دراسة حديثة تكشف علاقة تغير المناخ بزيادة الأعاصير

بسام عباس
الدمار الذي خلفه الإعصار الكارثي في المسيسبي

يؤثر تغير المناخ وزيادة الاحتباس الحراري في زيادة تقلبات الطقس السيئ، ما يرجح حدوت المزيد من الأعاصير.


كشف علماء المناخ عن وجود علاقة بين ارتفاع درجات الحرارة وتغير المناخ، وبين وزيادة الأعاصير وقوتها، خاصة مع موجات الحرارة غير المسبوقة والأمطار غير العادية.

وتوقعت دراسة حديثة أنه بحلول عام 2100، سوف يرتفع متوسط العدد السنوي للسحب الخارقة، وهي تلك العواصف الهائلة والدوارة المعروفة بإنتاج أعنف الأعاصير، التي تضرب شرق الولايات المتحدة الأمريكية بـ6.6%.

زيادة مخاطر الأعاصير

رغم أنه من الصعب تحديد العلاقة بين تغير المناخ وزيادة الأعاصير، مثل تلك التي أودت بحياة أكثر من 20 شخصًا في وسط الولايات المتحدة يوم الجمعة الماضي، فإنه يرجح العلماء وجود العديد من الأسباب للاعتقاد بوجود صلة.

ونقلت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية عن الأستاذ المساعد في الأرصاد الجوية بجامعة ميتشيجن المركزية، جون ألين، أنه يوجد “دليل حاسم” على زيادة مخاطر الأعاصير خلال المواسم المقبلة، لافتًا إلى أن هذا الشتاء جلب نشاط إعصار قياسي عبر جزء كبير من الجنوب.

وأوضحت الصحيفة أن الدراسة الحديثة التي أصدرتها الجامعة، أشارت إلى أنه مع تغير المناخ وارتفاع متوسط درجات الحرارة، أصبحت أنواع العواصف الشديدة التي تؤدي إلى تكرار الأعاصير، في مناطق عدة حول العالم، ما يرجح احتمال حدوث المزيد من الأعاصير، ولكن العلماء غير مستعدين لإعلان ذلك بعد.

dbf293cd8a04fed4b54c97715f945f9a

المزيد من العواصف

حددت الدراسة بعض العوامل التي تؤثر في موعد ومكان وتكرار حدوث الأعاصير، لافتة إلى أن متوسط درجات الحرارة العالمية ارتفع بأكثر من 1.1 درجة مئوية منذ أواخر القرن التاسع عشر، ما أعطى الهواء الأكثر دفًئا مزيدًا من الطاقة ليتطور وينتج العواصف، فضلًا عن الرطوبة التي يمكن أن تغذي العواصف أيضًا.

وأضافت أن الهواء الدافئ الرطب يعد مكونًا رئيسًا لتطور العواصف الشديدة، التي تنشأ نتيجة عدم الاستقرار في الغلاف الجوي السفلي، فالتصادم بين الهواء الدافئ والرطب بالقرب من الأرض والهواء الأكثر برودة والجفاف فوقه، يثير المزيد من العواصف لاستعادة التوازن في الغلاف الجوي.

وقال جون ألين إن الهواء كلما كان أكثر دفئًا وأقرب إلى الأرض، زاد احتمال ارتفاعه وإثارة اشتباكات جوية عنيفة، إذ يرتفع سريعًا إلى الطبقة الباردة فوقه، في حين يندفع الهواء البارد نحو الأرض، ما يؤدي إلى هطول الأمطار، وتكثف الرطوبة في الهواء الدافئ، ويمكن أن تنتج أيضًا دورانًا داخل العواصف، التي يمكن أن تتحول إلى أعاصير.

1 1467532

أعاصير في كل مكان

قال كبير الباحثين في المختبر الوطني للعواصف الشديدة في نورمان بولاية أوكلاهوما، هارولد بروكس، إن ارتفاع درجة حرارة الأرض لا يغير بالضرورة كثيرًا في ما يتعلق باحتمالية حدوث عواصف صيفية، عندما تجعل الظروف الحارة والرطبة عواصف ما بعد الظهيرة أكثر شيوعًا، وفق ما ذكرته واشنطن بوست.

وأضاف أن الأعاصير يمكن أن تحدث في جميع أوقات العام بأنحاء العالم كافة، ولكن موسم الأعاصير التقليدي يحدث من مارس حتى مايو، خاصة في الولايات المتحدة وأمريكا الجنوبية، وبدرجة أقل، في أكتوبر ونوفمبر، وهي الأوقات التي يكون فيها الطقس في فترة انتقالية.

وكشفت دراسة، نشرتها في يناير الماضي، الجمعية الأمريكية للأرصاد الجوية، أن ذلك يمكن أن يترجم إلى زيادة 61% في السحب الخارقة في مارس وزيادة 46% في إبريل، وكشفت زيادة في مخاطر العواصف العاصفة في الجنوب الشرقي من الولايات المتحدة.

اقرأ أيضًا: تغير المناخ يضاعف نسبة حدوث إعصار جابرييل في نيوزيلندا

اقرأ أيضًا: أين تختبئ أعاصير كندا؟

اقرأ أيضًا: مقتل وإصابة العشرات في عاصفة تجتاح الولايات المتحدة

 

ربما يعجبك أيضا