا لم يعد خيالاً نشاهده للاستمتاع.

اقرأ أيضًا: دراسة: الجليد في القطب الشمالي يذوب أسرع بمرتين

اقرأ أيضًا: ارتفاع درجة حرارة القطب الشمالي يجذب الحيوانات المفترسة البحرية شمالًا

ربما يعجبك أيضا