تغير المناخ يضاعف نسبة حدوث إعصار جابرييل في نيوزيلندا

بسام عباس

تسبب إعصار جابرييل في هطول أمطار غزيرة، فخلف أضرارًا جسيمة وكلف نيوزيلندا خسائر اقتصادية بمليارات الدولارات.


كشفت دراسة جديدة عن أن أزمة المناخ لعبت دورًا “محتملًا” في تفاقم أحداث هطول الأمطار الغزيرة التي غمرت شمال شرق نيوزيلندا عقب إعصار جابرييل.

وفي فبراير الماضي، تسبب إعصار جابرييل في هطول أمطار غزيرة على مدى يومين، ما تسبب في أضرار جسيمة وكلف نيوزيلندا خسائر اقتصادية بمليارات الدولارات، ما يجعلها أحد أكثر الأعاصير تدميرًا وأكثرها كلفة.

أزمة المناخ تزيد الأعاصير

كشف بحث جديد أجرته هيئة “وورلد ويذر أتريبيوشن” (إسناد المناخ العالمي)، الذي صدر أمس الثلاثاء 14 مارس 2023، أن هطول الأمطار الغزيرة تضاعف أربع مرات في المنطقة، فأصبح الحد الأقصى لهطول الأمطار لمدة يومين على المنطقة أكثر كثافة بنحو 30%، ما كان يمكن أن يكون بدون تأثير انبعاثات غازات الدفيئة التي تسبب فيها البشر.

وأوضحت صحيفة الإندبندنت البريطانية أن الدراسة، التي أجراها فريق دولي من علماء المناخ، وجدت أن زيادة هطول الأمطار الغزيرة كانت “مرجحة” بسبب أزمة المناخ. ومع ذلك لا يمكنهم حتى الآن تحديد التأثير الدقيق للاحترار العالمي الذي يسببه الإنسان.

وأفادت الصحيفة أن هطول الأمطار الغزيرة يحدث الآن بمعدل أربع مرات أكثر مما حدث في السابق، ومع ذلك، فإن هطول الأمطار الغزيرة لا يزال نادر الحدوث، مع ما يقرب من 3% أو أقل من الحدوث كل عام في أي مكان آخر، وفق الدراسة.

New Zealand Cyclone 71496

هطول الأمطار وزيادة الاحترار

قال الرئيس المشارك لهيئة وورلد ويذر أتريبيوشن والمحاضر الأول في علوم المناخ في معهد جرانثام، الدكتور فريدريك أوتو، إن المنطقة ستشهد زيادة كبيرة في هطول الأمطار مع ازدياد الاحترار العالمي، وبالتالي، فإن الحد من التعرض وضعف السكان في المناطق المعرضة للفيضانات يمثل أولوية ملحة.

ورغم أن التقرير يقر بوجود قدر كبير من عدم اليقين في هذه التقديرات، بسبب الفترة القصيرة التي تغطيها البيانات والتباين الكبير في المنطقة، فإنه يحذر من الحاجة إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لتقليل تعرض المجتمعات للفيضانات في المستقبل.

وذكرت الصحيفة البريطانية أن الدراسة أجراها 23 باحثًا من الجامعات ووكالات الأرصاد الجوية في أوتياروا ونيوزيلندا وفرنسا وألمانيا وهولندا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة.

عوامل الطقس المتطرف

أشار التقرير إلى أن نيوزيلندا تتمتع بقدرات تنبؤية جيدة وقنوات للتحذير من هطول الأمطار الغزيرة، ومع ذلك، تسببت الفيضانات في أضرار كبيرة وكلفة اقتصادية وخسائر في الأرواح، والتي يمكن ربطها بعوامل مثل الاعتماد على أنظمة الحماية من الفيضانات والبنية التحتية التي لم تُهيأ لتحمل مثل هذه الفيضانات الشديدة.

وفي حين لا يلقي التقرير باللوم على أزمة المناخ، بوصفه الدافع الرئيس وراء الفيضانات، فأشار العلماء إلى وجود العديد من العوامل التي أدت إلى حدوث الطقس المتطرف، إلا أنه يحذر من أن هطول الأمطار الغزيرة أصبح أكثر احتمالًا مع استمرار ارتفاع درجة حرارة الكوكب.

مضاعفة الجهود المستقبلية

طالب العلماء المشاركون في الدراسة بأن تتضاعف الجهود المستقبلية للحد من تداعيات الأعاصير، وأن تتحسن البنية التحتية التي ستبنى استعدادًا للمناخ المستقبلي، وتحسين التنبؤ بالتأثيرات، وتعزيز الترابط الاجتماعي والمعرفة والمهارات والوعي بالمخاطر الطبيعية لزيادة مرونة المجتمعات.

وتسهم الدراسة في توفير الكثير في نيوزيلندا، من عوامل والتكيف مع مخاطر الفيضانات المتغيرة الآن التي تعد أحد أكبر التحديات التي يواجهها البشر، فقد خلف إعصار جابرييل أكثر من 200 ألف منزل بدون كهرباء وتوفي 11 شخصًا على الأقل في الفيضانات بنيوزيلندا، مع خسائر اقتصادية تقدر بمليارات الدولارات.

ربما يعجبك أيضا